لدينا بنك أهداف واسع في العمق السعودي واستراتيجية الوجع الكبير ستكرِّس معادلات جديدة
وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي يكشف عن فصول مؤامرات الأعداء لتدمير القوات المسلحة
الصواريخ الباليستية والمجنحة والطيران المسيَّر ومنظومات الدفاع الجوي والمنظومات البحرية شكَّلت نقلةً من المعركة الدفاعية إلى الهجومية
الثورة /
أكَّد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي أمس الأول، أنهُ «لا وجه للمقارنة بين ما كان عليه اليمن قبل 6 أعوام وما وصل إليه اليوم».
وأشار العاطفي – في لقاء خاص مع المسيرة – إلى أنَّ «قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي- حفظه الله- وضع الخيارات الاستراتيجية منذ اليوم الأول وتوقع نهاية المواجهة بنصر يستحقه المعتمدون على الله»، مبيِّنًا أنَّ المجاهدين تمكنوا من ابتكار خطط من الفنون العسكرية فاجأت قوى العدوان في أرض الميدان.
وأوضح أنَّه على الرغم ممّا تعرضت له القوات المسلحة من ضربات مفاجئة، اتجهت القيادة لوضع مسارات التعامل مع العدوان وكانت البداية بامتصاص الصدمة والعمل على تقليل الخسائر، لافتًا إلى أنَّه خلال الأعوام الأولى من العدوان أُنجزت مراحل مهمة على صعيد إعادة بناء القوات المسلحة وتحققت إنجازات كبيرة بالتزامن مع الإنجازات في الميدان.
وزير الدفاع قال «تم الإسراع في التوجه نحو إنتاج الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في بداية العدوان، وهذا الأمر شكّل دافعا لإنتاج أسلحة الردع الاستراتيجية».
وأكَّد أنَّ الصواريخ الباليستية والمجنحة ودخول الطيران المُسيَّر على خط المعركة ومنظومات الدفاع الجوي والمنظومات البحرية عوامل شكَّلت نقلةً من المعركة الدفاعية إلى الهجومية.
وأضاف العاطفي «نمتلك اليوم زمام المبادرة ونهدد وننفذ تهديداتنا ولدينا النفس الطويل والقدرة والإمكانيات لتوجيه ضرباتنا إلى أماكن لا يتوقعها العدو».
وشدَّد على أنَّ دول العدوان تمر بأسوأ الأحوال وتبحث عن طريقٍ للخروج من مستنقع اليمن.
وذكر أنَّ قائد الثورة وضع إعادة ترتيب صفوف القوات المسلحة على رأس أولوياته، وبذل جهودًا جبارةً لإعادة تنظيم المؤسسة العسكرية.
وأوضح وزير الدفاع أنَّ القدرات الدفاعية لليمن تعرضت للتآمر والتدمير في مراحل مختلفة من قبل الأمريكيين والسعوديين، بدءًا من تدمير منظومات الدفاع الجوي في عهد النظام السابق.
وتابع أنَّه «في العام 2013م تم استدعاؤنا لجلسة مع لجنة هيكلة المؤسسة العسكرية، وكانت اللجنة أمريكية أردنية وكانوا مُصرّين على النقاش بما يخص مجموعة ألوية الصواريخ التي كنت قائدها»، مشيرًا إلى أن لجنة الهيكلة الأمريكية الأردنية ناقشت- مع قائد ألوية الحرس الجمهوري السابق اللواء علي الجائفي- كافة تفاصيل قدرات ومخازن الألوية.
وأردف: «عقدنا اجتماعًا آخر في شهر أغسطس عام 2013م مع لجنة الهيكلة الأمريكية الأردنية، وحينها ركزوا على مسألة الصواريخ وجهوزيتها».
واعتبر العاطفي أنَّ «ما شاهدناه من فتح معسكرات القوات المسلحة للأجانب والسماح لهم بتدمير أسلحتنا والتدخل بأمور أخرى، أمر يعبر عن غياب سيادة اليمن في عهد النظام السابق».
وبيَّن أنَّه «بعد ثورة 21 سبتمبر أعدنا منظومات الصواريخ إلى جاهزيتها وطورناها وصنعنا صواريخ جديدة بعضها ظهر وبعضها سنكشف عنه في الوقت المناسب»، مؤكدًا أنَّ قائد الثورة يُشرف مباشرةً على ملف الصناعات العسكرية وباهتمامٍ كبير.
وقال «نفخر اليوم بأننا نملك صناعة عسكرية نوعية رغم الحصار الجائر، وأوجدنا من المستحيل إمكانيات باهرة، وقدراتنا تتحدث عن نفسها»، مضيفًا «حققنا الاكتفاء الذاتي في المجال التسليحي الحديث المواكب لمتطلبات الدفاع عن سيادة ووحدة واستقلال اليمن».
وأشار العاطفي إلى أنَّ مسار الصناعات العسكرية كان واحدًا من الخيارات الاستراتيجية التي رسمها قائد الثورة منذ بداية العدوان على اليمن، لافتًا إلى أن عملية تصنيع الأسلحة سارت وفق خطةٍ متدرجةٍ من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى ثم المديات البعيدة وهكذا بالنسبة للقوات الجوية والدفاع الجوي وباقي الوحدات.
وأوضح وزير الدفاع أن قوى العدوان ارتكبت أبشع الجرائم بحق اليمن، وكان واجبًا علينا الرد على هذه الهمجية بما يتناسب معها وفرض الردع مع قوى العدوان، مؤكدًا أنَّ استمرار قوى العدوان في غيِّها يلزم الاستمرار بتأديبها، وبنك أهدافنا في العمق السعودي مليء.
وأضاف وزير الدفاع: «نملك المعلومات والإحداثيات التي توفر لنا فرصة أن نهز كيان العدوان، ولتغضب الرياض وواشنطن ولندن وباريس وتل أبيب، طالما استمروا بالعدوان لن يجدوا غير الرد بالمثل»، لافتًا إلى أنَّ المعتدين يترنحون لكنهم لا يريدون إعلان هزيمتهم، والذي ورطهم في العدوان يبحث لهم عن مخارج للحفاظ على ماء وجههم.
وقال العاطفي إنَّ «مسرح العمليات يمتد لأكثر من 50 جبهة قتالية بدءا من جبهات وراء الحدود وصولا إلى مارب وصحراء الجوف والحديدة وحجة وتعز والضالع والبيضاء وغيرها»، مؤكداً أنهم يعملون بصورة مستمرة على مواكبة طيات المعركة بما يصب في إنجاح المسار الاستراتيجي للقوات المسلحة التي أصبحت تمتلك زمام المبادرة.
وأضاف «عندما تُحقق القوات المسلحة أي انتصار ميداني تضج دول العالم لأسباب مختلفة، منها الخوف على النفط»، مضيفًا أن «مارب محافظة يمنية ويجب أن تتحرر حالها كبقية محافظات الجمهورية اليمنية».
وقال «وضعنا استراتيجيتنا القتالية وفق المواجهة بالنفس الطويل، ولا خيار لنا سوى المواجهة، ونأبى أن ننكسر مهما كانت التضحيات».
وأردف وزير الدفاع قائلاً «خيارات العدوان بدأت تضيق وخياراتنا تتسع، وأمامنا استراتيجية «الوجع الكبير» ونحن على أتم الاستعداد لتنفيذها فور صدور التعليمات من القيادة».