ما تزال بشاعة جريمة العدوان الأمريكي السعودي بحق طلاب مركز النور للمكفوفين في العاصمة صنعاء ماثلة في الأذهان تكشف السلوك الدنيء والهمجي ومدى الوحشية التي وصل إليها هؤلاء المجرمون الذين وصلوا في طغيانهم وغطرستهم إلى ذروة الشر ليبتكروا جرائم لم يفكر بها حتى الشيطان .
ليلة الاثنين ،الـخامس من يناير 2016م ،كانت ليلة مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وستظل ذكرياتها محفورة في أذهان طلاب مركز النور للمكفوفين المتواجدين في السكن الطلابي الذين يروون لـ “الثورة” ذكرياتهم الأليمة في تلك الليلة:
فكرت بالقفز من النافذة
ما زالت ذكريات تلك الليلة محفورة في أذهان الطلاب المكفوفين الذين كانوا متواجدين في السكن الطلابي أثناء حدوث القصف .. وكيف لهم أن ينسوا تلك الليلة التي كانوا فيها أهدافاً لآلة القتل الأمريكية السعودية الاماراتية .
علي أمين الحسني- أحد الطلاب المكفوفين الذين كانوا متواجدين في مركز النور للمكفوفين لحظة قصفه من قبل طائرات العدوان الأمريكي السعودي- يروي أحداث تلك الليلة بصوت تخنقه العبرة يقول : أكملت مذاكرتي حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً ثم ذهبت إلى النوم وفي حوالي الساعة الواحدة والربع بعد منتصف الليل استيقظت على أصوات الصواريخ ، وقتها ظننت أن القصف كان على وزارة الشؤون الاجتماعية بجانب المركز ، وما هي إلا لحظات حتى سمعت الزجاج يتطاير من حولي، عندها عرفت أن القصف يستهدفنا .. لم أدر وقتها كيف أتصرف فاتجهت إلى الباب لكنني وجدته مغلقاً بفعل الضغط، عندها فكرت بالقفز من النافذة لكن أحد المشرفين قام بفتح الباب وقام بإخراجنا وإنزالنا إلى البوابة ثم تم نقلنا من قبل سكان الحي الذين جاءوا لإنقاذنا إلى جامع الحزيزي .. وأتذكر وقتها ان بعض الطلاب رفض الدخول إلى الجامع خوفاً من ان يقصف الجامع ، وبعض الطلاب ناموا في الشوارع .
كنت أتوقع الموت في أية لحظة
الكفيف محمد سنان الطيبي كان متواجداً في سكن دار النور للمكفوفين لحظة تعرضه للقصف يقول : عندما صحوت من النوم لم أشعر إلا بالزجاج والحطام يتطاير فوقنا ، وصرخات من كانوا بجانبي من المكفوفين تتعالى ، والخوف والرعب يسيطر على المكان خصوصاً بعد أن تأكدنا أن الطائرات تقصفنا .. كنت أتوقع الموت في أية لحظة، لكن بحمدالله أتى المشرفون وقاموا بإخراجنا إلى البوابة بسرعة ومن ثم تم نقلنا بمساعدة أبناء الحي إلى جامع الحزيزي .
أكبر خوف عشته في حياتي
الكفيف بسام محمد بلغيث كان وقتها في الصف الثاني الابتدائي يروي لنا ذكرياته هو الآخر ويقول : عندما كنا نائمين قصف طيران العدوان الأمريكي السعودي السكن فاستيقظت من النوم على صوت الانفجار الذي كان أكبر انفجار سمعته في حياتي ، كان الخوف لدي كبيراً جداً ولم أدر إلى أين اذهب ، وكنت ارتطم ببقية زملائي الذين يخرجون من الغرف المجاورة .. فكان المشرفون يصرخون ويقولون لنا لا تخافوا .. وقاموا بأخذنا وإنزالنا إلى حوش المركز والناس جاءوا لأخذنا إلى جامع الحزيزي .
لم استوعب ما الذي حدث
الكفيف لادن محمد كان هو الآخر وقتها يدرس في الصف السادس الابتدائي يحكي ذكرياته عن الجريمة فيقول : بينما كنت نائماً سمعت صوت انفجار قوياً جداً فصحوت غير مستوعب ما الذي حدث ، كنت أنا وزملائي نصرخ ونبكي ونتدافع نحو الأبواب وبعضنا يصطدم بالجدار من شدة الخوف.. كنا نرتمي بعضنا فوق بعض في الممرات ، وكان الزجاج يتساقط على الأرض وكنا نمشي بدون أحذية وأصيب الكثير بجروح .. عندها كان المشرفون يقومون بنقلنا إلى البوابة وسكان الحي يكملون نقلنا إلى جامع الحزيزي الذي بجوار المركز .