ما إن ينقضي شهر رمضان المبارك حتى ينقلب حال الكثير من الناس عما كانوا عليه في شهر رمضان من الصيام والقيام والذكر وتلاوة القرآن إلى هجر ذلك كله، حتى غدا هذا الأمر ظاهرة بارزة، فبينما ترى المساجد في رمضان مكتظة بالمصلين والقارئين والذاكرين، إذا بها بعد رمضان تئن من الهجر، وتشكو الفراق والبعاد إلا من النزر اليسير.
مفتي الجامع الكبير العلامة عبدالله حسين الراعي يؤكد لـ ” الثورة ” أنه ما إن يحل شهر رمضان حتى يتسابق الناس إلى المساجد يذكرون الله قياماً وقعوداً وكأنهم ملائكة لا تسمع لغواً ولا خصاماً لكن ما إن يغيب رمضان حتى تغيب أشخاص العباد عن المساجد.
ويرى مفتي الجامع الكبير أن هذه مأساة وخلل يجب مراجعته فرب رمضان هو رب شوال.. ويقول لا يجوز أن نتنكر لدين الله وأن تخلو المساجد الذي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
كما يؤكد مفتي الجامع الكبير أهمية استمرار التكافل الاجتماعي بعد شهر رمضان مثلما كان الحال في رمضان ولا تتحول الصدقات والتكافل الاجتماعي إلى ظاهرة موسمية.
وإذا كنا قد ودعنا شهر رمضان، فإن المؤمن لن يودّع الطاعة والعبادة، ما دام في صدره نَفَس يتردد، أما أولئك الذين يهجرون المساجد والطاعات مع مطلع العيد، فبئس القوم هم، لا يعرفون الله إلا في رمضان، والله جل وعلا يقول: ﴿قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ • لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ﴾ فالحياة كلها يجب أن تكون لله في جميع الأحوال والأوقات والظروف.
فلنجعل من نسمات رمضان المشرقة مفتاح خير لسائر العام، ونستقم على طاعة ربنا، ونداوم ولو على القليل من العمل الصالح، ونسأل من الله الثبات حتى الممات.
قد يعجبك ايضا