قيادات محلية وتنفيذية ومجتمعية في ريمة لـ”الثورة “: يتذكر اليمنيون الشهيد الصماد أيقونة الحكمة والنزاهة بفخر
تشكل سنوية الرئيس الشهيد صالح الصماد في عامها الثالث أهمية كبيرة في وجدان أبناء محافظة ريمة خاصة وأبناء الشعب اليمني عامة لاستحضار مواقفه المشهودة في البذل والفداء وتحصين الجبهة الداخلية التي ظلت وما تزال عصية على كل المؤامرات والمخططات التي ينسج العدوان ومرتزقته خيوطها ولم يحصدوا غير الهزائم.. ففي هذه الذكرى التي تتزامن مع دخول عام جديد من العدوان والحصار يتذكر اليمنيون شخصية وطنية لطالما مثلت انموذجا حقيقيا من الحكمة والنزاهة والشجاعة.
“الثورة” التقت العديد من القيادات المحلية والتنفيذية والمجتمعية الذين تحدثوا حول ذكرى الشهيد ومشروعه الاستراتيجي وكانت الحصيلة كالتالي:الثورة / خالد الجماعي
بداية التقينا عضو مجلس الشوري الشيخ حسن محمد طه الذي أشار في سياق حديثه إلى أن ذكرى الرئيس الشهيد صالح الصماد تجسد كل معاني التضحية والشجاعة والإخلاص والوفاء لدى أبناء اليمن بما مثله من رمز وعنوان وطني وجهادي صادق ومدرسة ونموذجا وقدوة يسير على نهجه ومبادئه الأحرار في البلد.
تربية إيمانية
وقال طه إن الشهيد الصماد ما يزال حيا بيننا بمناقبه ومواقفه وبمشروعه الوطني فقد زاد اغتياله –آنذاك- لدى الشعب اليمني ثقة بعظمة المشروع الذي أطلقه والذي يمثل رسالة للعدوان بأننا سنحمي الوطن بيد ولن تغيب اليد الأخرى التي ترتكز على العلم والبناء لتقود قطار التحديث والتقدم للشعب اليمني.
وأكد عضو مجلس الشوري أهمية جعل الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس الصماد ذكرى عهد ووفاء لدمه ودماء كل الشهداء الأبرار والعمل على تنفيذ مشروعه لبناء دولة يمنية قوية.
مشيرا إلى أن مسيرة الشهيد الصماد ونضاله حتى استشهاده بنيران العدوان نتاج تربية إيمانية قرآنية وإيمانه بأنه حمل مشروعا تنويريا حتى دفع روحه ثمناً لهذا المشروع.
حزمة مصفوفات
بدوره أكد وكيل محافظة ريمة محمد عبده مراد أن الرئيس الشهيد صالح الصماد كان له دور ملموس وكبير في توحيد الصف الداخلي وتعزيز تماسك الجبهة الداخلية بين أبناء الشعب اليمني بمختلف انتماءاتهم وأحزابهم لقربه من كافة أبناء الشعب.
وأضاف قائلا: أما المشروع الذي أطلقه الشهيد “يد تحمي ويد تبني” فإنه اختزل الكثير في توجيه أهدافه في التصدي للعدوان والبناء في ظل ظروف العدوان والحصار وبالفعل لمسنا دورا كبيرا للشهيد الصماد في دعم العمل المؤسسي ومكافحة الفساد من خلال التوجيهات والمتابعة الشخصية منه لتنفيذ حزمة مصفوفات من الخطط والإجراءات في التصدي للعدوان والحصار والبناء المؤسسي لأجهزه الدولة وتوفير احتياجات المواطنين رغم الصعوبات وشحة الإمكانيات في ظل الحصار الجائر، كما اتصفت شخصية الشهيد بالحنكة والشجاعة والتواضع.
روح الإصرار
أما الأخ كمال الضبيبي -مدير عام الهيئة العامة للنقل البري بالمحافظة فقد تحدث قائلا: لقد رسم الشهيد الصماد خارطة طريق جديدة لتحقيق العزة والكرامة لأبناء اليمن ورفض مشاريع الوصاية والتبعية وهو ما شكل حالة فزع أرعبت الأعداء وجعلتهم يتجهون نحو وأد هذا النهج باغتيال مهندسه وراسم خطوطه العريضة لكسر شوكة البناء واستقلال القرار السياسي.. فتعزز باستشهاده صمود الشعب وقوة الإرادة والعزيمة اليمنية وروح الإصرار على مواصلة البناء والتطوير رغم العدوان وما يقوم به من قتل وتخريب وتدمير.
وقال الضبيبي: ظّن العدو السعودي باغتياله للرئيس الشهيد الصماد أنه حقق هدفه في التخلص منه، كما يفعل نظامه المتغطرس الغارق في الدماء على مّر التاريخ بالقادة العظماء الذين يرى فيهم حجر عثرة أمام مؤامرته ومشاريعه التدميرية وحقده الدفين على الشعوب، لكنه فشل في كسر الصمود اليمني والمشروع الذي أرسى قواعده الشهيد الصماد ويمضي في تجسيده خلفه فخامة الرئيس مهدي المشاط بقوة وإباء.
لافتا إلى أن اليمنيين فقدوا رمزا طنياً صاعداً، قدّم روحه رخيصة في سبيل الله وخدمة وطنه وشعبه وضرب أروع الأمثلة في الوفاء ومن واجب الوفاء في هذه الذكرى تجسيد نهجه ودوره في مواجهة العدوان والاستمرار في التحشيد ورفد الجبهات وتخليد ذكرى قائد استثنائي مثّل رحيله خسارة كبيرة على الوطن.
ملامح البناء
من جانبه تحدث الأخ خالد الشاوش -مدير عام فرع الهيئة العامة للبريد بالمحافظة قائلاً: إن هذه الذكرى التي تتزامن مع دخول عام جديد من الحرب والحصار يتذكر اليمنيون شخصية وطنية لطالما مثلت أيقونة للصمود والحكمة والنزاهة والشجاعة والإقدام والبأس والإلهام، فقد عمل الشهيد الصماد على ترسيخ دعائم الثبات ورسم ملامح البناء والنهوض والتطوير وتحديث المنظومة الدفاعية وقوة الردع اليمنية لمواجهة العدوان الإجرامي.
مشيرا إلى أن الشهيد الصماد مثَّل رغم التحديات في زمن قصير فارقاً كبيراً في أدائه وتحركاته وبصماته الوطنية والتنموية وهو على قمة هرم السلطة التي لم يرها مغنماً ولا وسيلة سوى لإحقاق الحق وخدمة الوطن والمواطن، انطلاقا من ثقافته القرآنية ووعيه وصبره وتوجيهاته الإيمانية وأخلاقه الكريمة وتطلعاته في بلورة مشروع بناء اليمن واقعاً عملياً.
“أشرف من كل مناصب الدنيا”
وتحدث إلينا الشيخ صالح القطوي قائلا: حظي الرئيس الصماد باحترام وتقدير كافة الفرقاء السياسيين، والقوى الوطنية التي لن تنسى جهوده في توحيد الجبهة الداخلية وإدارة شؤون البلد بحنكة واقتدار، وتميز بصوابية تخطيطه وأهدافه وكل توجهاته عين له على الجبهات وتطوير الصناعات العسكرية وعين على حياة المواطنين ومؤسسات الدولة وتوفير الفرص رغم العدوان وما يعانيه اليمن من ويلات.
مؤكدا أن الرئيس الشهيد الصماد حمل الراية السياسية بعزم وثقة منتهجاً أخلاق القادة العظماء في مواجهة طواغيت الظلم والاستكبار متسلحاً بإيمانية جهادية وروح زاهدة، فكان يرى أن مسح التراب من على نعال المرابطين أشرف من كل مناصب الدنيا، فلم يُخفه أو يحد من تحركاته رصد الطائرات الاستطلاعية والأقمار الاصطناعية التابعة للعدوان.
من جانبه أشار مدير فرع البنك المركزي بالمحافظة محمد الذاهبي إلى ما اتسم به الشهيد الصماد من مناقب وصفات قيادية توّج بها مسيرة حياته رئيسا لليمن وجاد بنفسه شهيدا في الدفاع عن الوطن وكرامة أبنائه.
وأكد أهمية استلهام الدروس من حياته والسير على خطاه وعلى خطى كل الشهداء في البذل والتضحية والفداء حتى تطهير كامل تراب الوطن من دنس الغزاة والمحتلين.
مشيرا إلى أن مواقف الرئيس الشهيد الصماد ما تزال في قلوب اليمنيين بما تحلى به من تواضع ونزاهة وما قدمه من أنموذج وقدوة في إدارة شؤون البلاد ولم الشمل في ظروف بالغة التعقيد.
ولفت الذاهبي إلى أن المشروع الوطني الذي دعا إليه الرئيس الشهيد “يد تحمي ويد تبني” لبناء الدولة ومواجهة العدوان هو مشروع يتطلع لتحقيقه كل أبناء الشعب اليمني.
اللحمّة الوطنية
وكان الختام مع الأخ عبدالكريم الحسن -مدير عام الشؤون المالية بديوان المحافظة الذي تحدث قائلاً: الرئيس الشهيد صالح الصماد أدى مهمته على أكمل وجه ووجه الجميع نحو سبيل السلام المشرف، السلام الذي لا يوجد في طياته أي مصطلح للاستسلام، وفي ذات الوقت كان قد ختم فعاليات اللحمة الوطنية الحزبية والدينية تحت سقف الوطن الواحد وعرَّف العالم بعظمة الجهاد والمجاهدين حيث ساد فضول الكثيرين لمعرفة حقيقة ماذا يحدث في اليمن.
منوها بأن مقولته الشهيرة قد خلقت الوعي السياسي وأيقظت الضمائر النائمة التي كانت في سبات التضليل الإعلامي، حين قال: إن مسح التراب من نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدنيا، فعندها خجل العدو قبل الصديق وخجل المنصب من عظمة من يشغله وكانت تلك البشارات السارة لتحرر قرار الوطن بشكل نهائي من السيطرة “الصهيوأمريكية”.
مشيرا إلى أن المواقف هي من تبيِّن معادن الرجال ولطالما تمسك الرئيس الشهيد صالح الصماد بموقف الشعب وقضية الوطن وحدَّد مسار المعركة سياسيا وعسكريا وثقافيا حتى أنه تحرك كجندي في جميع الجبهات يواجه العدو ويخاطب الكبير والصغير والمرأة والرجل.. فسلام ربي على الشهيد الصماد.