رمضان والمجتمع ..
محمد السقاف
هلّ رمضان المبارك واستقبلناه جميعا بالنمط المعتاد كل عام دون زيادة ودون نقصان؟.. ومؤكد أنه ستنخرط أيامه المعدودات ويغادرنا بصمت ونحن مازلنا كما نحن دون زيادة أو نقصان أيضاً. ومع الأسف قليل منا من فكّر بأنه في كل عام كان من الجدير أن نأخذ هذا الشهر بجدية أكثر وأن نجعله محطة جديدة للتغيير الإيجابي على كافة النواحي الحياتية الفردية والمجتمعية وأن ننطلق من خلاله لإعلان ثورة على أنفسنا التي كثيراً ما تحفزنا على التكاسل والخمول والأنانية بل وأن نقتلع حالة الجمود التي تسيطر علينا وتجعلنا نسمات فارغة بدون أي بوادر إنتاجية أو إضافات جديدة ترتقي بالمجتمع وتعينه على الرقي والنماء والتطوير.
مأساتنا يا سادتي باعتقادي ليست في حاجتنا للعقول المبدعة والخلاقة وإنما هي أزمة انتماء وحالة من الأنا السلبية المعدمة التي تعزل الفرد عن معاناة مجتمعه وتضفي على الغالبية العظمى صبغة من الأنانية وحب الذات والتفكير الانطوائي المحدود حول الحاجات والرغبات الشخصية الفردية.
من أجل ذلك أظن أننا مازلنا وسنبقى في القاع وستركلنا كل الأمم التي التي أدركت معنى التفكير الجمعي العام وبأن قيمة الفرد تتأتى من قيمة المجموعة ولن نسمو ونلحق بركب الأمم إلا إذا اعتنقنا هذه القيم السامية وجعلناها في المرتبة الأولى على سلم أولوياتنا.. ولن يتحقق ذلك إلا بالتغيير على مستوى أنفسنا .. فلن يغير الله ما بنا من إحباط حتى تتغير ذواتنا .. وحتى نستعد على تسخير طاقة الفرد من أجل الكل وتسخير الكل من أجل رقي تفكير الفرد وتوجيه إمكانياته في سبيل الجماعة وهل هناك ما هو أنسب من هذا الشهر كي نجعل منه نقطة البداية وبداية المشوار.