ركز السيد القائد عبد الملك بن بدرالدين الحوثي هذا العام، على التهيئة لشهر مضان المبارك في المحاضرة التي ألقاها بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك 1442هـ، بغية الاستعداد الذهني والنفسي لاستقبال هذا الشهر المبارك، وذلك إيماناً منه بأهمية توعية أبناء الأمة كافة وليس على المستوى المحلي فقط، وإنما على المستوى العالمي، لاسيما وأن من يتابع محاضراته القيمة الملايين من الناس الطامعين إلى تحقيق التقوى والاستقامة والحياة المليئة بالعدل والمساواة بعيدا عن قوى التسلط والتجبر.
التهيئة لشهر مضان:
التهيئة والاستعداد الذهني والنفسي لاستقبال شهر رمضان الكريم، هي من أعلى درجات التزكية والوصول إلى تحقيق التقوى في شهر التقوى وتطهير النفس من الشهوات والذات وتجنب المعاصي، بما يؤدي إلى تمكن الإنسان من الإخلاص في طاعة الله.
وكما عودنا قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدرالدين الحوثي – في شهر رمضان المبارك من كل عام – بإلقاء العديد من المحاضرات المرتبطة بالدين والمعاملات والقيم والأخلاق، والتي تتناول لب الدين وجوهره، ونعمة الهداية، ونعمة القرآن الكريم وما تضمنه من والوعد والوعيد، وكذلك أمور هامة متعلقة بالمعاملات والقيم الإنسانية والأخلاقية والنفسية، ومجالات بناء الأمة البناء الصحيح والقوي في المجالين الاقتصادي والزراعي بما يجعلها أمة قادرة على مواجهة أعدائها المتربصين بها.
وبذلك فإن من النعم الكبرى والعظيمة التي يرحم بها الله عز وجل عباده، هي وجود أعلام الهدى من قرناء القرآن الكريم الحريصين على أن يهيئوا الناس ويجعلوهم مستعدين ذهنياً ونفسياً لاستقبال شهر رمضان الكريم، فلله الحمد والشكر على وجود هذه النعمة العظيمة في هذا الزمن.
الاهتداء بالقرآن الكريم:
يؤكد السيد القائد أن” “من المهم جدًّا في شهر رمضان، الإقبال بشكلٍ كبير على القرآن الكريم؛ للاهتداء به، ونحن في مراحل فيها فتن كقطع الليل المظلم، فيها حملات تضليلية رهيبة جدًّا، سواءً ما يأتي من خارج الأمة، ما يأتي من الأعداء الكافرين، أو من داخل الأمة، من كل فئات الضلال، من كل المنحرفين عن القرآن، من كل من لهم اتجاهات تتباين مع منهج القرآن الكريم، بحاجة ماسة إلى أن نتحصن بالهدى، تجاه كل الضلالات وكل الظلمات، بحاجة ماسة، والقرآن الكريم ينير لنا الدروب”.
ويبين السيد القائد دور الصيام في اكتساب العزيمة وقوة الإرادة، ويشير إلى أن “الله سبحانه وتعالى أراد أن يقدم لنا وسيلةً تربويةً نروض بها أنفسنا على الصبر والتحمل، واكتساب العزم، واكتساب قوة الإرادة، هذا واحدٌ من فوائد هذا الشهر المبارك: في صيامه نتعود على الصبر، عندما نمتنع عن الطعام والشراب، عندما نمتنع عن الشهوات والرغبات، نكتسب في هذا قوة الإرادة، نكتسب من هذا التحمل والصبر، نتروض على الصبر، محطة تربوية، وسيلة تربوية تساعدنا على اكتساب العزم، والتجلد، والقوة، وهذا يساعدنا على الاستقامة على منهج الله “سبحانه وتعالى”، ويساعدنا على التنفيذ لتوجيهات الله وأوامره جلَّ شأنه”.
ولذلك يؤكد السيد القائد أن غاية التقوى ارتبطت كغاية عملية في شهر رمضان، حيث يقول: “عندما قال الله “جلَّ شأنه”: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: الآية183]، {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}؛ لأنك تكسب وتكتسب هذا الترويض للنفس على الصبر والتحمل، فتكون لديك قوة إرادة، قوة عزم، قدرة على الالتزام، قدرة على مواجهة هوى النفس، قدرة على النهوض بالمسؤوليات والأعمال العظيمة، والأعمال المهمة، التي تحتاج إلى الصبر، إلى التحمل، وهي أعمال ذات أهمية كبيرة، قيمة كبيرة، لها نتائج مهمة في واقع الحياة، فهي وسيلة عظيمة، وسيلة تربوية مهمة، لكن الإنسان بحاجة إلى أن يستشعر ذلك، بحاجة إلى أن يستشعر ذلك”.
التقوى والمتقين:
دون أدنى شك، إن أعلام الهدى هم المعنيون برسم معالم طريق التقوى، إذ يبين السيد القائد- في محاضراته الرمضانية – طريق التقوى والمتقين، وتوضيح صفات المتقين، وأثر ذلك في واقع النفوس، وكذلك الأثر الذي يتركه في واقع الحياة بما يؤهل الإنسان المؤمن ليكون ممن يحظى برضوان الله، وفي نفس الوقت مما يؤهلنا كمجتمع مسلم – له أعداء – لأن ننتصر ونحظى بتأييد الله ونصره، وذلك كفيل بأن يجعلنا دائما في حالة استقامة على صراط الله المستقيم حتى نصل إلى يوم الحساب فنحاسب حساب المتقين وحساب المؤمنين الصادقين.
ويركز السيد القائد في حديثه على أن الإيمان إذا وصل إلى القلوب وترسخ فيها فإنه يدفع النفوس إلى التقوى وإلى الطاعة وإلى العمل بما وجه به الله والابتعاد عمّا نهى عنه، ويؤكد أن القرآن الكريم يتحدث عن الجهاد بأكثر من 500 أية أكثر مما تحدث عن الصلاة وعن العبادات الأخرى، وهذا يدل على أن الجهاد هو أعظم صفة من صفات المؤمنين والمتقين، وأن من المواصفات الإيمانية اللازمة التي تثبت مدى الانتماء إلى الإيمان هي الجهاد في سبيل الله، فالقرآن اعتبر الجهاد في سبيل الله شرطاً من شروط الدخول إلى الجنة.