مواقف المرتزقة ومن دار في فلكهم من الإنبطاحيين والمتأسلمين المخزية والمهينة تجاه العدوان الصهيوني الغاشم على غزة، بما فيها من التخاذل والتذبذب والنفاق والتدليس والمراوغة والدجل والتضليل والتلبيس ومحاولات خلط الأوراق، وربط العدوان الصهيوني على غزة بمواضيع وقضايا أخرى لا تمت لها بأدنى صلة، من باب الكيد والاستغلال والتوظيف السياسي القذر؛ لا تمثل الموقف اليمني الشعبي والرسمي المشرف والثابت، وإنما تمثل أصحابها فقط ، فالموقف الرسمي والشعبي اليمني المجسِّد للإرادة اليمنية هو الذي تجسِّده القيادة الثورية والسياسية اليمنية الذي يعبِّر عن نبض الشارع اليمني لا نبض لصوص الثروات ومرتادي الفنادق والشاليهات من أدعياء الشرعية المزعومة الذين خانوا الله ورسوله، وخانوا وطنهم وشعبهم، وتاجروا بكل القيم والمبادئ والأخلاق والثوابت وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .
الموقف اليمني الرسمي هو ما عبَّر عنه قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في كلمته التوجيهية بمناسبة يوم القدس العالمي وما أكده الرئيس -مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى في كلمته بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وما يصدر عن الخارجية اليمنية والوفد الوطني المفاوض وكافة مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية وقياداتها الوطنية التي تقف جنبا إلى جنب مع أبناء شعبنا اليمني الأبي لمساندة أبطال الجيش واللجان الشعبية في معركة التحرر من براثن الغزاة والمرتزقة في مختلف جبهات الكرامة، والموقف الشعبي تمثله تلكم المسيرات الجماهيرية المليونية الحاشدة التي خرجت عصر أمس، في مختلف الساحات والميادين تلبية لدعوة السيد القائد ونصرة لأبناء فلسطين الذين يتعرضون لعدوان وحشي غاشم من قبل كيان العدو الصهيوني، والتفاعل الواسع مع حملة جمع التبرعات لنصرة أبناء فلسطين في معركة “سيف القدس” المقدسة التي يخوضونها بكل شجاعة وإقدام، الحملة التي حظيت بمشاركة جماهيرية واسعة رغم العدوان والحصار وانقطاع المرتبات والحرب الاقتصادية التي يشنها التحالف السعودي اليهودي على يمن الحكمة والإيمان وشعب الأنصار من أبناء اليمن الميمون، من خلال التبرع على حساب 1140في البريد اليمني وشبكات الصرافة المختلفة دعما وإسنادا لأبطال المقاومة الفلسطينية في معركتهم البطولية التي شكَّلت قاصمة لظهر كيان العدو الصهيوني وأذنابه وأدواته الرخيصة في المنطقة وفي طليعتهم آل سعود وآل نهيان .
مواقف يمنية إيمانية أصيلة نابعة من القلب، خالية من كافة أشكال النفاق والتمصلح والاستغلال، مواقف معبِّرة عن الثوابت اليمنية الراسخة تجاه قضية العرب الأولى والمصيرية، القضية الفلسطينية التي كانت وما تزال وستظل بالنسبة لليمن وقيادته الحرة المقاومة واليمنيين الشرفاء الأحرار مقدَّمةً على ما دونها من القضايا ويرون في نصرة فلسطين وتحرير القدس وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة من دنس كيان العدو الصهيوني المحتل فرض عين عليهم، لا يسقط بالتقادم ولا يزول بالعقبات والعراقيل التي تحول دون القيام به في الوقت الراهن، ويظل غاية يسعون جميعا من أجل نيل شرف تحقيقها بإذن الله وتوفيقه .
بالمختصر المفيد، اليمن قيادة وحكومة وشعباً لا تزايد على القضية الفلسطينية، ولا تسعى من وراء مواقفها الداعمة والمساندة لها إلى الحصول على أي مكاسب سوى إرضاء الله ورسوله ونصرة دينه ومقدساته وتطهيرها من دنس ورجس أحفاد القردة والخنازير الذين يسومون أبناء فلسطين سوء العذاب منذ وعد بلفور المشؤوم وحتى اليوم، ومهما حاول أبواق العمالة والارتزاق التشويش على المواقف اليمنية الأصيلة تجاه فلسطين وشعبها فإنهم لن يحصدوا غير الخيبة، فهي مواقف واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، مواقف صادقة خالية من التصنُّع والتكلف والدعاية الإعلامية وتسليط الأضواء، لا تفريط بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ولا تنازل عن حق أبناء الشعب الفلسطيني في تحرير أرضهم المحتلة وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، الدولة التي تحتضن كل أبناء فلسطين المنتشرين في كل بقاع العالم الذين عمل الاحتلال الصهيوني على تشريدهم منها وحرمانهم من العودة إليها .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.