تفعيل الجبهة الزراعية للاكتفاء الذاتي مع تمادي دول العدوان في مواصلة الحصار المطبق على أبناء الشعب اليمني للعام السابع على التوالي ومنع دخول نحو 90 % من الواردات والمواد الغذائية والحبوب بأنواعها صمود أسطوري وانتصار تاريخي يحققه اليمنيون أمام الورقة الاقتصادية التي عجز العدوان عن تدميرها، فالمزارعون في مديرية الجبين بمحافظة ريمة توجهوا إلى مزارعهم بعد الاستجابة لتوجيهات القيادة الثورية والسياسية نحو الزراعة والاهتمام بالأراضي والمدرجات الزراعية, حيث شهدت مديرية الجبين تدشين الموسم الشتوي لحصاد الشعير والمحاصيل الأخرى التي تمت زراعتها اعتمادا على مياه الأمطار تعزيزا للاكتفاء الذاتي من تلك المحاصيل..
“الثورة ” ومن خلال نزولها الميداني أجرت مقابلات مع المزارعين حول تفاعلهم وتوجههم الجاد نحو الزراعة وحرصهم على الاستفادة من الأراضي والمدرجات الزراعية في ظل المرحلة الراهنة فكانت الحصيلة ما يلي :الثورة / خالد الجماعي
أولا التقينا المزارع حفظ الله صالح احمد – من أبناء منطقة ذرون بالجبين – وتحدث فقال: نحن اليوم نحصد محاصيل شتوية لنا منها أكثر من عشرين عاماً وبفضل الله تعالى وعندما توجهنا بكل عزيمة وإصرار للزراعة ها نحن اليوم نحصد ثمرة من ثمار الأرض الطيبة.
وأشار المزارع حفظ الله ” نحن اليوم نشكل جبهة زراعية لا تختلف عن الجبهة القتالية في مواجهة العدوان لأننا نسعى الى الاكتفاء الذاتي من خلال تلك المحاصيل ونستفيد منها في ظل المرحلة الراهنة التي نعاني منها جراء العدوان وحربه الاقتصادية على بلادنا.
نستغل مواسم الأمطار
أما المزارع علي حسن إبراهيم – من أبناء منطقة عسوب بالجبين – فقال: أصبح الأمر واجباً، علينا الرجوع إلى مزارعنا للزراعة ويجب أن نستغل مواسم الأمطار في كل فترة لنزرع كما كان آباؤنا وأجدادنا يزرعون كافة المحاصيل.
مبادرات مجتمعية
وأكد المزارع علي حسن: اذا لم يتحرك الناس جميعا للزراعة في كافة الأراضي والمدرجات الزراعية كافة للاستفادة منها فإنهم يعتبرون متخاذلين ويخدمون العدوان في الورقة الاقتصادية التي يستخدمها من خلال مخططاته الإجرامية بحق أبناء الشعب اليمني.. مشيرا في حديثه الى انه لا بد من تكاتف الجميع وعمل مبادرات مجتمعية لاستصلاح الأراضي الزراعية وأضاف: سينعم المواطن من خيرات أرضه كما تشاهدون اليوم كل من زرع أرضه يعود عليه بالفائدة والخير ويأكل مما يزرع.
الاكتفاء الذاتي
بدوره قال المزارع أحمد مجاهد الكردسي – من أبناء الجهة الغربية لعاصمة المحافظة الجبين: المواطن يسعى من خلال تفاعله الجاد نحو الزراعة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل سيما المحاصيل الشتوية التي يتم رفد الأسواق المحلية بها وتعود بالفائدة على المزارع لتخفف من معاناته في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها الوطن..
ولفت إلى أن المزارع في محافظة ريمة لم يجد التعاون من قبل الجهات المعنية لتشجيعه على مواصلة الزراعة بشكل متواصل.. مواصلا حديثه بالقول: ريمة كانت سلة غذائية ومن أراد أن يغترب للبحث عن العمل للحصول على لقمة العيش كان يذهب إلى ريمة لأنها كانت مشهورة بالزراعة في كل المواسم.
الحبوب المحسنة
أما المزارع عبده علي بن علي صالح – من أبناء الجبين – فقد أوضح لنا أن المزارع في ريمة يشكل جبهة زراعية بحسب الإمكانيات المتاحة للانطلاق نحو زراعة كافة المحاصيل، لكنه بحاجة إلى دعم الجهات المعنية للنهوض بواقعه الزراعي الذي يلبي احتياجاته وتطلعاته في ظل المرحلة الراهنة ولا بد من تفاعل تلك الجهات معه من خلال توفير الحبوب المحسنة له والحراثات اليدوية ليتمكن من أن يتوسع في مجال الزراعة أكثر.
وقال المزارع عبده علي: نحن اليوم نحصد حبوب الشعير والحلبة والعدس التي تمت زراعتها بالاعتماد على مياه الأمطار ولو أن المحصول يكون قليلاً جدا لكن العزيمة موجودة، وإذا وجد المواطنون من يساندهم ويوفر لهم الاحتياجات اللازمة التي يستطيعون من خلالها توسيع نشاطهم الزراعي سيكون المحصول اكثر والمعنويات لديهم ستكون عالية وسيتنافس كل المزارعين لزراعة جميع المحاصيل.
ولأن للمرأة دورا أساسيا في مساعدة الرجل وحصاد تلك المحاصيل التقينا المزارعة أم فهد علي التي قالت: تم حصاد محاصيل الشعير والحلبة والعدس التي تمت زراعتها خلال أمطار الموسم الشتوي التي تسهم في تحسين سبل المعيشة لهم.. مشيرة إلى انه لا بد من تكاتف الجهود بالاهتمام بزراعة الأراضي والمدرجات والاستفادة منها.
وأضافت: استمرار العدوان وحربه الاقتصادية على بلادنا منذ ست سنوات أدى إلى تحفيزنا بالحبوب الغذائية والمنتجات والمحاصيل الزراعية المختلفة.
أما المزارعة أم قاسم حيدر فقد اعتبرت أن حصاد محصول الحبوب في منطقتهم لهذا الموسم كان إحدى الوسائل المساعدة في تحسين مصدر الدخل والتخفيف من معاناتهم نتيجة الأوضاع الاقتصادية التي خلفها العدوان وحربه الاقتصادية لتصبح الظروف قاسية عند كل الأسر خاصة الأسر الريفية التي تعتمد على الزراعة.
وطالبت في حديثها الجهات المعنية القيام بدورها في توفير احتياجاتهم من الشتلات الزراعية التي تتناسب مع البيئة الزراعية في المنطقة بما يسهم في النهوض بالجانب الزراعي وزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية بالشكل المطلوب.
قلة الأمطار
وقد اختتمنا زيارتنا بلقاء مع المزارع صالح محمد إبراهيم من أبناء عسوب الذي سألناه عن الكمية التي يستفيد منها المزارع عند حصاده تلك المحاصيل فأجاب: أكبر مزارع رعوي يجني من ستة إلى سبعة أقداح متنوعة الأصناف وهناك من يجني أقل من ذلك..
وبيّن: المزارع بحاجة إلى تعاون من الجهات المعنية ليتمكن من التوسع في زراعة كافة المحاصيل التي يحتاج إليها وتعزز من الاكتفاء الذاتي لديه هو ومن يعول.. مشيرا إلى أن قلة الأمطار في مواسمها هي من أبعدت الناس عن زراعة المدرجات الزراعية التي تعتمد على مياه الأمطار.