معيّة الله وعصا موسى
محمد فايع
على سنة من المسار والمشروع الثوري للمستضعفين بقيادة نبي الله موسى عليه السلام في مواجهة ظلم وطغيان وعدوان وحصار فرعون وملئه تحرك الشعب اليمني على قلب قيادته القرآنية بمسار ومشروع قرآني ثوري لتحرير بلاده اليمن أرضا وإنسانا من مشروع الوصاية الأمريكي الصهيوني الغربي وأدواته المحلية والإقليمية واستطاع الشعب اليمني بقيادته القرآنية الحكيمة ومشروعه الثوري التحرري أن يسقط كل قواعد وأو كار الوصاية والنفاق والعمالة وأن يخرج أكابر أنظمة الوصاية وعلى رأسها أمريكا أذلاّء من اليمن بكل قواعدهم العسكرية والاستخبارتية من الغزاة والمستكبرين.
على صعيد متصل فيما كانت قيادة المشروع الثوري تقدم مشروعا سياسيا جامعا لكل مكونات وأطياف اليمن يقوم على السّلم والشراكة كانت قوى مشروع الوصاية بقيادة أمريكا وكيانات النفاق وعلى رأسها النظام السعودي في نفس الوقت يعدون تحالفا للعدوان والحصار على الشعب اليمني.في رهان على أنهم سيتمكنون بعدوانهم وبحصارهم الإجرامي من إعادة اليمن وشعبه إلى بيت الوصاية الأمريكية الغربية والعمالة والنفاق الإقليمي والمحلي إلا أن عدوانهم ورهانهم ارتد عليهم بالخيبة والفشل والخسران وعلى مدى ست سنوات كانوا كلما اشتد عدوانهم وحصارهم وكلما أو غلوا في ارتكاب الجرائم البشعة وغير المسبوقة بحق الشعب اليمني وفي تدمير اليمن يسقطون أكثر ويغرقون أكثر في وحل الهزيمة الأخلاقية أمام العالم، كما يبتعدون أكثر عن تحقيق أهدافهم الإجرامية، فيما كان الشعب اليمني بقيادته القرآنية وبقوّته الضاربة وبجبهته الداخلية يزدادون صموداً وتماسكا وقدرة على امتلاك قدرات المواجهة والصمود على مختلف مجالات وساحات المواجهة حتى أصبح اليمن بشعبه وقيادته حديث العالم ببتجربته ومشروعه الثوري وبصموده ومفاجآته المتعاظمة في مواجهة أعتي وأجرم تحالف عدواني وغير المسبوق في تاريخ المنطقة والعالم منذ الحرب العالمية الثانية وهكذا، كلما استمر العدوان والحصار في الفشل والخسران ترتّب عليه تصدعا وتهاوياً وانحساراً لتحالف العدوان حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم من حالة الهزيمة والفشل والخسران على كافة مجالات وساحات المواجهة إذ أصبح التحالف العدواني بكل أنظمته وكياناته هو من يصرخ ومن يتوجع من ضربات الردع للجيش واللجان الشعبية العسكرية الصاروخية والجوية والبرية والبحرية فضلا عن الضربات الأمنية والاستخباراتية الموازية في تعاظم إنجازاتها وعلى المستوى السياسي والإعلامي ارتدت كل حملاتهم الإعلامية وكل مكائدهم وخياناتهم السياسية عليهم وأسهمت في إيصال مشروع ومظلومية الشعب اليمني إلى الرأي العالمي، تماما كالذي صنعته معيّة الله وعصا موسى للمستضعفين في مواجهة فرعون وملئه .
على ذات الصعيد لو عدنا إلى ما قصّهُ الله في كتابه الكريم عن المسار الثوري التحرري الذي حمله نبي الله موسى لإنقاذ شعبه من حال الاستضعاف والظلم والإجرام الفرعوني سنجد بان موسى عليه السلام وشعبه لم يكونوا يمتلكون أدنى الإمكانيات والقدرات التي تمكنهم من مواجهة عدوان فرعون وملئه فعلى مسار المواجهة الإعلامية لتضليل وإفك فرعون وملئه نجد كيف كانت معية الله إلى جانب نبي الله موسى وشعبه وكيف تحولت نتايج كل الإمكانات الإعلامية والتحشيدية إلى ساحة ومنبر للتعريف بموسى عليه السلام وتقديم مشروعه التحرري للرأي العام إذ تحولت عصا موسى عليه السلام التي لا يتعدى دورها من كونها عصا عادية يتوكأ عليها موسى أو يهشّ بها على غنمه إلى سلاح ووسيلة أبطل بها الله سبحانه وتعالى على يد موسى عليه السلام كل الإفك والكيد الفرعوني بشكل نهائي وبمعيّة تلك العصا كان موسى عليه السلام يمتلك سلاحا يعتبر الأقوى وهو سلاح الإيمان والثقة المطلقة بالله والذي لا يمتلكه فرعون وملئه أو أي فرعون و مستكبر وجبار في زمان أو مكان إلى قيام الساعة أيضا .كان خيار نبي الله موسى وشعبه هو خيار المواجهة ضد ظلم وطغيا فرعون وملئه مهما كانت التضحيات وبناء على كل ذلك حظي نبي الله موسى وشعبه بمعيّة الله نصراً إلى درجة أنّ كبار خبراء ورجال فرعون الذين راهن عليهم بإلحاق الهزيمة الأبدية بموسى ومشروعه تحولوا إلى أولياء وأنصار لنبي الله موسى ومشروعه ورسالته إذ أعلنوا كلهم على مرأى ومسمع من الحشد الفرعوني ولائهم لله ولنبيه موسى عليه السلام وكفرهم بفرعون وإفكه وبما اكرههم عليه من السحر وقد قصّ الله تلك الحادثة بشكل مفصل وسجلّها وخلدّها في كتابه الكريم ومما جاء في سورة طه،”قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى”. صدق الله العظيم.
هذا ولم تقتصر وظيفة عصا موسى عليه السلام على كونها كانت وسيلة لإبطال إفك وكيد فرعون وملئه بل تعددّت مهامها وأدوارها فكانت كما حكى الله في القرآن الكريم وسيلة للنجاة لموسى وشعبه إذ شقّ الله بضربتها على يد موسى عليه السلام لموسى وشعبه طريقا يبسا مكنّهم من الإفلات من بطش فرعون وجنوده ومن مصير الغرق في البحر كما ترتب على ذلك هلاك فرعون وملئه وجيشه غرقا في البحر الذي ارتد عليهم بعد وصول موسى وشعبه إلى بر الأمان… وفي ذلك قال الله جل شأنه في سورة #طه “وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى” (79)
أيضا كان من مهام تلك العصا نفسها بأن جعل منها على يد نبي الله موسى وسيلة لتفجير عيون الماء العذب من الصخور الصماء على عدد بيوتات شعب موسى عليه السلام التي هاجرت معه.
بناءً على كل ما سبق من المهم أن نعي بأن كل المهام المتعددة التي تحققت بواسطة تلك العصا ما كانت لتتحقق إلا على يد قيادة ربانية تحمل مشروعا إلهيا كنبي الله موسى عليه السلام، كما من المهم أن نعي أن تلك سنّة إلهيّة مستمرة التحقيق على يد قيادات من السابقين بالخيرات الذين اصطفاهم الله وأورثهم كتابه وهُداه وكلّفهم بمسؤولية هداية وقيادة الأمم والشعوب المستضعفة وتحريرهم من الطواغيت والفراعنة والمستكبرين في كل زمان ومكان وحتى قيام الساعة.
اليوم من يتأمل واقع مواجهة الشعب اليمني في مواجهة تحالف العدوان الأمريكي يجد أن حال الشعب اليمني وقيادته في مواجهة تحالف فراعنة العصر بقيادة أمريكا كحال نبي الله موسى عليه السلام وشعبه في مواجهة عدوان وحصار وإجرام فرعون وملئه فبفعل عدوان وحاصر التحالف الأمريكي السعودي على مدى ست سنوات هاهو الشعب اليمني بقيادته ومشروعه الثوري وبصرخته وبقوته الضاربة وبقضيّته ومظلوميته حديث الدنيا إذ صنع تحالف فراعنة العصر باستمرار حصارهم وعدوانهم للشعب اليمني بقيادته القرآنية ومشروعه ومظلوميته حضورا عالميا.، وكما حمل نبي الله موسى عصاه والتي غير الله بها معادلات وموزين الردع والمواجهة في مواجهة أفك فرعون وطغيانه وعدوانه وحصاره فان معية الله اليوم حاضره مع الشعب اليمني على يد قيادته القرآنية وقوته الضاربة يصنع الانتصارات ويغيّر الموازين والمعادلات وأن في ما يصنعه وتصنع سلاح الجو المسيّر وفي أثر قوّته الصاروخية التي بدأت من الصفر أية من آيات الله التي تشهد بحضور معيّة الله هداية وتمكيناً ونصراً لهذا الشعب على يد قيادته وقوّته الضاربة.
اليوم هاهو الشعب اليمني بما يحققه من انتصارات تتعاظم يوماً بعد يوم في مواجهة تحالف فراعنة العصر يقترب من تحقيق النصر النهائي على مسار الحرية والسيادة معبّداً بدمائه وتضحياته مسار الحرية الحقيقية لشعوب المنطقة وكل الشعوب المستضعفة المتطلعة للتحرر من حاكمية طواغيت وفراعنة العصر والمستكبرين.