رمضان في تركيا .. نكهة خاصة

 

يبتهج المسلمون،في تركيا والذين يُشكّلون الغالبية العظمى من الدولة، بشهر رمضان، حيث يتم استقبال الشهر الفضيل من خلال تزيين المساجد بإضاءات خاصة، والتي تتمثل في تعليق الأضواء المبهجة بين المآذن، والتي تعرض رسالة “أهلًا رمضان” باللغة التركية.
ويُراجع الاتراك حياتهم وسلوكياتهم، ويأخذون القرارات لجعلها أفضل، كما يبتعدون خلال الشهر عن العادات السيئة، ويقل استخدام التلفاز والموسيقى ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لتُصبح العبادات بهذا أكثر انتشارًا، حيث المزيد من تلاوة القرآن إلى جانب زيارة المساجد يوميًا.
وفي رمضان، يواصل الجميع حياتهم اليومية المتمثلة في الذهاب إلى العمل أو الدوام المدرسي، إلّا أنّ المدينة تكون أكثر هدوءاً خلال النهار، مقارنة ببقية أشهر السنة.
وجبة الإفطار
يتواجد الناس في تركيا على هيئة تجمعات قبل غروب الشمس، استعدادًا لمشاركة العائلة والأصدقاء تناول الفطور، الأمر الذي يدفع العديد من المجالس المحلية لإقامة موائد وحفلات للإفطار على نطاقٍ واسع سواء في الحدائق والأراضي الحكومية أو محطات الحافلات.
وفي الكثير من المناطق بتركيا، تحديدًا في اسطنبول وأنقرة إلى جانب بعض المناطق الشعبية، يتم استخدام المدافع عند غروب الشمس للإعلان عن موعد الإفطار، حيث يسمع السكّان دويًا قويًا عند المغرب، وهو تقليد قديم متبع منذ قرون.
وتوزّع الطاولات وحولها المقاعد استعدادًا لأذان المغرب، ليأخذ الأتراك مقاعدهم، ويبدأون بتناول الولائم، والتي هي عبارة عن أطباق مميزة معدّة خصيصًا للإفطار ، ومن ذلك الماء والتمر المجفف. المازات التركية (المقبلات). اللحوم، مثل: وجبة كوزو تاندير، والتي تعد أساسًا من لحم الضأن. الشوربات مثل شوربة ايزوجيلين والتي تتكون من العدس بشكلٍ رئيسيّ. السلطات والفواكه. الحلويات، كحلى الجلاش، وهو رقائق معدة من دقيق القمح والنشا، وشبيهة بالبقلاوة، إلى جانب الكنافة وغيرها من الحلويات. الخبز التقليدي الرمضاني، والفطائر التركية كفطيرة البيدا.
السحور
يعتبر المسحراتي واحدة من عادات وتقاليد رمضان في تركيا ، حيث ينطلق بلباس خاص يوميًا قبل الفجر، ليجوب شوارع تركيا وهو ينشد ويقرع الطبل لإيقاظ السكّان في الوقت المناسب ليتناولوا وجبة السحور، ويرجع هذا التقليد إلى العصر العثماني، والذي يسبق ظهور المنبهات بسنينٍ طويلة، وفيه أيضًا يخرج الأطفال ويصفقون على إيقاع الطبل، ورغم أنّ هذه الظاهرة أصبحت أقلّ الآن مقارنة بالفترات الزمنية السابقة؛ نظرًا لوجود المنبه وإمساكية رمضان التي تبيّن مواعيد السحور والإفطار، إلّا أنّها لا تزال موجودة كواحدة من الثقافات التركية،
وفي الكثير من المناطق، مثل محافظة دنيزلي بمنطقة إيجة، وإزمير واسطنبول يتناول الأتراك وجبةً ثقيلة على السحور، ليتمكّنوا من قضاء النهار صائمين، وتعتمد العائلات غالبًا على وجبات دسمة لتحضير السحور، مثل: القشطة، المعكرونة مع الجبن، البيض، السجق، الدجاج إلى جانب الشاي الذي يجهز مع كل وجبة.

قد يعجبك ايضا