ثورة مستمرة لتحرر فلسطين والمقدسات

أسماء يحيى الشامي

 

يوم القدس العالمي يمثل نقطة انطلاق لكل المستضعفين واحرار العالم للتحرك لنصرة القضية الفلسطينية.. القضية التي تآمر عليها، للأسف، من يدعون أنهم عرب وينتمون إلى الأمة الإسلامية وكانوا الأداة لتصفية قضية فلسطين وعملوا على ترويض شعوب المنطقة للقبول بالكيان الصهيوني وأقصد هنا بعض الأنظمة العربية والإسلامية ومنها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وتركيا..
يوم القدس العالمي جاء في أخطر مرحلة تمر بها الأمة العربية والاسلامية وصحح مسار المعركة ووجهها ضد قوى الاستكبار التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأدواتهم في المنطقة التي تعمل على تثبيت الكيان الصهيوني في جزيرة العرب لتنفيذ المشروع الاستعماري للكيان الصهيوني من النيل إلى الفرات..
فكان نداء الإمام روح الله الموسوي الخميني رضوان الله عليه لكل أحرار العالم لجعل آخر جمعة من شهر رمضان يوما عالميا للقدس وهو بذلك أخرج القضية الفلسطينية من نطاقها الجغرافي وانتمائها الديني لكي تكون قضية عالمية يلتف حولها كل أحرار العالم..
وفعلاً شكل هذا اليوم نقطة مفصلية في تاريخ الأمة العربية والاسلامية بل وللعالم كله حيث أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة وأصبحت قضية محورية تحرك من أجلها كل احرار العالم واستنهضت الشعوب ضد الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني الغاصب…
القضية الفلسطينية لم تعد فقط مسؤولية الفلسطينيين فحسب بل تحملت شعوب المنطقة والعالم الإسلامي وكل أحرار العالم المسؤولية.. هذه القضية التي تعد قضية عادلة ومركزية لاسيما لمحور المقاومة الذي يومن بواحدية القضية ووحدة المصير وأصبح الداعم الحقيقي للقدس وفلسطين..
ومن أهم عوامل القوة لحضور القضية الفلسطينية في وجدان وقلوب الأمة العربية والإسلامية هو إحياء يوم القدس العالمي بزخم شعبي ومظاهرات مليونية تعبر عن إرادة الشعوب التي يزداد وهجها كل يوم..
وفي مقابل محور المقاومة المدافع عن القضية الفلسطينية نجد ان اغلب الأنظمة العربية والإسلامية ومنها السعودية والإمارات وتركيا وغيرها تتحرك في فلك المشروع الأمريكي والصهيوني لذلك رأينا مسارعة هذه الأنظمة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني برعاية الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت عن ما يسمى بصفقة ترامب المشومة..
ولولا محور المقاومة- وتفعيل العمل المقاوم ودعم المقاومة الاسلامية في فلسطين ولبنان واستنهاض الشعوب لأحياء يوم القدس العالمي- لاستطاعت دول الاستكبار وعملائهم الخونة في المنطقة من طمس القضية الفلسطينية وتصفيتها..
لذلك يعد يوم القدس العالمي بالنسبة لليمنيين يوماً من أيام لله وحجة على شعوب العالم من أجل التحرك لنصرة القضية الفلسطينية القضية المركزية.. وما يتعرض له اليمن اليوم من عدوان كوني هو بسبب مواقفه المحقة من القضية الفلسطينية التي تعد هذه القضية بالنسبة له من أهم القضايا التي يتحرك من أجلها لنصرتها والوقوف معها مهما كانت التبعات والتضحيات..
فرغم بشاعة العدوان على اليمن- وفي ظل الحصار الذي استهدف كافة مناحي الحياة وفي ظل سياسة التجويع- إلا أنه اثبت حضوره في كل المناسبات مع القضية الفلسطينية وكان حاضراً في جميع الميادين لتسجيل موقفه الثابت الذي يعبر عن هوية هذا الشعب الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية التي استطاعت أن تشخص حقيقة الصراع وتحدد العدو الحقيقي لهذه الأمة وهو نظام الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني..
ومن أبرز ما عزز من حضور القضية الفلسطينية على مستوى العالم العربي والإسلامي هو وجود محور المقاومة وقيادتها المخلصة والصادقة مع هذه الامة..
وفي اليمن- وبقيادة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي- أصبحت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية حيث استطاع هذا القائد الشاب والحكيم ان يستنهض الشعب اليمني ويرفع من حالة الوعي لدى المجتمع بأهمية القضية الفلسطينية وجعلها القضية الأولى والأهم بالنسبة لليمنيين.. واعتبر هذه القضية هي من أولويات المشروع الثوري من أجل التحرر والاستقلال من الهيمنة الأمريكية واستعادة القرار السياسي لتكون اليمن ضمن محور المقاومة التي تؤمن بواحدية القضية وان المعركة واحدة ومسؤولية الجميع..لذلك اجتمع العالم المستكبر من أجل إجهاض الثورة في اليمن والقضاء على قيادتها التي استطاعت ان تدير المعركة بوعي وإدراك وحكمة، وألحقت بالمشروع الأمريكي السعودي الإماراتي الهزيمة وأفشلت كل مشاريعهم الاستعمارية.. وأصبح اليمن يدافع بالنيابة عن العالم العربي والإسلامي في مواجهة عدو يستهدف كل الأمة وقضيتها، القضية الفلسطينية..

قد يعجبك ايضا