وسيلة أساسية لتعزيز التراحم والتعاون بين أفراد المجتمع الواحد

«التكافل الاجتماعي» سمة الأتقياء وعنوان المحبة بين أبناء المدينة الواحدة

 

 

منذ بداية شهر رمضان المبارك يتسابق أبناء الحي الذي اقطن فيه للمشاركة والمساهمة في أعمال الخير وتفعيل التكافل الاجتماعي خاصة أن العدوان مستمر في حربه على اليمن ويفرض حصاراً قاتلاً على الشعب اليمني، لهذا نجد أن روح التعاون بين أبناء السكان قوية ومتكاملة الأركان، فالكثير الكثير من أبناء اليمن يتميزون بالسؤال عن أصدقائهم وجيرانهم ويحرصون على صلة الأرحام وتبادل الزيارات فيما بينهم.
في الاستطلاع التالي نسلط الضوء على أهمية العمل الخيري والتكافل الاجتماعي بين الناس ومدى أهمية تنشيطه في الأحياء والمدن.. إلى التفاصيل:
الثورة / رضي القعود

أسرة واحدة
في البداية يتحدث رجل الأعمال الأخ / محمد عباس بالقول : بطبيعة الحال نجد أنفسنا أمام واقع صعب وحالة معيشية سيئة لدى غالبية السكان، لهذا من الواجب أن نتكاتف ونتعاون ونكون سنداً بعضنا لبعض ، وهذا الأمر مفروغ منه لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بذلك في قوله تعالى ” وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ” فهذه الآية الكريمة تتحدث بشكل واضح وصريح عن تحقيق مبدأ التعاون الذي يخرج من رحم التكافل الذي أمر به الإسلام ، ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وصانا به، حيث قال صلى الله عليه آله وسلم ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ” .
نحن هنا أبناء حارة الحسام نجد أنفسنا أسرة واحدة، معنيين بالتعاون والتراحم فيما بيننا ، ونحاول قدر الإمكان تلمس حاجات بعضنا البعض، ونجعل من هذا العمل أسلوباً للتقارب والألفة والتراحم.. التكافل الاجتماعي بين الناس أصبح أمراً ضرورياً خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن اليمني نتيجة للعدوان وانقطاع الرواتب وغلاء الأسعار وانتشار الأمراض مثل كورونا وغير ذلك من الأوبئة.

عمل أخلاقي
الأخ المهندس / عبد الرزاق الزرقة – من أهالي حارة الحسام – الروضة يقول : كثيراً ما نجد أنفسنا أمام واقع معيشي صعب تفرض علينا ظروفه التعاون والتراحم والالتزام تجاه من هم حولنا ، فالحياة مليئة بالمشقات والصعاب ، والتكافل الاجتماعي خير وسيلة للقضاء عليها .
ما يهمنا في هذه الفترة التي تمر بها بلادنا هو تنشيط العمل التكافلي والسعي من أجل تخفيف المعاناة المجتمعية التي يعيشها الأهالي في كثير من الأحياء والمدن ، فنحن مثلا في حارتنا ومنذ بداية شهر رمضان الكريم نجدد التواصل ونخلق بيئة اجتماعية قادرة على التفاعل والتعاون والتراحم بين أبناء الحي الواحد، ومن خلال هذا التواصل نستطيع الوصول إلى آراء وحلول منطقية تساهم في تخفيف الأعباء التي أرهقت كاهل المواطن فتكون لكل إنسان مساهمة بقدر الاستطاعة، وبهذا الأسلوب نستطيع أن نخفف بعضاً من المعاناة ونزرع الألفة والمودة بين أهالي الحي، بل إن الأمر لايفف عند ذلك فالتكافل يؤسس لمبدأ الشراكة ويعزز الوحدة الداخلية ضمن إطار المجتمع الواحد، ولعل أهم ما يميز نجاح التكافل تلك النتائج الطيبة التي يلمسها المواطن في كثير من الأشياء مثل: توفير مياه الشرب للحي، إعانة بعض الشباب لذوي الدخل المحدود على الزواج ، المساهمة بقدر المستطاع في دفع تكاليف معالجة الحالات المرضية ، إلى جانب عمل لجان من أبناء الحارة لمتابعة وتوزيع الغاز …إلخ.. الخلاصة التي أود أن أذكرها هي أن التكافل الاجتماعي يجب أن يكون بشكل مستمر ولا يكون مقتصراً فقط على شهر رمضان وهو أيضا أمر ضروري خاصة في ظل الوضع الذي نعيشه ، كما أنه عمل أخلاقي أمرنا به رب العالمين . حيث يقول الله عز وجل في محكم كتابه ” لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ” صدق الله العظيم، كما وصانا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله ” المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة” .

سلوك إيجابي
الأخ / أمين الغرباني – موظف في المؤسسة العامة للاتصالات – يقول : من المهم أن يكون هناك تعاون اجتماعي مشترك في الحي أو المدينة التي نعيش فيها ، لأن هذا العمل سوف يعود بالنفع والفائدة على الجميع، فالتعاون والألفة سمتان جميلتان يجب أن يتحلى بهما كل إنسان، وفي مجتمعنا اليوم نجد أنفسنا في أمس الحاجة لهذا التكافل الذي نعلم أن له فوائد عديدة أهمها وقوف بعضنا إلى جانب بعضنا الآخر في وقت الشدة، والمساهمة في تعزيز العلاقات والتقارب بين أبناء الحارة الواحدة .
نحن نعلم أن المدينة التي تسود الألفة والمحبة والتعاون سكانها تكون دائما في خير ولا تختلف عن المدينة الفاضلة التي تحدث عنها الفيلسوف أفلاطون ، يسود فيها العدل، وينعم سكانها بالسعادة، وتمكنهم فضائلهم من الصمود في مواجهة الصعاب.
يجب أن نفهم أن مفهوم التكافل الاجتماعي يندرج تحت مفهوم الواجب والمسؤولية وتمكين الجميع من تحقيق العيش الكريم والحياة الأفضل.. التكافل منطلق أساسي للوصول إلى غاية هدفها القضاء على الفقر والعوز لدى ذوي الدخل المحدود، والمطلوب منا نحن كأفراد نعيش في مجتمع يعاني من صعوبات فرضتها الأوضاع الراهنة هو العمل بروح الفريق الواحد والتواصل مع الجيران والأهل ومع الجميع، وقد حرص النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- أن يبنى مجتمعًا إسلاميًا ينعم بالسلم الاجتماعي وإشاعة روح الحب والمودة بين الناس فقال ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره) .
كما حثنا الله- سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز – على الإحسان إلى الجار فقال ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ) .

وصايا رسول الله
الأخ / يوسف المطري – من أهالي حارة الحسام – مدينة الروضة – صنعاء يقول : التكافل الاجتماعي وتعاون الجيران على فعل الخير وإعانة بعضهم البعض واجب ديني ، كما أن لهذا الأسلوب والعمل الاجتماعي منافع كثيرة تنعكس بشكل إيجابي على جميع أفراد المجتمع ، لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وميَّزه عن سائر المخلوقات بالعقل والفكر لكي يفرِّق بين الصواب والخطأ وجعل أعماله الخيرية تعود بالنفع على المجتمع ، لذا نجد الكثير من الناس يقومون بأعمال الخير والمشاركة في دفع البلاء عن جيرانهم وأصدقائهم وتوفير احتياجاتهم .. هذا التكافل الاجتماعي الذي نجده منتشراً في أغلب أحياء وحارات العاصمة إنما يدل على المحبة والخير لدى أفراد الشعب اليمني ، ونتمنى من الله أن يستمر وأن يعينه على الصمود في وجهه العدوان، هذا العدوان الذي طال أمده وكثرت جرائمه، لكن نحن بفضل الله وبفضل صمود الشعب وقوة جيشه ولجانه الشعبية سوف ننتصر على كل باغ يريد لهذا الوطن الدمار ، وهناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث والوصايا النبوية التي تحث على التكافل والتراحم بين الجيران وأبناء الحي الواحد .. من أجل ذلك وضع النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- آدابًا وحقوقًا للتعامل مع الجار كي نفيه حقه ، وعلمها لأصحابه الكرام فقال لهم ( أتدرون ما حق الجار: إن استعانك أعنته، وإن استنصرك نصرته، وإن استقرضك أقرضته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإذا اشتريت فاكهةً فأهد له منها، فإن لم تفعل فأدخلها سراً، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ ولده، ولا تؤذه بقتار قدرك (رائحة طعامك) إلا أن تغرف له منها ) . كما حثنا الله – سبحانه وتعالى – في كتابه العزيز على الإحسان إلى الجار فقال “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ” . صدق الله العظيم .. نعم سنكون دائما أقوياء بفضل تكاتفنا وتراحمنا.

قد يعجبك ايضا