إن ما يخرِّب حياة البشر، وما يكدِّر عليهم ما قد أولاهم الله من النعم، وما هيَّأ لهم من ظروف الحياة الطيبة والاستقرار: هو طغيانهم، عندما لا يلتزمون بالعدل فيما بينهم، عندما يفقدون الاتزان في التعامل على أساس العدل فيما بينهم، وتجاه الأشياء التي استخلفهم الله فيها.
ما يفسد على الإنسان حياته، والاستقرار فيها، وما يفسد على الإنسان النعم هذه التي أعطاه الله: هو عدم التعامل بشكلٍ متوازنٍ على أساس العدل معها وفيها، هذا هو الذي يخرِّب الأشياء، يفسد الأشياء، يدخل هذا إلى مسألة التعامل، والعلاقات، والأعمال، ويدخل هذا إلى نفس الأشياء المادية، عندما نعمل فيها، فلا نضبط أداءنا وعملنا فيها، واستغلالنا لها، وفق المعايير والمقاييس الصحيحة المتوازنة، فالزيادة والإفراط تخرِّب هذه الحياة، تخرِّب هذه الحياة في أمنها واستقرارها، وفي أشيائها المادية.
مهمٌ جداً أن نقيم الوزن بالقسط، على أساس القسط، على أساس العدل، على أساس المقياس الصحيح، الذي لا يكون فيه لا إفراط وطغيان وتلاعب، ولا أيضاً إخسارٌ ونقصان.
الآليات والوسائل والمقاييس هي تدخل ضمن مفهوم العدل، وهي مهمةٌ جداً في حياة الناس، هي نعمة من الله “سبحانه وتعالى”، وبها تستقيم حياة الناس؛ ولذلك من المهم الالتزام بها.