جيش الاحتلال اليهودي يقول أنه مضاد للطائرات انزلق من سوريا صاروخ سوري يسقط قرب مفاعل ديمونا يربك بيت العنكبوت
ٹ/ فلسطين المحتلة
شكل الحدث الأمني الذي وقع في منطقة النقب قرب مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي، حالة ضياع لدى جيش العدو الغاصب وجبهته الداخلية ووسائل إعلامه، وإثر التخبط قدم المتحدث باسم «العدو الإسرائيلي» رواية وصفها البعض بأنها مضحكة ، إذ زعم أن الصاروخ الذي قصف قرب المفاعل هو صاروخ مضاد للطائرات انزلق من سوريا وقطع أكثر من 250 كيلو متراً ووصل إلى المفاعل.
غير أن الأهم على رغم الرواية الصهيونية المضحكة أن الكيان المحتل بدا مكشوفا أمام الضربات الصاروخية ، على خلاف مزاعم امتلاكه قبة حديدية تصد الصواريخ والضربات ، وهو أمر بالتأكيد يجعل الصهاينة يعيدون حساباتهم مع محاولاتهم تسخين الأوضاع في المنطقة والدفع بإشعال حرب تحالفية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وعلى إثر ما حصل، اعتدت القوات الإسرائيلية في الجولان المحتل بقصف صاروخي على مواقع للجيش السوري في محيط دمشق، وقد أعلن مصدر عسكري سوري أنه حوالي الساعة 38 ,1 من فجر أمس، نفذ العدو الاسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا بعض النقاط في محيط دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها، كما أدى العدوان إلى جرح أربعة جنود ووقوع بعض الخسائر المادية.
وكتبت ليلى عماشا في موقع العهد عمَّا وصفته بأن احتضار «اسرائيل» يكشفه صاروخ «طائش» وقالت: استفاق الكيان الصهيوني بُعيد منتصف اللّيل أمس على ما سماه لاحقًا «صاروخا طائشا» سقط بالقرب من مفاعل ديمونا. روايات متضاربة حافلة بالثغرات ملأت ليل المتابعين الذين تناولوا الموضوع بسخرية فرِحة. فالكيان الذي وقف طيلة الليل يتلفّت حوله عسى يتعرّف إلى هويّة اليد التي صفعته ويطلق روايات الارتباك الفاضح، هو نفسه الكيان الذي قبل أعوام خلت كان يقول إنّ الفرقة الموسيقية في جيشه تستطيع إتمام مهام الاجتياح بنجاح.
وأضافت: بالنسبة للصهاينة اليوم، ولا سيّما لجهة حساسية المكان، ديمونا، وعجز القبة الحديدية «المتفوّقة» والتي تبيّن أنّها «تنكيّة» بأحسن الأحوال، لا بدّ أنّ ما حدث في ليل أمس سيبقى في الأيام المقبلة محور تحقيقاتهم ورواياتهم واستنتاجاتهم وربما تهديداتهم التي يسعون من خلالها إلى ترميم ما صار ركامًا في عقل المستوطنين الذين يدركون الآن أكثر من أي وقت مضى أن اسرائيلهم مجرّد كذبة، وأن زوالها مسألة حتميّة، بل ويدركون أكثر أنهم دخلوا فعليًا مرحلة الزوال ولم يبق لهم الوقت الكافي على هذه الأرض لإعادة بناء ما تهدّم من كيانهم الآيل للسقوط التام.
وكان قد هبط الصاروخ “السوري” التائه عن مساره قرب مفاعل ديمونة الإسرائيلي كالصاعقة النووية على رؤوس قادة الاحتلال في تل ابيب.
الصاروخ السوري SA-5 الذي تصدى للطائرات الإسرائيلية وهي تنفذ عدوانها على محيط العاصمة السورية دمشق، أمس الخميس تابع سيره واخترق أجواء فلسطين المحتلة وسقط قرب مفاعل ديمونة النووي الذي تحيط به السرية.
قد يكون الصاروخ انحرف عن مساره، لكنه وصل إلى أكثر المناطق حساسية لدى الاحتلال، ومازال جيش الاحتلال يحقق في موضوع الاختراق هذا، إن كان صاروخا تائها دخل ووصل وأحدث انفجارا فما بالكم بصاروخ “ليس تائه” ودقيق.
هنا تكمن أهمية هذا الحدث ككل، وهكذا جعل هذا الصاروخ السوري القيادة الإسرائيلية من العسكرية الى السياسية في موقف حرج، بل وهو الآن يهدد سمعة “القبب الحديدية” التي يتسابق “عرب التطبيع” لشرائها بملايين الدولارات من الاحتلال، وهو يهدد سمعة الباتريوت التي هزتها صواريخ رجال اليمن مرارا وتكرارا في السعودية المعتدية.
اذا قلنا أن هذا الصاروخ قد غيّر قواعد الاشتباك فإننا لا نبالغ أبدا فقد ثبت عجز الاحتلال عن حماية مفاعل ديمونة جوهرة صناعاته النووية التي يخفي تفاصيلها حتى عن الأمريكيين، بل وكاد سقوط مثل هكذا صاروخ (حتى وإن قلنا صدفة)، أن يحدث دمارا هائلا لا تستفيق من بعده “إسرائيل”.
بات على الصهاينة أن يعلموا أن من يمارس الشر في المنطقة عليه أن يتحمل تبعات ممارساته هذه، وبالامس كان الانفجار الكبير الذي وقع في منشأة تومير التي تطور محركات الصواريخ البالستية، واليوم كاد أن يطير مفاعل ديمونة من مكانه، وهذا بالضبط ترجمة بسيطة لعبارة “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”.
وقالت “قناة كان” الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي اعترف بفشل عملية اعتراض لصاروخ السوري الذي سقط في منطقة النقب، والتي قامت بها منظومة “الدفاع الجوي” الإسرائيلي.
بدوره ذكر موقع “ماكو” الإسرائيلي أنه “رغم إطلاق صاروخ اعتراضي لاعتراض الصاروخ السوري، إلا أن الصاروخ اخترق المجال الجوي الإسرائيلي، ووصل إلى منطقة ديمونا”، مضيفاً أنهم “في الجيش الإسرائيلي يفحصون سبب فشل عملية الاعتراض”.
معلق الشؤون العسكرية في صحيفة “معاريف” طال لف رام، قال من جهته إن “رواية الجيش الإسرائيلي ذكرت أنه لم تكن هناك نية لإصابة ديمونا، بل ردع أو إصابة الطائرات، وأثناء إطلاق النار انحرف أحد الصواريخ على ما يبدو عن مساره”.
وأوضح أن “هذه رواية الجيش الإسرائيلي، وأن الوسيلة القتالية نفسها التي أطلقت نحو الطائرات عملياً استمرت بالفعل إلى هذه المديات. يجب أن نفهم مع صاروخ أرض – جو أنت لا تطلق النار نحو هدف أرضي من أجل خلق شيء عملي، فهو ليس لديه القدرة على الإصابة، لكن الوعي هو بالفعل شيء آخر. الاستثناء هنا هو مدى أو عمق السقوط. هذه هي الرواية الرسمية للجيش الإسرائيلي، وهذا لا يعني أنها لا تطرح تساؤلات”.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن “التحقيق الأولي في إطلاق الصاروخ المضاد للطائرات من الأراضي السورية إلى “إسرائيل” يظهر أنه عملياً لم يتم تنفيذ اعتراض”، مضيفاً أنه “أفيد أيضاً بأن الصاروخ الذي أطلق انفجر في الأجواء وسقطت أجزاؤه في منطقة النقب”.
وكان جيش الاحتلال أعلن أنه فتح تحقيقاً عن مدى نجاح عملية اعتراض صاروخ قال إنه انطلق من سوريا وسقط في منطقة النقب جنوب فلسطين المحتلة.
واعترف الجيش الإسرائيلي بأنّ “طائراته أغارت على البطارية السورية التي أطلقت صاروخ الدفاع الجويّ، بالإضافة إلى بطاريات صواريخ أرض-جو أخرى داخل الأراضي السورية”.
ودوّت صفارات إنذار حينها في جنوب النقب إلى الغرب من منطقة مفاعل ديمونا الإسرائيلي.
وتعليقاً على إطلاق الصاروخ السوري ذكر موقع صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان قال إن “قوة الردع سحقت نتنياهو وغفا في نوبة الحراسة لأنه مشغول بمسائله الشخصية”.
في المقابل، أفاد مصدر عسكري سوري لوكالة “سانا” السورية بأن “الدفاعات الجوية في الجيش السوري تصدّت فجر الخميس لعدوان إسرائيلي بالصواريخ في ريف دمشق، وأسقطت معظم الصواريخ المعادية”، مضيفاً أنه “أصيب جراء ذلك 4 جنود من الجيش السوري إضافة إلى بعض الأضرار المادية”.
ودعت وزارة الخارجية السورية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لإدانة العدوان الإسرائيلي الجبان على محيط دمشق أمس وكذلك الأعمال العدوانية المتكررة ضد سيادة سوريا والتي يقوم بها المحتلون الثلاثة الإسرائيلي والأمريكي والتركي بطريقة ممنهجة ومنسقة.
الخارجية السورية أكدت في بيان لها أن قبول البعض المبررات الإسرائيلية والأمريكية لشن الاعتداءات ضد سيادة سوريا تجعل منهم شريكاً أساسياً في الجرائم الإرهابية ضد الدولة السورية.
وشدد البيان على أن الجمهورية السورية قيادة وحكومة وشعباً لن تسمح لهؤلاء المعتدين والإرهابيين بتحقيق أحلامهم الشيطانية ومحاولاتهم اليائسة لتدمير سوريا ولن تتوانى عن ممارسة حقها في الدفاع عن أرضها وشعبها وسيادتها بكافة الطرق التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الصاروخ السوري الذي سقط في منطقة النقب بفلسطين المحتلة هو من طراز SA-5، وهو واحد من عدة صواريخ أطلقت على طائرات حربية إسرائيلية.
ويصنّف الناتو صاروخ S-200) (SA-5)) ضمن منظومة الدفاع الجوي الروسية بعيدة المدى التي تتصدى للأهداف متوسطة وعالية الارتفاع، وصممت بالأساس للدفاع عن مساحات واسعة من الأرض ضد المقاتلات المهاجمة والطائرات الاستراتيجية، وهي متوفرة لدى الجيش السوري.
وتتألف كل بطارية من صاروخ (سام-5) من 6 قواذف صواريخ، ورادار تحكم بالنيران يمكن أن توصل بمحطة رادارية بعيدة المدى.
المواصفات الفنية لصاروخ :S-200
يتمتع الصاروخ S-200 بمواصفات فنية عديدة، أهمها: طوله 10 أمتار، قطره 100سم مع معززات الدفع، و 80 سم بدونها.
أقصى عرض لفتحة الجنيحات بالذيل: 165 سم. فيما يبلغ وزنه عند الإطلاق: 7 آلاف كغ تقريباً.
الرأس الحربي للصاروخ شديد الانفجار، وعدد قواذف منصة الإطلاق: 1 على منصة إطلاق ثابتة.
أما طريقة التوجيه، فهي تتم عير جهاز لاسلكي في المرحلة الأولى، ثم توجيه راداري إيجابي.
وبالنسبة لوسيلة الدفع، فله محرك ذو ثلاث مراحل دفع، سرعته القصوى: 3.5 ماك، المدى الأقصى 300كم، المدى الأدنى 80كم، والارتفاع الأقصى 29 كم.
يذكر أن المنظومة الصاروخية تم تصنيعها في الاتحاد السوفياتي، وهي موضوعة في الخدمة منذ العام 1967، وتملكها – بالإضافة إلى روسيا – دول عدة بينها: أذربيجان، بلغاريا، الهند، إيران، كوريا الشمالية، سوريا..
تمتلك سوريا فوجين دفاعيين فيهما عدة أنواع من منظومات اس-200، منها ما هو موجود في الخدمة منذ عام 2010، و2012، وقام الجيش السوري ببناء موقع جديد لصواريخ (أس-200) في مطار كويريس بالقرب من حلب، في يوليو 2016، بحسب بعض التقارير.
وكان الجيش السوري سابقاً اعترض طائرات إسرائيلية مهاجمة فوق الجولان السوري المحتل في سبتمبر 2016م، بصاروخي اس-200، واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بذلك، وفي أكتوبر 2017م أطلقت الدفاعات الجوية السورية صاروخاً من نوع اس-200 على طائرات إسرائيلية خرقت الأجواء السورية قادمة من الأجواء اللبنانية.