النفاق الأمريكي في سباق دولي وأممي

 

كتب/ عبدالرحمن الأهنومي – رئيس التحرير
لا رهان على النفاق الدولي والأممي ، ولا رهان على وساطات المبعوث الأممي مارتن الذي صار منافقا من طراز رفيع ، ولا رهان على الأكاذيب التي تأتي من هنا وهناك وتسمى مبادرات سلام ، لا رهان إلا على الله وعلى رجال الله في الميدان.
اليمن محاصر من أقصاه إلى أقصاه ، ملايين المدنيين يتعرضون لجريمة إعدام جماعية ، الشعب اليمني يقتل بالجملة والمفرق ، بالحرب العسكرية وبالحصار ، وفي المقابل تحشد أمريكا أدواتها السياسية والإعلامية والدبلوماسية ، وتستدعي مجلس الأمن والأمم المتحدة للتعمية على الجريمة الأفظع في التاريخ الإنساني وتمارس التضليل والتزييف والكذب باستخدام منصاتها ، وتوظف الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي كمنصات إضافية.
محاصرة شعب بأكمله جريمة موصوفة بالإبادة الشاملة ، حجز السفن المحملة بالوقود وقرصنتها في البحر جريمة موصوفة بالإرهاب الدولي ، على أن الأفظع من ذلك هي المجاهرة بالجريمة والمساومة بها ووضع الشروط التفاوضية عليها..وهو ما تفعله أمريكا التي وظفت مارتن لتسويقها بصفته الأممية ومن على منبر الأمم المتحدة ، وهو ما تفعله أمريكا من خلال مجلس الأمن وبياناته المتكررة.
أفظع من جريمة الحصار على اليمن المجاهرة بها والمساومة عليها ، بيان مجلس الأمن الدولي يوم أمس الأول لم يكن إلا جملة من الأكاذيب والفبركات والنفاق والزور أصدره لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية أمريكية صرفة ، استمرار التزوير والنفاق والتضليل الأممي بلسان المبعوث مارتن غريفيث واستغراقه بمسلسل الأكاذيب ومساومة الشعب اليمني على لقمة عيشه مقابل استسلامه يأتي لتحقيق ذات الأهداف السياسية والعسكرية التي تسعى إدارة بايدن لتحقيقها من خلال الحصار الإجرامي الشامل.
إذا كان العدوان على اليمن بالطيران والأسلحة الفتاكة والصواريخ ، وقتل مئات الآلاف من المدنيين ، وتدمير البنى والمنشآت والجسور والطرق والمطارات والمدارس والمستشفيات والمباني الحكومية والمنازل والمزارع ومصانع ومخازن الأغذية ومحطات الكهرباء ومضخات المياه طيلة ستة أعوام إجراماً واضحاً وإرهاباً مشهود ، فإن محاصرة اليمن وعزله عن العالم الخارجي وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية ، ومنع وصول الدواء والغذاء والوقود والسلع الضرورية والأساسية جريمة واضحة وعلنية تقتل الملايين من البشر بالجوع وبالأوبئة والأمراض وتهدد من تبقى بالإعدام الجماعي ، فإن التّعمية عن الحقيقة ومُمارسة التضليل والتزييف تكشف عن ذروة النفاق والكذب الذي يمارسه القتلة والمجرمون وبكل وضاعة وقبح.
تكذب الأمم المتحدة وهي تتحدث عن الأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون جراء الحصار والعدوان التحالفي الأمريكي السعودي البريطاني الأوربي ، تتاجر الأمم المتحدة بالوضع الإنساني في اليمن ..
تبتاع وتشتري في حياة الملايين وتتاجر بالشعارات والعناوين الإنسانية ، تتمول الأمم المتحدة من مأساة اليمنيين ويتمول موظفوها ومبعوثها ومكاتبها بملايين الدولارات سنويا تجمعها باسم مساعدة اليمنيين وصرفها كنفقات ورواتب ونثريات ومصاريف تشغيل على موظفيها ومسؤوليها بدءاً بأمينها العام وانتهاء بأصغر موظف في المنظمة ..

لكن اليمنيين يموتون يوميا جوعا ومرضاً تحت الحصار والعدوان وبإشراف ورعاية الأمم المتحدة نفسها.
في بداية العام الحالي قال الأمين العام للأمم المتحدة إن ملايين اليمنيين سيواجهون «حكما بالإعدام جوعا وأن 20 مليون يمني يحتاجون للمساعدة العاجلة ، وأضاف أنطونيو غوتيريش في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الذي عقد في فبراير الماضي «يحتاج ملايين الأطفال والنساء والرجال اليمنيين بشدة إلى المساعدات للبقاء على قيد الحياة ، قطع المساعدات هو حكم بالإعدام» ، هذه الأرقام يتحدث عنها الأمين العام ، لكن ماذا تفعل الأمم المتحدة وماذا تفعل أمريكا؟ والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن؟
إنهم ينفذون حكم الإعدام تماما ، فلا الحصار البري والبحري والجوي تم رفعه عن اليمن ، ولا العدوان العسكري توقف عن ارتكاب الجرائم ، ولا الأغذية والأدوية فتحت لها المنافذ ، ولا سفن الوقود سمح لها بلوغ المدنيين وتموينهم ، ما زال ملايين اليمنيين مهددون بالموت جوعا وأمراضاً تحت الحصار الشامل والقصف والاستهداف الشامل أيضا.
منذ صعود بايدن إلى الرئاسة الأمريكية بداية العام الحالي قامت أمريكا بإغلاق ميناء الحديدة وفرض حصار كلي مطبق ، إذ لم تدخل منذ ذلك الحين أي سفينة وقود إلى الموانئ اليمنية في الحديدة، ثم أوفد بايدن مبعوثا عينه لشؤون اليمن إلى مسقط لمساومة الشعب اليمني على السماح بوصول الوقود ورفع الحصار عن سفن الوقود ، مشترطا مقابل السماح لسفن الوقود بإيصال المشتقات النفطية.
لا رهان على كل ما يقال ويطرح في صيغ مبادرات ولا في كل ما تسوقه أمريكا ، أما الأمم المتحدة ومبعوثها فقد صاروا بيادق أمريكية بحتة ، رهاننا الوحيد هو على الله والتوكل عليه في تحرير مارب ومواصلة ضرب منشآت النفط السعودية إلى أن يكتب الله النصر للشعب.

قد يعجبك ايضا