قادمون ومتقدمون .. المعنى والمضمون

زيد البعوه

 

المعنى اللغوي لمفردة (قادمون) يعني ماضون قدماً إلى الأمام بإرادة قوية وعزيمة صلبة وحزم وإقدام، أما بالمعنى العسكري الجهادي فهي عبارة عن رسالة تهديد ووعيد وتحذير وإنذار وتصميم وإصرار واستئناف لمرحلة جديدة من الصراع ولكن بطريقة أقوى وأعنف، وتدل على التوجه والنية والعمل في التقدم المستمر لتحقيق الإنجازات وصناعة الانتصارات في إطار المعركة مع العدو، وعندما يضاف إليها قادمون (بعون الله وفضله) وعلى لسان قائد معركة هي الأقوى والأعنف والأشمل في العصر الحديث مضى منها ست سنوات وما تزال قائمة فهذا يعني أن القادم من حيث المعطيات والمستجدات والمفاجآت سوف يكون مختلفاً عن الأعوام الماضية من حيث القوة والعمق والمدى والتأثير، أضف إلى ذلك أنها تعني التأكيد على الصمود والثبات على الموقف وفتح أفق واسع مفعم بالمعنويات العالية والثقة الكبيرة والمنظومات العسكرية الحديثة والمتنوعة، وقادمون بمواقف قوية ومشرفة وليس في قاموسنا الجهادي أي مكان للتراجع والتقهقر إلى الوراء لأننا بمعية الله أقوى من أي وقت مضى.
في كلمته – التي ألقاها في اليوم الوطني للصمود وفي نهاية العام السادس وبداية العام السابع من المعركة الشاملة التي يخوضها الشعب اليمني الصامد في مواجهة دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي – تحدث السيد عبد الملك الحوثي في نهاية الكلمة من موقع القرار والقيادة والقوة النفسية والإيمانية بعد سرد طويل وشرح مفصل لكمٍّ كبير من أحداث المعركة خلال الأعوام الستة المنصرمة التي جمعت بين العدوان والحصار والمعاناة والمظلومية وبين الصمود والإنجازات والانتصارات بعد أن استكمل كل ما لديه من كلام لا يوازيه كلام وفضح العدو وكشف أهدافه ومخططاته، وأشاد وأثنى على مواقف وتضحيات وبطولات الشعب الصامد ونصح وحذر وأكد على عدد من المواقف، بعد هذا كله ابتسم ابتسامة الواثق بنصر الله وقال: تبقّى أن نقول قادمون في العام السابع ولكن هذه المرة وهذا العام بطريقة مختلفة من حيث التعبير الشعوري والنفسي والمحتوى اللفظي قائلاً (قادمون في العام السابع، من موقعٍ متقدمٍ بفضل الله “سبحانه وتعالى”، على مستوى التصنيع العسكري، وعلى مستوى التقدم الميداني، وعلى مستوى الوعي الشعبي، وعلى مستوى الزخم العسكري، وعلى مستوى الإنجاز الأمني، وعلى مستوى الصمود الاقتصادي، وعلى مستوى الثبات السياسي، وعلى مستوى الالتزام بالموقف الإيماني، قادمون، لا متراجعين، ولا يائسين، ولا محبطين، قادمون بإذن الله تعالى، ومتقدمون إلى الأمام، قدماً قدماً لإنجازاتٍ أكبر، وانتصاراتٍ أعظم، ونجاحاتٍ أكثر، وثباتٍ أقوى، بإذن الله -سبحانه وتعالى- كل ذلك بتوكلنا على الله، وبثقتنا به، {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}، وختم كلمته الاستثنائية ومضى في سبيل الله.
ومن خلال ما ورد في كلام السيد القائد في هذه الرسالة العسكرية الجهادية القوية نجد انه من الضروري التدقيق في كل جملة وكل مفردة تضمنتها الرسالة، لأن هذا الكلام هو القول الذي يتبعه الفعل والذي تم تجربة صدقه وحتمية وقوعه وحقيقته وتأثيره وفاعليته، ولأنه كذلك أضاف إلى مفردة قادمون كلمة ومتقدمون، ليس فقط في جانب واحد من جوانب الصراع والمعركة بل على كل المستويات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والمعنوية، وإضافة إلى هذا كله أردف قائلاً قادمون بلا تراجع ولا إحباط ولا يأس ولا وهن قدماً قدماً لتحقيق إنجازات أكبر مما سبق وانتصارات أعظم مما حصل في الماضي وثبات أقوى وأصلب من ثبات الأعوام الستة وكل هذا نابع من التوكل على الله والثقة به، وهذا يكشف حجم الجاهزية القتالية الدفاعية والهجومية ومدى الإعداد والاستعداد لخوض غمار ما تبقى من عمر المعركة مع المعتدين بعنفوان أكبر وعمليات أقوى واستراتيجية أشمل وعزيمة أصلب وإصرار على تحقيق انتصارات وتغيير جذري إيجابي في مختلف المجالات من موقع متقدم بفضل الله.
لم يركز السيد القائد فقط على جانب التصنيع العسكري والأسلحة والمنظومات الجديدة والمتطورة والفتاكة التي دخلت المعركة حديثاً وتم تصنيعها بأياد يمنية، بل تحدث عن بقية الجوانب الأخرى من جوانب الصراع مؤكداً بلسان الحال والعمل والواقع والمضارع المستمر أن أفعال مستقبل المعركة مع العدوان ومرتزقته ستكون قائمة على التقدم والتطور والصعود في سلم الصمود والنجاحات بمواقف وأعمال جهادية عسكرية ميدانية صاروخية باليستية ومسيرّات جوية ومعارك قوية هجومية ودفاعية، إضافة إلى ذلك تنفيذ خطط عملية للارتقاء ببقية المجالات السياسية والأمنية ومواجهة التحديات والتغلب عليها بما يسهم في إصلاح الوضع من الداخل وتعزيز عوامل الصمود وتهيئة الأجواء لما هو أعظم، بحيث يكون العام السابع مختلفاً تماماً عن الأعوام الستة الماضية وفق آلية وتكتيك يضمن بمعية الله تحقيق انتصار حقيقي وعادل وشامل ودائم للشعب الصامد ، هكذا ينبغي التعاطي مع ما قاله السيد القائد في كلمة المرحلة الزمنية الفاصلة بين ستة أعوام مضت وزمن تبقى ستحدده مجريات الأحداث ومستجداتها ومن بيده عاقبة الأمور كلها.

قد يعجبك ايضا