من اليمن إلى القدس في يومها العالمي

رسائل صمود ووعود بالصلاة في أقصاها

 

ليست قضية فلسطين قضية خاصة بشعبها فقط إنما هي قضية عالمية قضية الحق ضد الباطل، لذا فالأمة الإسلامية جميعها معنية بنصرة مقدساتها الإسلامية التي احتلها اليهود واغتصبوا الجزء الأكبر من أرض فلسطين وانشأوا عليها دولتهم المزعومة .
وفي زمننا الحاضر أصبحت قضية فلسطين شبه منسية من ذاكرة العرب إلا القليل من الأحرار منهم في محور المقاومة الذين لازالوا ينتصرون لفلسطين ويعتبرونها قضيتهم الأولى، خاصة في زمن تهافت الأنظمة العميلة للاعتراف بالكيان الصهيوني.
لذلك فيوم القدس العالمي – الذي يأتي في آخر جمعة من شهر رمضان، كما حدده الإمام الخميني سلام ربي عليه – هو لاستنهاض الأمة من سباتها وتذكيرها بقضيتها المركزية كي تبقى القدس حية في الذاكرة وحية في الوجدان والفكر والإرادة وتبقى حية في الأجيال المتعاقبة، ليعلم اليهود أن القدس لن تكون إلا عربية.
وفي الاستطلاع الذى أجراه المركز الإعلامي في الهيئة النسائية _مكتب الأمانة، أجريت لقاءات مع عدد من حرائر اليمن في الذكرى السنوية ليوم القدس العالمي، وإليكم الحصيلة:
الثورة / خاص

بداية الدكتورة تقية فضائل أستاذ مساعد جامعة صنعاء، تحدثت إلينا فقالت: كثيرة هي الأمور التي قام بها اليهود لينسى أو يتناسى العرب والمسلمون قضية فلسطين أهمها الكذبة التاريخية التي صنعوها وهي أنهم أصحاب الأرض وأنها أرض الميعاد وهم الساميون الذين سكنوها منذ القدم ووعدهم الله بها وفيها هيكلهم المزعوم واستغلوا بعض المسميات في فلسطين مثل جبل صهيون وبعض الآثار للغة العبرية في فلسطين، متناسين أنهم ما سموا عبريين إلا لأنهم عبروا النهر للوصول إلى أرض فلسطين التي كانت آهلة بالسكان منذ 1000عام بأبناء كنعان بن سام بن نوح عليه السلام وهم السكان الأصليون لفلسطين.
وأضافت فضائل: وطبعا هم يستغلون جهل العرب بالتاريخ والآثار وإن كان بعضهم يعلم فهو لا يسعى لإسماع العالم الحقيقة أو لا يوجد من يعينه على ذلك.

أنظمة عميلة
وأوضحت تقية فضائل أن من الأسباب التي تجعل العرب يتجاهلون القضية الفلسطينية، وجود الأنظمة السياسية العميلة التي تقمع الشعوب وتحقق الأجندة الإسرائيلية في جعل الشعوب بعيدة عن القضية الفلسطينية وكذلك وجود علماء السلطة وهم علماء الجور وهم من يُعِينْون الحكام الظلمة على تدجين الشعوب وتضليلها.
وترى تقية فضائل أن من الأسباب الجديرة بالذكر إشعال الفتن في بلاد المسلمين لشغل الشعوب عن قضيتهم الأساسية بقضايا جانبية.
وأشارت تقية إلى أن أحد أسباب نسيان فلسطين هو التطبيع من قبل بعض الدول مثل مصر والأردن وتركيا منذ زمن طويل مع العدو الصهيوني والتطبيع في هذه الأيام من بعض أنظمة دول الخليج العميلة.
وقالت: ضعف الثقافة القرآنية في نفوس المسلمين جعلهم يجهلون أعداءهم وميثاقهم الذي أخذ عليهم ألا يخافوا إلا الله ويوالوا من والى الله ويعادوا من عادى الله وينصروا دينه والمستضعفين في كل مكان وزمان.

أدوات إسرائيلية
وحول الدور الأمريكي والسعودي في تطبيع عدد من الدول العربية مع إسرائيل، أوضحت تقية فضائل: إن دورهما كببر جداً فأمريكا هي حامية الكيان الإسرائيلي والمدافعة عنه وهي من تستغل قوتها ووجودها في مجلس الأمن للدفاع عن وجود هذا الكيان غير الشرعي وتسعى لتبرر جرائمه وفي المقابل تسعى لإحباط أي مشروع أو قرار في صالح فلسطين والفلسطينيين.
وأضافت: أما السعودية فما هي إلا الأداة الأمريكية الإسرائيلية لخدمة أمريكا وإسرائيل في المنطقة وما حربها على اليمن إلا خدمة للكيان الصهيوني وترسيخ لوجوده في أرض فلسطين وتأمين الممرات المائية لهذا العدو المغتصب وخدمة لأهدافه التوسعية.

وصفقة القرن
ونوهت فضائل بدور الشعب في إفشال صفقة القرن فقالت: لله الحمد والشكر أن شرفنا نحن اليمنيين بأن كان لنا الدور الأول في إحباط صفقة القرن بصمودنا في وجه دول الاستكبار ودحر الغزاة وكشف ضعف قوى الباطل وإمكانية كسرها، إذا ما وثقنا بالله وتوكلنا عليه وجاهدنا في سبيله حق الجهاد وتولينا الله ورسوله والإمام علي وسيدي عبد الملك من أمرنا الله أن نتولاه.
واختتمت الدكتورة تقية فضائل حديثها بالإشارة إلى أن إحياء هذه الذكرى أمر مهم جدا بل هو واجب على المسلمين لإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة وأنها قضيتنا الأولى وحتى نربي أجيالنا على ذلك وليدرك العدو الإسرائيلي والأمريكي أننا سنكون له بالمرصاد وسنحرر أرض فلسطين مهما بذلنا من غال ورخيص.

خدعة اليهود
بدورها منار الشامي – كاتبة – قالت في بداية حديثها معنا: منذُ بدايات الإسلام الأولى سعى اليهود إلى حجزِ مكانٍ لهم في جزيرة العرب، ومع أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه وآله استطاع القضاء على وجودهم وعلى عوامل قوتهم إلا أن الانحراف الذي نتج بعد موت رسول الله وتوالي العصور مروراً بالأموي والعباسي والعثماني وغيرها من العصور مهدت الطريق لليهود كي يتسنى لهم بناء أنفسهم من جديد.
وحددت منار طريقتين استطاع بهما اليهود أن يجعلوا العرب ينسون قضية فلسطين هما الغزو الفكري الذي تمكن من محوِ العداوة ضد اليهود، والطريقة الثانية هي انزواء اليهود تحت عناوين جذابة توحي للعربِ بأنهم مُسالمون، ونتيجة الغزو الفكري الذي بدد كل عوامل العداء ضد إسرائيل انحنى العربُ لليهود واستطاعوا أن يتعاملوا معهم برغم ما حذرهم القرآن من خطورة التولي.

أمريكا والصهيونية
وفي حديثها معنا أشارت منار إلى الدور الأمريكي في تطبيع العرب مع اليهود فقالت::كان دور أمريكا بارزاً من ناحية دعم إسرائيل مادياً ومن ناحية وضع قرارٍ سياسي ومكانٍ مرموق لوجود اليهود ومنحهم الحق الذي لا حق لهم فيه في فلسطين وغيرها مثل الجولان السورية والحدود اللبنانية.
وأشارت أيضا إلى الدور السعودي الذي لعبته من تحتِ الطاولة.. مستشهدةً بما انتشر مؤخرا من وثائق الموافقة على منح اليهود حقاً في فلسطين والتي وقعها أحد ملوك آل سعود قبل عقودٍ من الزمن.
ونوهت الشامي في حديثها بما يقوم به علماء السلطة الذين لم يقدموا أي حلٍ لفلسطين، بل وآل الأمرُ إلى أن يتم التمهيد للتطبيع مع اليهود ولفتح صفحاتِ السلام التي تجعل العرب مستسلمين حقاً، وما الخطبُ التي ألقاها عددٌ من علماء الحرم المكي كما يُقال إلا خيرُ دليل والتي كان آخرها خطبة السديس قبل أشهر.

اليمن تنتصر للقدس
كما أشارت منار الشامي إلى دور اليمن التي برزت كدولةٍ مُتفردّة في إحيائِها لهذه لذكرى يوم القدس العالمي ودعمها الدائم لقضية فلسطين رغم أنها تعاني من الحرب والحصار.
وأكدت أن اليمنيين استطاعوا أن يُفشلوا صفقة القرن بطريقةٍ حكيمة – حسب تعبير الشهيد القائد – وهي الخروج في المسيرات العارمة التي وصل صيتُّها إلى إسرائيل وما بعد إسرائيل، يقول الشهيد القائد في ملزمة يوم القدس العالمي إنه لا بد من أن يُترجم العداء لإسرائيل ولو بالخروج بهذه المسيرات بل واعتبرها جهاداً في سبيل الله، هذه النخوة العربية التي تميز بها اليمنيون عن غيرهم أهلتهم لأن يُفشلوا صفقة القرن وأن يبرز اهتمامهم بالقضية الفلسطينية كعاملٍ مُقلق للكيان الصهيوني، مما ساعد في إسقاط جزءٍ من صفقة القرن.

إحياء روح العداء لليهود
وترى منار الشامي أن إحياء هذه الذكرى هو أولاً استجابةً لأوامر الله التي تنهانا عن تولي اليهود وإظهار العداوة لهم.
ويعتبر إحياء هذا اليوم مُهماً من حيث أنه يُذّكر العرب بقضيتهم الرئيسية ويُحيي فيهم روح العداء لإسرائيل، إحياء هذه الذكرى هو مما يرقى بنا لأنه يجعل القدس أولى أولوياتنا وقضيتنا الأولى ورمز عروبتنا.
واختتمت حديثها:إذا ما كان إحياءُ هذا اليوم بالشكل اللائق فمن شأنهِ أن يُخيف إسرائيل وأن يُبين لها مدى اهتمامنا بهذه القضية وحرصنا على استعادة أراضينا، وأيضاً أنّا لن ننزلق وراء هاويات التطبيع ولن نكون كالدول التي طبَّعت مع إسرائيل.

إفساد الأمة وأبنائها
بدورها سماح العزي – ناشطة ثقافية – ذكرت في بداية حديثها قول الله سبحانه وتعالى من سورة النساء “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ”
ثم قالت: نسيان الأمة الإسلامية قضية فلسطين جاء عن طريق الاشتراء بآيات الله ثمنا قليلا، وبيع الدين والعمل بشتي الوسائل على إضلال الأمة وإفساد أبنائها وكل عام يزاد الفساد عن العام الذي قبله.
وأوردت العزي في سياق حديثها مثالاً على ذلك وهو التطبيع الذي رحبت به دول محسوبة علي الإسلام!
واردفت سماح: وأيضا عمل اليهود والنصارى بالاشتراك مع الأعراب من أجل إغراق الأمة الإسلامية في حروب داخلية و أزمات اقتصادية وتطاحن سياسي وإفقار الأمة ونزع السيادة الوطنية من أبناء الأمة الإسلامية وجعلها تحت الوصاية الأمريكية ما أدى إلى نسيان القضية المركزية.

حكمة القيادة
وأشارت سماح العزي في حديثها إلى الدور اليمني في إفشال صفقة القرن في ظل كل هذا الفساد العالمي والأزمات السياسية والاقتصادية، وذكرت لنا العزي كيف وقف يمن الإيمان والحكمة غير مخيب رسول الرحمة فيه ليواجه دول الاستكبار العالمي ويحمل راية الحق بقيادة علم الهدى سيدي ومولاي عبدالملك الحوثي قرين القرآن الذي شهد العدو والصديق بحكمته وحسن قيادته، محققاً بعون الله انتصارات عظيمة وحاملا هم الأمة وقضاياها وعلى رأسها القضية المركزية.
وحول أهمية إحياء يوم القدس العالمي أوضحت سماح العزي -في ختام حديثها- أنه يحيي في أبناء الأمة العربية والإسلامية روح التوحد في جميع المجالات وعلى رأسها نصرة القضية المركزية.

النزاعات والشتات
بدورها الناشطة الثقافية رجاء المؤيد أشارت في بداية حديثها إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية وكيف ضلوا بسبب الثقافات الكثيرة المغلوطة التي حملت كل غث ورديء مما انتشر في الساحة من اجتهادات وكتابات ومؤلفات عملت على بث الفرقة والشتات والنزاع وقسمت الناس إلى فرق وطوائف شتى.

ثقافة التكفير
ونوهت المؤيد بأن أهم ما في هذه الثقافات هو ما نشر من ثقافة التكفير الوهابية واستباحة دم المخالف باسم محاربة أهل البدع وتكفير كل من خالف هذه الجماعات باسم الجهاد لتشويه المصطلح وكلمة الجهاد حتى أنه حرف المعنى الحقيقي للجهاد وصرفه عن المعنى الأساسي وهو قتال الأعداء إلى جهاد الكلمة وجهاد العلم والبناء.
وترى رجاء أن كل هذه المسميات تدخل ضمن كلمة “جهاد” لأنها كما سبق وذكرت أن القوة لا تكمن فقط في السلاح، فالجهاد بذل الجهد في كل المجالات.

تجريد الأمة
وتساءلت رجاء المؤيد: كيف تواجه عدواً يعطيك ثقافة ويتحكم في اقتصادك وإعلامك وتعليمك وحتى في خطبك الإرشادية ؟!
وأوضحت رجاء في سياق حديثها أن من القوة التي يحتاجها المؤمنون في مواجهة العدو القوة الاقتصادية التي يستخدمها العدو عندما يريد أن ينتصر علينا لأنه يمتلك أقواتنا أو بالأصح اتكلنا على أعدائنا في توفير احتياجاتنا وأقواتنا فلم نعد نزرع ولا نصنع بل أصبحنا في عالمنا العربي والإسلامي سوقا لمنتجات أعدائنا من المأكل والملبس والمشرب حتى أصبحت أهم ما يشغلنا وخاصة عندما تكثر الاحتياجات ويقل الإنتاج فيضعف الدخل وتزيد أسعار العملة الأجنبية التي نستورد بها هذه المنتجات وهذا من الأسلحة المهمة لأن من لا يملك قوته لا يملك قراره ولا يستطيع أن يواجه عدوه الذي يستخدم الحصار كوسيلة ضغط للاستسلام لشروطه وطلباته.
وأكدت المؤيد أن هذه الأسباب كلها تصرف الناس عن القضايا المركزية الدينية (كقضية القدس) وتحولها إلى قضايا سياسية بعدما تم تقسيم العالم العربي والإسلامي إلى دول لها حدود وأنظمة وشغلت كل دولة بمشاكلها الداخلية وبفقرها وبخلافاتها السياسية والثقافية كما تعمل على تمرير صفقات وتحاول تمريرها على الشعوب المؤمنة التي تاهت بعد الأنظمة الفاسدة وراء لقمة العيش، وآخر ما يهم الأنظمة دين الله وكتاب الله الذي أصبح فقط للتبرك والحرز من الحسد وتفتتح به البرامج والفعاليات والمناسبات أو تطبع بعض آياته القصيرة في الزينة من الذهب أو الفضة وتعلقها الراقصات والمغنيات على أعناقهن لتحفظهن من العين.

العودة الجادة للقرآن
وواصلت رجاء المؤيد حديثها حول أهمية القرآن والحفاظ عليه والتي تكمن في معرفة قرناء القرآن واتباعهم وطاعتهم لتجسيد القرآن وأوامره ونواهيه على واقع حياتنا فبالعودة إلى القرآن وتعاليمه نعرف ونتعرف على قضايانا الرئيسة والهامة ومنها (قضية القدس )الأرض المغصوبة المنهوبة من قبل أضعف وأذل خلق الله الذين تمكنوا من اغتصابها لبعدنا وهجرنا لكتاب الله وعدم العمل به.

أئمة آل البيت يحيون الأمة
وأشارت رجاء إلى الدور البارز لأئمة آل البيت من أهل بيت رسول الله منهم سابق بالخيرات، فيدعون الناس ويجددون الدعوة لإحياء كتاب الله في قلوبنا وواقعنا فنحيا به ويحركون الأمة للتحرر من الطغيان والجبروت والظالمين وتحرير الأرض والإنسان كما فعل الإمام الخميني رضوان الله عليه من ثار ضد الظلمة في ايران قبل خمسين سنة، ليعود السيد حسين بدر الدين في يمن الإيمان ليدعو الناس في دروسه ومحاضراته لمواجهة رأس الشر وأئمة الكفر أمريكا، من أسماها الإمام الخميني “الشيطان الأكبر” وإسرائيل الغدة السرطانية، نعم الغدة السرطانية لأنها إما أن نقضي عليها أو تقضي هي علينا، فلا يمكن التعايش معها وليست بالداء الذي يمكن أن يتماشى الإنسان معه ويصبر عليه.

الشهيد القائد ودوره في نشر الوعي
ونوهت المؤيد بالدور الكبير الذي قام به به السيد حسين وكيف جاء بالأساليب والمعالجات خطوة خطوة، فقمع وحورب وقتل مظلوما وفارقنا شهيدا سلام الله عليه !!
وجاء من بعده السيد عبد الملك رضوان الله عليه الذي يعمل لمعالجة هذه الأمة وإنقاذها باستخدام سلاح الوعي والبصيرة والتوجيه لمعالجة بقية الأمور لتنهض الأمة من جديد وتستطيع بإذن الله اقتلاع الغدة السرطانية بتقوية مناعة جسم الأمة الإسلامية وحصولها على ما يقويها ويجعلها قادرة على المواجهة مستعينة بهدى الله ونوره الذي انزله الله نورا وهدى ورحمة للبشرية جمعاء !!
وبدوره سلام الله عليه استمر في قيادة الثورة القرآنية في مواجهة الأشرار، تلك الثورة التي أبطالها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجال مؤمنون وإيمانهم صادق، بذلوا أغلى ما عندهم أنفسهم وأموالهم رخيصة في سبيل الله لتحرير الإنسان وتحرير الأرض.

دور المجاهد اليمني
كما أشارت إلى دور المجاهدين في اليمن وكيف واجهوا بإيمانهم وإخلاصهم وكل ما لديهم من قوة أئمة الكفر والمنافقين من يسعون لإرضاء أئمتهم كآل سعود وآل نهيان وأذنابهم من سياسيين ومثقفين وعلماء السلطان علماء الجبروت عباد الريال والدينار والدولار، من صرفوا الناس وأضلوهم عن دينهم وصدوا عن سبيل الله وحاولوا جاهدين شيطنة أولياء الله والسخرية منهم ومن جهادهم، وعملوا على تهميش وتهوين قضايا الأمة كالقدس وتحريرها وعملوا على تثبيط الناس عن الخروج إلى الساحات والجبهات.

ضرورة إحياء يوم القدس
وترى المؤيد أنه ينبغي علينا كمؤمنين أن نستمر في الخروج إلى الساحات ومواجهة العدو الإسرائيلي والعمل على تحرير الأراضي المقدسة لأن في هذا العمل الأجر والثواب من الله تعالى، ولأنها مواقف تغيض الكفار وتثير قلقهم وخوفهم، وتشد من عزم الرجال المجاهدين وتشكل جبهات ضغط شعبية قد تؤثر في قرارات الأنظمة السياسية حيال قضية القدس أو قد تغير وتقتلع الأنظمة العميلة لأنها ستصبح أنظمة غير شرعية ولا تمثل شعوبها.
ووجهت رجاء المؤيد -في ختام حديثها – دعوة لكل مسلم ومسلمة في شتى أقطار المعمورة بأن يهتموا بهذا الأمر ويسعون للخروج في هذا اليوم آخر جمعة من رمضان كل عام تضامنا وتأييدا للقدس.

حرف بوصلة العداء عن الصهيونية
من جهتها الناشطة الثقافية غادة حيدر قالت: مما لا شك فيه أن اليهود استطاعوا جعل قضية فلسطين منسية من قلوب العرب من خلال محاولات اللعب بالحقائق التاريخية وتزييف الوعي وتدجين الناس وخلق أعداء وهميين في وسط الساحة الإسلامية والعربية والعالمية وحرف الأنظار والبوصلة عن العدو الصهيوني.
وأضافت حيدر: هناك أمر في غاية الخطورة إنها الحرب الناعمة التى عملت بشكل كبير على مسخ الشعوب وطمس هويتهم الإيمانية وفطرتهم التي فطر الله الناس عليها ومسخ نفسياتهم وتدجينها وإفراغها من محتواها الديني وربطها بثقافات من صنعيتهم فشكلت لديهم قصوراً في الوعي وعوائق نفسية..
وأكدت غادة أن كل ذلك من أجل دفعهم إلى قبول التعايش مع الكيان الصهيوني، وكان الدور الأمريكي والسعودي هو الأبرز في إدارة هذه المرحلة عبر شن حرب كونية إرهابية على اليمن خاصة وعلى محور المقاومة عامة لفرض الاستسلام للعدو الصهيوني، وكما سارعت هذه الأنظمة كالنظام السعودي والإماراتي والبحريني والسوداني والمغربي ووو..إلخ، إلى تقديم الولاء لليهود بشكل فاضح عن طريق إعلانها التطبيع العلني بدون حياء أو خجل من شعوبها ولا من الشعب الفلسطيني المظلوم!

تطبيع الأنظمة وليس الشعوب
ونوهت حيدر في سياق حديثها بأنه حتى وان تمكن كيان الاحتلال من الحصول على اعتراف بعض الأنظمة العميلة لكنه لم يستطع الحصول على اعتراف الشعوب وهذا ما زاد وفاقم قلق قادة العدو الصهيوني الذين يسعون منذ اغتصابهم أرض فلسطين إلى الاستقرار وتثبيت شرعيته لكنهم فشلوا وبالتالي نشأ عن هذا الفشل تحول كبير في موازين القوى لصالح محور المقاومة أعاد الصراع إلى نقطة الصفر مع الاحتلال الذي أصبح في وضع أضعف من أي مرحلة سابقة من تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي وأكدت غادة حيدر أن اليمنيين استطاعوا إفشال صفقة القرن عن طريق المسيرات والمظاهرات التي خرج فيها أبناء الشعب اليمني إلى ساحات العزة والكرامة والصمود التي ألفت أقدامهم وسط العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات المحررة ليعلنوا رفضهم صفقة القرن وتضامنهم مع قضية الشعب الفلسطيني بالرغم من استمرار العدوان السعوصهيوامريكي والحصار الجائر الذي دخل عامه السابع.
كما أكدوا استعداداهم لمواجهة هذا الكيان الغاصب المحتل بالمال وبالدم مثلما فعلوا ولايزالون منذ عقود.

يوم القدس العالمي تأكيد على مواصلة النضال
وأوضحت غادة حيدر في سياق حديثها، أن إحياءنا لهذا اليوم الذي أعلنه قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني سلام الله عليه إنما يشكل تأكيدا وإصرارا على مواصلة النضال والكفاح من أجل تحرير القدس وكل فلسطين من الاحتلال الصهيوني وجعله محطة تاريخية للتعبئة العامة والإعداد لتحرير المسجد الأقصى.

فلسطين لاتزال في قلوبنا
واختتمت حديثها بالقول: إننا بإحيائنا واحتفالنا بيوم القدس العالمي منذ إعلانه وحتى الآن قد شكلنا تراكما للوعي حول قضية فلسطين وأصبحت إحدى المحطات الكبرى في البلاد العربية والإسلامية التي شكلت سدا ثقافيا منيعا في وجه موجات طمس قضية فلسطين ومحاولة فرض التطبيع مع العدو الذي رغم كل الجهود الذي بذلها في هذا المجال، إلا أنه فشل وبقيت قضية فلسطين في وعي كل إنسان حر في العالم.

قد يعجبك ايضا