رمضان هل هلاله ، وأطلت أنواره ، وعمت نفحاته الأرجاء ، وتعطرت بمقدمه النفوس ، فأهلا وسهلا بشهر الخير والإحسان والجود و العطاء ، أهلا وسهلا بشهر القرآن ، شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار ، فسلام الله عليك يا شهر الله ، نستقبلك اليوم في رحاب يمن الحكمة والإيمان ونحن ندلف في العام السابع للعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ، ونعاني من جور الحصار المفروض على أبناء شعبنا، برا وبحرا وجوا ، الأمر الذي أسهم في تدهور الأوضاع المعيشية لغالبية اليمنيين الذين يتعرضون لأقذر حرب عالمية وأحقر مؤامرة دولية تمارس على مرأى ومسمع العالم المنافق المرتزق ، الذي أقام الدنيا ولم يقعدها على تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية صوب مدينة مأرب ، وظل وما يزال متفرجا على قتل وحصار وتجويع اليمنيين الذي دخل عامه السابع .
حل شهر رمضان في ظل العدوان والحصار وخيمت الأجواء الروحانية على المناطق اليمنية ، وتسابق اليمنيون على استقبال هذا الشهر الفضيل بذات الروحية الجهادية ، روحية الصبر والصمود والثبات والمواجهة و التحدي ، الفرحة ارتسمت على محيا الكبار والصغار ، المساجد عامرة بذكر الرحمن وتلاوة القرآن ، إقبال على الصلوات ومجالس الذكر وحلقات العلم ، الكل في حالة انتشاء بحلول هذا الضيف العزيز الغالي على القلوب ، حتى المجاهدون في جبهات العزة والكرامة ، شحذوا الهمم ، ودشنوا شهر رمضان بعملية نوعية استهدفت العديد من المواقع والمنشآت السعودية الحساسة ، حيث استهدف سلاح الجو المسير ب 5طائرات قاصف 2k، والقوة الصاروخية بصاروخين نوع بدر 1 العديد من المواقع العسكرية في خميس مشيط وجيزان ، كما استهدف سلاح الجو المسير اليمني مصافي شركة أرامكو بمنطقتي جدة والجبيل ب10طائرات صماد 3في عملية أطلق عليها عملية الثلاثين من شعبان ، في رسالة تأكيد للعدو السعودي ومن معه بأن شهر رمضان بالنسبة لليمنيين في ظل استمرار العدوان والحصار ، هو شهر الجهاد ، شهر عمليات الردع التأديبية النوعية للكيان السعودي ومرتزقته وكل من تحالف معهم .
فاليمنيون، في رمضان لن يخنعوا ولن يكلوا ولن يملوا في الدفاع عن أنفسهم وتحرير وطنهم من دنس الغزاة والمرتزقة ، سيواصلون الثبات في الجهات ، ولن يوقفوا رفدهم لها بالرجال والمال حتى وهم في أحلك الظروف وأكثرها صعوبة وتعقيدا ، ما يزالون على العهد في درب الأحرار من أجل الحرية والانعتاق من براثن العمالة والوصاية والتبعية ، من يقاتل منهم يسطرون أروع الملاحم البطولية ، و يسقون الأعداء كؤوس المنايا اقتداء بالرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي خاض في هذا الشهر الفضيل الكثير من الغزوات والمعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام وفي مقدمتها غزوة بدر الكبرى .
فالله الله في التراحم والتكاتف والتكافل ، الله الله في العناية بالفقراء والمساكين وذوي الحاجة من الأهل والجيران ، الله الله في العناية بأسر الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين في الجبهات ، الله الله في إستغلال أيام وليالي هذا الشهر الفضيل في التقرب إلى الله بالطاعات والعبادات ، والعودة والإنابة إليه ، وطلب رحمته ومغفرته ورضوانه ونصره وتأييده وتمكينه ، الله الله في الدعاء للمجاهدين المرابطين في الثغور الذين يقاتلون بالنيابة عنا جميعا في واحدة من أروع صور البذل والجود والتضحية والفداء .
بالمختصر المفيد، شهر رمضان محطة إيمانية يجب أن نستغلها الاستغلال الأمثل ، هناك من يقضون نهاره في النوم وليله في اللهو واللعب والضياع ، فينقضي رمضان وهم غارقون في البؤس والشقاء والعناء ، ف الله الله في اغتنام هذا الشهر والتزود فيه بما يؤهلنا من دخول باب الريان الذي خصصه الله للصائمين ، ولنا مع هذا الشهر الفضيل وعبر هذه الزاوية اليومية تناولات متعلقة برمضان والمظاهر والسلوكيات السلبية التي يمارسها البعض والتي تجرح صومهم وتحرمهم متعة ولذة وأجر الصيام .
صوماً مقبولاً ، وذنباً مغفوراً ، وعملاً متقبلاً ، وإفطاراً شهياً ، هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .