"سرايا القدس" و"القسام" تضربان اقتصاد الكيان الصهيوني

الدكتور الهندي: دولة الاحتلال الإسرائيلية ارتبكت بعد مواجهة حقيقية وشرسة مع المقاومة الفلسطينية

وجّهت المقاومة الفلسطينية ضربات نوعية لمفاصل حيوية في الاقتصاد الإسرائيلي، رداً على عدوان الاحتلال على غزة والقدس المحتلة، إذ طالت الرشقات الصاروخية منصات رئيسية لإنتاج الغاز الطبيعي وأنابيب لنقل الوقود، وتسببت في توقف مؤقت لحركة الطيران، بينما يهدد التصعيد عودة السياحة خلال الصيف بعد فتح كافة المرافق، عقب عمليات تطعيم واسعة ضد فيروس كورونا.
كذلك طالت ضربات الفصائل الفلسطينية مرافق حيوية أخرى في إسرائيل، منها خط لأنابيب الوقود مملوك لشركة حكومية إسرائيلية، وفق ما أعلن مسؤول حكومي إسرائيلي وآخر في قطاع الطاقة لرويترز، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضي.
وقالت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها وسعت دائرة النار باستهداف مدن ما بعد “تل أبيب”، وتمكنت من قصف “تل أبيب” برشقة صاروخية كبرى ردًا على استمرار العدوان واستهداف المباني السكنية المدنية في قطاع غزة.
ودوت صافرات الإنذار في جميع المدن في شمال فلسطين المحتلة بعدما أطلقت سرايا القدس وكتائب القسام العشرات الصواريخ التي تجاوزت “تل أبيب”.
وذكرت “كتائب القسام” الذراع العسكرية لحركة “حماس”، أمس الأول، أنها استهدفت “منصة الغاز الصهيونية (الإسرائيلية) قبالة شواطئ غزة برشقة صاروخية (لم تحدد عددها)”.
ولطالما مثّلت حقول الغاز التي يسيطر عليها الاحتلال قبالة السواحل الفلسطينية المحتلة أهمية بالغة للاقتصاد الإسرائيلي، إذ أبرمت حكومة الاحتلال عقوداً عدة لتصدير الغاز بعشرات مليارات الدولارات لسنوات طويلة.
كذلك تتجه الشركات الإسرائيلية لجذب رؤوس أموال إلى حقول الغاز بغية تطويرها بشكل أكبر، وفي نهاية إبريل أعلنت شركة “ديليك دريلينج” الإسرائيلية أنها وقعت اتفاقاً مبدئياً لبيع حصتها البالغة 22% في حقل تمار للغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط لشركة مبادلة للبترول التابعة لصندوق الثروة السيادي الإماراتي مقابل 1.1 مليار دولار.
وكانت ديليك وشريكتها نوبل إنرجي قد وقّعتا اتفاقاً في أوائل 2018م لتصدير غاز طبيعي بقيمة 15 مليار دولار من حقلي تمار ولوثيان قبالة السواحل الفلسطينية المحتلة إلى شركة خاصة في مصر، الأمر الذي وصفه مسؤولون إسرائيليون حينذاك بأنه “الأكثر أهمية منذ إبرام اتفاقية السلام مع مصر في 1979م”، كما أبرم الاحتلال صفقة لتصدير الغاز إلى الأردن ويطمح في تصدير الغاز إلى أوروبا.
وأوقفت هيئة مطارات إسرائيل لبعض الوقت إقلاع جميع الرحلات من مطار بن غوريون في تل أبيب، ما يعقد المشهد إزاء محاولات إسرائيل فتح مرافقها لاستقبال السياحة الخارجية الفترة المقبلة.
وقد يدفع استمرار ضربات الفصائل الفلسطينية بالصواريخ، ردّاً على القصف الإسرائيلي لمناطق واسعة في قطاع غزة، إلى إعلان آخر بتعليق الرحلات الوافدة إلى مطار بن غوريون.
كذلك، لم تشهد المدن الإسرائيلية منذ عقود حالة العصيان والاشتباكات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما هي عليه الآن، الأمر الذي دفع إسرائيل لإعلان حالة الطوارئ في مدينة اللد (وسط)، وانعكس الأمر كذلك على سعر الشيكل الذي هبط أمام العملات الأجنبية.
وكما أسواق الأسهم، فالسياحة المحلية والوافدة سريعة التأثر السلبي بأية توترات أمنية، إذ تقع القدس المحتلة وتل أبيب وإيلات (جنوب) في مرمى صواريخ الفصائل الفلسطينية.
وهوت السياحة الوافدة إلى إسرائيل بنسبة 81.7% خلال العام الماضي، مقارنة مع 2019م، مدفوعة بالتبعات السلبية الحادة لتفشي جائحة كورونا عالمياً، وبحسب بيانات سابقة لمكتب الإحصاء الإسرائيلي، بلغ عدد السياحة الوافدة خلال العام الماضي 832.8 ألف سائح، مقارنة مع 4.551 مليون سائح في العام السابق له، وفق بيانات أوردتها وكالة الأناضول، أمس الأول.
إلى ذلك أعلن أمس، “اتحاد المصنعين” أن الضرر على اقتصاد الاحتلال من إطلاق حماس صواريخ من غزة لثلاثة أيام يصل إلى 540 مليون شيقل.
كما أعلنت سلطات مطار بن غوريون في نفس اليوم أيضا، أنه تم تحويل مسار جميع الرحلات المتوجهة إلى هذا المطار الدولي في تل أبيب حتى إشعار آخر، علما أن هذا القرار لا يشمل الرحلات المغادرة من المطار حيث يُسمح للطائرات الخاصة بالهبوط وتم تعليق حركة الملاحة فيه موقتا مساء الثلاثاء الماضي، ولا يؤثر هذا القرار حاليا على الرحلات المغادرة من المطار، بحسب المصدر نفسه.
من جهته أكد الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي أمس الخميس، أن دولة الاحتلال متوترة ومرتبكة ومشلولة، قادتها وإعلامها يكذبون ويتبادلون الاتهامات، جيشها يتحدث عن بنك أهداف للمقاومة فيما هو يقصف عشوائياً الأطفال في البيوت ويقصف الشوارع والبنى التحتية.
وشدد الهندي في تصريح صحفي، على أن معنويات الشعب الفلسطيني في السماء وهو يرى صور صواريخه تغطي سماء كل الوطن السليب، ويرى شعبنا على قلب رجل واحد في القدس وفي أراضينا ومدننا المحتلة عام 48 وفي ضفة الشموخ وغزة المقاومة وفي الشتات وهي تهتف للأقصى وللمقاومة.
وهنأ عضو المكتب السياسي في الجهاد الشعب الفلسطيني بعيد الفطر المبارك قائلاً: “نوجه التهنئة للشعب الفلسطيني المرابط الصابر رغم الجراح، ونبشره أن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرا، نحن ندافع عن القدس وشرف الأمة ومتقبل شعبنا وأمنا، فالقدس بوصلتنا وتحريرها واجبنا وتكليفنا، معركتنا معركة إيمان وإرادة قبل أن تكون معركة وسائل ومعدات”.
ولفت القيادي الهندي، إلى أن زعيمهم يحاول أن يرسم صورة النصر باغتيال الشهيد باسم عيسى، وهو لا يعي أن عشرات القادة من السرايا والقسام، مستعدون للشهادة.
وتابع: “بعض قادة الاحتلال يلوحون باجتياح بري لغزة، وهذا ما تنتظره المقاومة. غطرسة القوة تعمي أبصارهم، وصبر شعبنا وإعداد مجاهدينا يمنحنا الثقة ويفاجئ المنطقة و العالم”.

قد يعجبك ايضا