أبطال التاريخ اليمني.. وسقوط العناوين السعودية

علي محمد الأشموري

 

 

المتابع الحصيف للشأن المحلي والإقليمي يجد أن خطاب بن سلمان “بعد ست سنوات من الحرب على اليمن” كان الغرض منه إعادة اليمن حديقة خلفية للسعودية.. اليوم وفي خطابه “المترنح” لم يعد اليمن” ذراع إيراني.. ولم نعد مجوساً” أو روافض ولم نعد إلا يمنيون أحرار ، خاصة بعد أن استطاع اليمنيون- جيشاً ولجان شعبية وصواريخ وطائرات مسيرة -الرد وبكل قوة ودقة في الأهداف التي أوجعت أرامكو وأصابت بدقة مواقع حساسة في العمق السعودي.. سقطت العناوين الكاذبة للعدوان، فالوجع الذي أصاب العمق السعودي، بطائرات مسيرة نوع قاصف 2 k هو في إطار الرد المشروع على تصعيد العدوان والحصار المتواصل على بلدنا الحبيب، حسب متحدث القوات المسلحة اليمنية..
تراجع الخطاب السياسي لـ” بن سلمان” فاليمن حر لم يعد حديقة خلفية ولن يكون.. فالسعودية ومعها أمريكا وبريطانيا ومجلس الأمن والأمم المتحدة ما زالوا في حصار على اليمن واليمنيين. حصار على الغذاء والدواء والمشتقات النفطية، نسمع بحرب ناعمة للسلام ولكن سلام كما يريدون ويخططون بعد أن عجزوا عن فرض أجنداتهم بجلب وشراء والدفع بشذاذ الأفاق والقاعدة والدواعش الذين يقاتلون اليمنيين في مارب الحضارة والتاريخ.. فدول العدوان عينها على الثروات اليمنية التي مازالت تحت الأرض، وبحرب ناعمة يريدون قتل الشعب الجبار بالحصار وتصدير الأوبئة القاتلة والسماح “للدنبوع” بطبع المليارات بدون غطاء، الأمر الذي أدى إلى هبوط العملة اليمنية أمام العملات الأخرى وأصبح الشعب اليمني يئن من هذه السياسات الجائرة ومن التدخلات الاحتلالية للسعودية والإمارات بغية البسط على كافة الجزر والمنافذ البحرية وما زالت صافر بين مد وجزر، والمشتقات النفطية في ارتفاع مستمر، فقط ارتفعت دبة البترول إلى أحدى عشر ألف ريال في المحطات وكأن التجار يساندون العدوان في تعويم هذه المادة الحيوية، وواقع الحال النهب للمرتبات ،وهي الورقة التي يستخدمها العدوان وأدواته لتجويع وتركيع الشعب الصامد. مهما قال “بن سلمان” مؤخراً، فهي حقيقة . فاليمنيون الأقحاح لم يستسلموا للحرب الكونية وفي كل بيت ألم ومكوى.. وداخل كل أسرة شظف في العيش ناهيك عن ما يحدث عند إسعاف أي مريض إلى مستشفى فقد أصيب أحد الاصدقاء بجلطة فأسعفه أخوانه إلى أحد المستشفيات الخاصة وسلمهم مفتاح السيارة فرفضوا استلامها منه ولم يقبلوا بسلاحه الشخصي “الآلي” ولم تتحرك ضمائرهم في إدارة المستشفى إلا بعد تغذية الرصيد بمليون ونص “حسب قوله”.. وخلال ليلة واحدة كانت “الروشتات” تصرف كل خمس دقائق فأين ذهبت تلك الأدوية وهل أصبحت الإنسانية مفقودة والدواء والمستشفيات سلعة؟؟ فما رأي الأخ الدكتور وزير الصحة بـ مثل هذه التصرفات خاصة ونحن في حرب وبدون رواتب والناس تحت ثوب الستر.
أبطال في قاموس التاريخ
بالأمس القريب ودعنا بأسى وأسف الفريق الركن يحيى محمد الشامي ذلك الرجل الثائر العصامي الذي كان قائداً فذاً ومحافظاً ناجحاً وإداريا لا يشق له غبار.. رجل دولة من الطراز الحديث.. فكم من مناصب تقلدها وكان أكبر من المنصب.. وكان رحمه الله عسكرياً يشهد له الجميع بحنكته العسكرية والسياسية والاقتصادية.
كان رحمه الله قليل الكلام كثير العمل في الميدان كمحافظ في اكثر من محافظة وقائد عسكري في اكثر من موقع.. متواضعاً، لمع نجمه منذ منتصف الستينيات للقرن الماضي وحتى الحرب الجائرة على اليمن من قبل العدوان السعوأمريكي وقد سبقه اللواء زكريا الشامي إلى الشهادة وكانت الفاجعة الأخيرة في تغييب الفريق الركن عبدالملك السياني الذي انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعطاء الميداني وتقلد مناصب عديدة وكانت له بصماته في الدفاع عن اليمن ضد العدوان السعودي الإماراتي البريطاني منذ 2015م والحصار الجائر على اليمن ومظلومية الشعب اليمني والكل شارك في إعادة لملمة الجيش اليمني بعد أن تم تفكيكه من بعد ظهور “الدنبوع” وأعوانه الإصلاحيين “الأخوانج”.
مر شهر رمضان الكريم ونحن في العشر الأواخر منه وفي هذه المناسبة الروحانية العظيمة استمعنا إلى محاضرات السيد عبدالملك الحوثي رضوان الله عليه حيث تطرقت لمواضيع هامة وحساسة تدخل في صلب هذا الشعب اليمني المقاوم للعدوان وكانت شهادته للرئيس الشهيد صالح الصماد ذي الأيادي النظيفة ومواقفه البطولية التي أرعبت العدوان الأمر الذي بذل روحه ودمه فداءً للوطن اليمني الحر وللشعب المقاوم وقد أعطاه قائد الثورة حقه في النزاهة وعفة النفس والتواضع. رحم الله أبا الشهداء صالح الصماد، وقبله الدكتور أحمد شرف الدين رجل الدولة الذي استشهد غدراً والدكتور محمد عبدالملك المتوكل السياسي وأبو الصحافيين والمناضل الإعلامي والصحافي الفذ رجل الكلمة والموقف الشهيد عبدالكريم الخيواني وكل من فقدناهم وفقدتهم اليمن أثناء الحوار وبعد الحوار.
كل أولئك الأبطال الذين صنعوا المعجزات وأخرجوا اليمن من المجهول إلى المعلوم، هامات دخلت قاموس التاريخ اليمني المعاصر، حيث غيروا مجرى التاريخ.. رحم الله الشهداء الأبرار والشفاء للجرحى والحرية للأسرى وللشعب الصامد المقاوم الذي وقف في وجه 17 دولة وخرج من تحت العباءة السعودية بفضل المناضلين الأفذاذ من الجيش واللجان الشعبية الذين سطروا أروع ملاحم البطولات ومازالوا في كافة الجبهات.
والنصر القريب موعد اليمنيين الذين قالوا : لا للعدوان ولا للتبعية الأمريكية الخليجية، ومارب يمنية.

قد يعجبك ايضا