صنعاء القديمة.. ورمضان زمان البيت الذي يغيب دخانه وجبت على الجيران مائدته
إمام مسجد بروم علي محمد يحيى كيدمة لـ “الثورة”:السوق مدرسة لتعلم فقه البيع وترسيخ مبدأ الإيثار وتنمية قيم الإخاء والعطاء
سجالات الزيدي مع الشافعي تتصف بروح المسؤولية وواحدية الهدف والغاية
للخريف طعمه، وفي الأسطح تزرع الخضرة، والحليب والسمن من أضرع الماعز والبقر
خروف العيد (كرس)؛ رأس لأهل البيت والآخر للضعيف والمسكين
مجالس القات ميادين للذكر والشعر والأدب والنكتة
رمضان نكهة روحانية ممزوجة بروائح البخور والعودة تتجسد في حلقات ذكر تحتضنها مساجد صنعاء القديمة.. حلقات فيها تلاوة وتعليم القرآن، وأخرى لتدارس سير الأنبياء والأولياء، وقصص بطولات اليمنيين في فتوحات الإسلام في أصقاع المعمورة.. حلقات منها تستقى العظة والعبرة والاقتداء بسير العظماء.
صنعاء القديمة لايزال فيها من يمارس بعضا من العادات والتقاليد، وإن بدت الممارسة محدودة لانصراف الناس إلى تتبع تطورات التكنولوجيا وعلم الاتصال التي بدورها فرضت عادات وتقاليد جديدة باعدت الناس عن بعضهم البعض إلى أن أصبح هناك من يتواصل مع قريبه في الغرفة المجاورة من البيت الواحد عبر الواتس آب.
هكذا حكى الحاج علي محمد يحيى كيدمة – إمام مسجد “بروم” 82 عاما في اللقاء الذي أجرته معه ”الثورة” وما صار إليه حال صنعاء القديمة اليوم وما كان عليه في أيامه.. فإلى تفاصيل رحلة شيقة إلى عمق التاريخ:
ما الذي تميزت به المدينة “صنعاء القديمة” بالأمس من عادات في استقبال رمضان؟
– امتاز الأهالي في صنعاء القديمة بممارسة عادات وتقاليد رمضانية تضفي أجواء روحانية توحي بعظمة هذا الشهر المبارك، وإن تلاشى الكثير من عادات تجديد طلاء المنازل من خارج بمادة الجص الأبيض، وإنارتها احتفاءً بشهر رمضان، وترديد الأهازيج والأناشيد الشعبية، لا سيما عند الأطفال.. لازلت أتذكر أننا عندما كنا صغاراً نبدأ بإحياء ليلة رمضان بـ”الشعليلة”، وترديد هتافات وأهازيج ترحيبية برمضان.. كنا نصدح بأصوات عالية “أهلاً أهلاً يا رمضان، شهر التوبة والغفران”، و”يا رمضان يابو الحماحم، إدي لنا قرعة دراهم”،
ثم نتقسم إلى مجاميع من 5-7 أطفال، وكل مجموعة تروح على بيت من بيوت “الناهيين” نمسي: “يا مساء.. مساكم بالعافية، يا مساء.. مساكم بالخير، يا مساء.. جينا نمسي عندكم، يا مساء.. جينا نمسي من ذمار، يا مساء.. بالغرارة، يا مساء.. حرقوا وانذقوا، نازفونا يا قليم الذرة من قًلم له قلم، اشغث شغوث، يا جيب الجوخ لا نما نم ولا حروف.. إما جواب وإلا رحنا لنا من الباب.. (ما نؤذي أحد)، أما وحرقوها “بقشة”، والا “نص بقشة”؛ يحرقوها في خرقة من أجل نراها، لأن المدينة بلا سراج، ونحن الأطفال لا يوجد لدينا سوى “الفانوس”؛ نجمع حق الجعالة ونشتري له (قاز) من أجل نسرجه على ذبالة.. هذه كانت عادة أطفال مدينة صنعاء.. “كنا جماعات طوافة نمكث إلى حوالي منتصف الليل، نمسي من بيت إلى بيت طوال ليالى رمضان، والبيوت كانوا يراعوا لنا مراعاة ويضيفونا المحلبية والقديد.. محلبية نشاء وحليب ماعز وقديد برقوق.. ونحن أطفال مؤدبون”.
ما هي الألعاب التي كنتم تمارسونها؟
– كنا نلعب “قاحش”، “كرة خرق”، “الزانب”، وقوقع البرقوق.. أو واحد يأخذ في يده قليل “دخش” أو “غسوس”، ويقول للحاضرين: ما ذيه زعتر، ما ذيه كمون، اين افتح؟.. فإذا دريت ما فيها؟ تأكله، مالم أكله الماسك به.. وكنا نلعب يا “عجلة”؛ واحد من العيال يوطي، والثاني، ما يدري من هو، يركب فوق ظهره، ويقول “يا عجلة.. يا مسنه.. واسنيلش، وارويلش.. يا تفاحة يا نقاعة يا نازلة القرية بغير أجناح”، ويلطم في قفاه لطمة خفيفة.. ويسأله من لطمك يا المطلوم؟ إذا عرف من هو تنعكس الهيئة، مالم يستمر لما يعرف.
وماذا عن استقبال الكبار للشهر الكريم؟
– الكبار كانوا يستقبلون رمضان استقبال الفاتحين.. ومن مراسم الاستقبال امتياز ليالي رمضان بالتسابيح الثلاث.. الأولى: “لا إله إلا الله، لا إله إلا الله”، الثانية: “الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا”، الثالثة: “سبحان خالق الإصباح، سبحان خالق الأرواح، سبحان ممسك الطير بالجناح”، وفي الثالثة الذي ما قد تسحر يسارع إلى السحور، لأنها تعتبر
التنبيه الأخير لما قبل إأذان الفجر.
الوجبات الرمضانية، كيف تعرفنا عليها؟
– من عادات الناس في رمضان أن يفعلوا عشاء من (شفوت لحوح الذرة البلدي، وحقين منهوز من حليب ماعز أو بقر بلدي. المحلبية على حليب من ضروع الماعز أو البقر.. شعيرية بلدي تفعلها النساء في البيوت يدوي ما تقنع من طعمها، وخاصة شعيرية أهل ذمار ما أطعم منها أبدا.. زغيرة فتوتة أو زغيرة هريشة مع قليل مرق، بالاضافة إلى ما اشتهرت به صنعاء القديمة من الشعوبيات وعصائر الرواني، والبقلاوات، والبسبوسة وعصير الشعير، والزبيب).
أما وجبة السحور في رمضان، فقد كانت عبارة عن (حلبة بيضاء لأجل ما تعطش مع قليل سمن وبيض بلدي في مقلى فوق موقد نار.. جي لك والسلتة على طعم فيها، كلام ما يتصور.. الشربة؛ هريش وإلا دبا بلدي، لابد منها وجبة رئيسية.. وبعضهم يفعل سبايا شمها قبل طعمها بالسمن البلدي والقحطة (الحبة السوداء) وسط مقالي صعدي أو مدر”.
ثم يخرج الناس جميعا إلى الجوامع لتلاوة القرآن الكريم والاستغفار حتى موعد صلاة الفجر، وبعد الصلاة كل ؤاحد يسير في اتجاه.. منهم من ينام، ومنهم من يسير عمله.
* “سمن، حليب و… بلدي” كيف تفسر لنا وجود هذه الأشياء؟
– المطحن وسط البيت يدوي؛ والسّرة والدلو موجود وسط البيت، تنزع الماء من البير، يطلع طري ودافئ.. المعزة والبقرة داخل الييت، وكذلك الدجاج، والخروف حق العيد (الكرس، بكسر الكاف)؛ واحد لك، والثاني للضعفاء والمساكين.. هكذا جرت العادة؛ ما يذبح أحد ويأكل لحم وحده، لا يمكن أبدا، لابد يتعاود جيراته.
والخريف على دوران السنة الهجرية سواء أكان في رمضان أو في غيره، كان الواحد منا يأتي بالخريف في تنكة أو صندوق على كتفه، وهو مغطى، إذا شافوه عيال الحارة، وقف وطرح التنكة أو الصندوق أرضاً ويبدأ يقسم على العيال طعمة الخريف، سواء كان برقوق، بلس، فرسك، أو عنب.. وكل فاكهة لها موسم مخصص يبدأ البرقوق ثم البلس ثم العنب.
الخريف. كان مرتباً في دخول المحاصيل إلى السوق، وفي ذلك مثل شعبي (قال العنب للبلس: قم شدّ يالبرقوق، كما عيب علينا نجتمع ثلاثة في سوق).. والعنب يجي البياض، الرازقي، الحاتمي، والعاصمة والأسود يجي آخر شيء؛ كله في رمضان، وبعض الأحيان كان يجي الحبحب اللحجي، والمعدوم طوال السنة يحتفظ به الناس من أجل رمضان؛ العسل والسمن البلدي، الدجاج البلدي، والناس من خارج صنعاء يسوقوا العجول والقوازي ويبيعوها ويتصرفوا لرمضان.. وكل بيت عنده اكتفاء ذاتي حيواني ودواجن وخضرة.. والبيوت التي بدون (حوي) تستخدم وسائل زراعية بسيطة فوق الأسطح أو على أشرف النوافذ، أوعية فيها تراب ويزرع فيها البسباس، الطماطم، القشمي، البيعة، البقدونس، الشمار، الكبزرة، الجرجير، النعاع، وأنواع المشاقر والنباتات العطرية”.
كيف كانت تنقضي ليالي رمضان في عهدكم؟
– في عهدنا، في رمضان كان هناك مقيل جماعي في منزل الأستاذ محمد حسين عامر، يجتمع فيه أغلب العلماء والفقهاء والقراء والحفظة والمثقفين والأدباء، ورحم الله القاضي أحمد سلامة ويشفي ويعافي القاضي المفتي العمراني يبدأ الأخير بزبجتين ثلاث من حق صنعاء، والقاضي سلامة عليه الزبج الذماري، تعال والأنس والضحك النظيف، على نكت راقية إلى أن تحضر الساعة السليمانية، عندها يبدأ الحديث… الزيدي يدلي بدلوه مما تجود به الذاكرة أو من كتاب، ويليه الشافعي على ذات المنوال.. أحاديث تسمعها وتنصت للفريقين كأنهما ليسا مذهبين، لأن شورهم واحد، واختلافهم فقه تسوده روح المسؤولية وواحدية الهدف والغاية في الخروج برأي يستقيم عليه الطرفان بروح نقية خالية من الشحناء، و”حبتي والا الديك” السائدة عند بعض المذاهب المستجدة هذه الأيام، والتي أدخلت علينا تفرقة وشحناء ما كانت إلا منهم، ومن ثم يأتي دور التسميع، على كل حاضر أن يتلو ثمن جزء من آيات القرآن الحكيم غيباً، والذي ليس بحافظ يسمع بتمعن وحرص.
مجلس توارثه الآباء عن الأجداد، مجلس ذكر، وأدب، وشعر، ونكتة، وتناول قضايا مجتمعية بالمناقشة المسؤولة والمصالحة والحلول.. المهم، إنك إذا دخلت المجلس ونفسك كئيبة تخرج وقلبك مثل الوردة تفوح بذكر الله “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
وماذا عن السوق في رمضان؟
– كان السوق في رمضان يبدأ من بعد صلاة الظهر إلى قبيل المغرب بساعة، والسوق كان أقساماً.. كل حاجة لها سوق خاص بها: سوق البز، سوق العسوب، سوق الحب، سوق العنب، سوق المعطارة، وسوق الفتلة…إلخ، والتجار تشتري منهم وتستفتي.. علماء، والأبناء ما يدخل الواحد منهم الحانوت إلا عالم، من أجل يعرف بمقادير وفقه البيع والشراء، ويتحاشى الوقوع في الربا والمغالاة، الربح محدد 10 %، إذا ازدادت وجرى عليهم مصيبة قالوا: والله إنه الربح غير المعقول.
وكان في التجار خصلة إيثار قوية.. إذا فتح أحدهم حانوته وجاء زبون يشتري منه باع له، وإذا جاء زبون آخر، وأصحاب الحوانيت من حوله ما باعوا شيء، يقول لك: طلبك عند فلان، فلا يبيع منك أبداً حتى وإن كانت البضاعة في حانوته أطنان، وأنت من أفضل زبائنه.. قاعدة التزم بها الجميع ما يخرجوا من السوق إلا وكل واحد منهم قد باع من بضاعته.. والحاجة تشتريها بسعر واحد من الكل.. والكل يترزق الله، وكانوا بهذه الخصلة من السلوك الطيب يخرجوا ونفوسهم طيبة.. اليوم عصدوها، اختلطت الأسواق حابلها بنابلها، ودخلت المناداة بالميكرفونات هيا تعال عندي، وكل واحد يبيعك بسعر من رأسه.. كان السوق مدرسة تتعلم منه الحلال والحرام والإيثار والأخوة والصفا والعطاء، على العكس من ذلك تماما، هو الحاصل اليوم.
كان التاجر يسرج بالـ “اتريك”، والمواطن بالـ “لمبة”، الأتاريك تحيي الأسواق بالأنوار، والكل يغلقوا المحلات، وينطلقوا إلى المساجد في أوقات الصلوات، وبعد الفطور والسحور.. كل واحد معه قطعة صغيرة من عودة.. عودة شمها يدخل إلى الدماغ، وهناك موقد وكل واحد يحضر ويبخر.. ما تحضر صلاة المغرب والفجر إلا وقد الجوامع مليئة بالمصلين والطرق المحيطة بالجامع تفوح بالروائح الطيبة.. كان الجميع يحترمون الجوامع كبارا وصغارا، الكل مؤدب، لا فوضى، ولا صياح، وإنما ذكر، استغفار، وقراءة قرآن.. يفطروا في صوح الجامع كلهم، وكل واحد يحضر معه زغيرة لقمة أو حلبة حامضة أو قليل لبن.. يمتاز الكل بأدب واحترام لحرمة الجامع.. وكانت هناك عادة طيبة، الغائب عن صلاة الفجر، الكل يسأل عنه: أين فلان، انظروا ما حصل له.. يتفقدوه؟!
حسن الجوار، والجود والكرم، كيف عبرت عنها صنعاء في عهدكم؟
– البيت الذي ما كان يظهر له دخان.. يتساءل الجيران فيما بينهم: “بيت فلان، ما اوقدوا نار اليوم”.. عندها، يسارع جيرانه فيقوم أهل أحدهم بتجهيز سفرة متكاملة تحتوي على كل ما طاب ولذ من جوده (ما لديهم في البيت)، وترسل به أحد البنات أو العيال، هذا من باب التكافل الاجتماعي كي لا يبيت أحد شابع وجاره جائع.. كان عيباً كبيراً؛ بيت ما يظهر دخانه، ويترك بدون مواساة من جيرانه.
احترام الكبير كان واجباً عيب على الصغير يرفع رأسه في وجه من هو أكبر منه أو يغيثه بكلام أو تصرف جارح، والكبير في الحارة هو أب للناس كلهم، والكل أخوة متحابين متعاونين، يتفقد بعضهم بعضا في اتراح وأفراح.. وكانت النسوة يتفرطن كل ليلة عتد واحدة، وكل واحدة تأخذ معها من بيتها جمنة قهوة، يتسامرن ويتجاذبن أطراف الحديث على رشفات القهوة مع قليل من العتر المنضج (القلى)، وهات يا “حزاوي” مشع من رؤوسهن تفرطة لها وقت معلوم.
في رمضان أو في سائر الأيام: من قبل المغرب ما كنت ترى امرأة في السوق أو في الحمام.. كل امرأة روحت وغاوثت عيالها، وجبة خفيفة قبل العشاء؛ وتبيت الماعز، والدجاج وتتفقد الييض.. والسلف والقضاء بين البيوت هات يا فلانة.. تدي، ولو تقسم الحاجة نصفين.
وادا جاء الموت أو العرس كل ما يتعلق بالأكل والشرب والقات وفسحة المكان كل هذا كان غرماً على الجيران، على كل بيت يقدم ما بوسعه، المهم أن صاحب الموت أو العرس ما يخسر شيء نهائيا.
أتذكر في العرس، مثلا، كان هناك عادة يحرص عليها الجيران، وفيها يجهزوا لأهل العرس تورة كبيرة مملوءة دقيق بر بلدي والقحطة عليها دار ما دار، وفي الوسط كعدة سمن بلدي كبيرة تسوقها المرأة فوق رأسها وعليها قواره ممشقرة بالشذاب، يسمونها “رفد”. كانت المدينة تمتاز بتكافل اجتماعي حقيقي، كل هذا اختفى.
الجامع الكبير، مسك الختام؟
– الجامع الكبير كان على مسارج قبل اللمبات والأتاريك والمسرجة مرمر لها سواقي في كل ساقية ذبالة، تملأ المسرجة صليط ترتر أو جلجلان ويسرجوا بالذبايل؛ كان معها معلق من سلسلة يعلقوها فيه، والا “حمار الجامع”؛ عبارة عن سلم صغير يطلعوها فوقه معه ثلاث أرجل، أو “التنح” يطرحوها فوقه.. المهم، أن الجامع مفتوح طوال ليالي رمضان ما يغلق أبوابه إلا عشية العيد، ومثله جوامع صنعاء كلها.. الناس ينتهوا من أعمالهم في الأسواق نصف الليل، والكل يتجه إلى الجوامع يتعبد الله بصلاة أو بتلاوة أو باستغفار أو بالانضمام إلى حلقة من حلقات الدروس الرمضانية المقامة في الفقه والتاريخ واللغة والحفظ…إلخ.
كان الجامع الكبير عامراً بحلقات الذكر وتحفيظ القرآن الكريم وتعليم اللغة وشرح الأزهار. والسيرة ونهج البلاغة….إلخ، على مدار الساعة، وكانت هناك الرواتب، عبارة عن موائد طعام يجهزها جيران الجامع الكبير لإطعام الوافدين على الجامع لطلب العلم، وفي كل مسجد من مساجد صنعاء توجد منزلة للمهاجرين وطالبي العلم، وصرفة هؤلاء على جيران المسجد واجب.
إلى أن جاء الراديو، حينها قال الأولون رحمهم الله “ما ذلحين جت الروادي واسمع ما بوادي”، لأن الناس انصرفوا إلى الراديو يستمعوا خطاباً للإمام أحمد رحمه الله أو للأحاديث أو الأناشيد.. ومع كل جديد بدأت عادات وتقاليد المدينة تتلاشى وينصهر سكانها في متاهات الحداثة حتى أن الجار لم يعد يعرف جاره إلا عبر التواصل الاجتماعي.
ومن العادات التي اختفت، أيضا، في صنعاء القديمة “المسحراتي”، إذ كان في سالف الزمن شخص يدعى المسحراتي، وظيفته إيقاظ أهل صنعاء للاستعداد لتناول وجبة “السحور”، قبل أذان الفجر.. “المسحراتي” كان لديه طبل يقرعه بعصا، لإيقاظ أهالي صنعاء القديمة في موعد السحور، وكان أغلب من في المدينة يعتمدون عليه في تنبيهه.
* مسجد عبدالله بن أبا الروم الصنعاني، تأسس في العقد الثاني الهجري، وهو من المساجد المباركة الأربعة: الجامع الكبير، ومسجد بروم، ومسجد خضير، ومسجد فروة بن مسيك (القبة).. وقيل مباركة؛ أي: الدعاء فيها مستجاب، كما جاء عند الطبري في تاريخ صنعاء.