ابتسام أبوطالب: عطاء الأنفس هو أعظم التضحيات وهذا ما جسدته الأم اليمنية
المرأة اليمنية.. دور بطولي جهادي بارز خلال ستة أعوام من الصمود
خلال سنوات العدوان أثبتت المرأة اليمنية أنها أكثر من نصف المجتمع
تتميّز المرأة اليمنية بصفات القيادة في أي دور تقوم به، سواءً داخل المنزل أو خارجه، ولهذا جسدت المرأة اليمنية أروع صور الصمود والعطاء والتضحية، فكانت وما زالت خلف صمود كل جبهة ووقود الجهاد والصمود والتضحية، ومن وحي واقع الصمود والإباء الذي تميّزت به المرأة اليمنية في مواجهة العدوان الأمريكي السعيو صهيوني، حاور المركز الإعلامي للهيئة النسائية مكتب الأمانة الأستاذة (( ابتسام أبو طالب)) مسؤولة وحدة التعبئة في الهيئة النسائية للأمانة عن المرأة اليمنية وجهادها وصمودها خلال ستة أعوام من الصمود، وذلك بمناسبة قدوم الذكرى السادسة للصمود بوجه أكبر حرب إجرامية في العالم, فكان الحوار التالي:
من موقعك كقيادية في الهيئة النسائية نود في البداية أن نعرف ماذا يعني لكن ست سنوات من الصمود وكيف كان صمود الهيئة النسائية لأنصار الله في مواجهة هذا العدوان, خاصة ونحن ندشن العام السابع من الصمود في مواجهة العدوان؟
– حياكم الله ..تعني لي ست سنوات من العدوان الظالم الغاشم على بلادنا، ست سنوات من الحصار.. من الاستهداف للإنسان والأرض والحيوان، لم يكن لها الأثر الذي كانت تنشده دول التحالف الغاشم ولم تصل حتى بمقدار 1 % كنسبة نجاح لتحقيق أهدافهم القذرة، بل على العكس كان نتيجة العدوان الغاشم هذا الصمود الأسطوري الإيماني الواعي الذي أظهره شعبنا اليمني العظيم، والذي كان بتأييد إلهي نتيجة الارتباط القوي بالله وبالقضية .
نود أن تطلعونا على أعمال الهيئة النسائية من جوانبها الأمنية والنظامية والإعلامية والثقافية التوعوية وغيرها، وماذا قدمت من أجل تماسك الجبهة الداخلية خلال تلك الأعوام الستة ؟
– بالنسبة لنا في الهيئة النسائية بالأمانة عملنا كجبهة داخلية تجاهد بكل ثقة بالله وقوة وعزم وثبات، لأننا تحركنا ضمن توجيهات القيادة في كل المجالات، وفي إطار أمة واحدة، أما عن مجالات الهيئة النسائية في الأمانة فهي متعددة وكل قسم في الهيئة انطلق بكل إخلاص من تأمين وتحر للمخططات الدنيئة التي كانت جاهزة للإخلال بالأمن والتفجيرات وغيرها من الأعمال الإجرامية، كذلك في الجانب الثقافي والتوعوي كان العمل مستمرا وبجهود جبارة لتوعية المجتمع بحقيقة هذا العدوان وحقيقة ما نحن عليه من مخطط قذر وتعميقاً للارتباط القوي بالله وتجسيداً للمنهج القرآني، وذلك عن طريق مجالس التوعية والدورات الثقافية وإحياء الفعاليات الدينية والمناسبات الوطنية، والحمد لله كان لها تقدم ونجاح وتوسع بفضل الله وتأييده وإخلاص المجاهدات.
المرأة اليمنية هي الداعمة والرافدة لكل الجبهات معنويا وماديا على مدى 6 سنوات.. حدثونا عن هذا الجانب؟
– المرأة اليمنية أكدت للعالم أجمع أنها كل المجتمع فعلاً كما قال سيدي ومولاي حسين بن بدر الدين الحوثي: “إن المرأة هي كل المجتمع وليست نصفه”، وهــــنا ظهرت المرأة اليمنية وقد آمنت وعرفت وفهمت دورها ومسؤولياتها الحقيقية، فكانت هي الداعمة بالمال والرجال والصمود والتثبيت الحقيقي للرجال وأثبتت أنها هي رمز العطاء المعنوي والمادي, فالقوافل لم تتوقف منذ 6 أعوام فقد جادت المرأة اليمنية بمالها ومجوهراتها ومدخراتها، بل إنها أصبحت تنتج للحصول على الدخل المادي لتنفقه على الجبهات إنه بالفعل عطاء مادي عظيم وأعظم منه عطاء النفس بالولد والزوج والأخ والأب وكانت هي الأم والأب لأسرتها وأولادها وزوجها في جبهات العزة والكرامة، ولهذا يخرج الزوج وهو على ثقة وطمأنينة بأنه ترك أولاده وأسرته في رعاية الله ورعاية زوجته.
كيف استطاعت المرأة اليمنية المجاهدة الثائرة توديع فلذات أكبادها وهم في طريقهم إلى الجبهات وهي تعلم أنهم قد لا يعودون اليها ، واستقبالها لهم بالزغاريد إذا عادوا شهداء؟
– كما قلنا إن أعظم من العطاء المادي هو عطاء الأنفس، فقد برز هذا العطاء عند الأم اليمنية المؤمنة المجاهدة من خلال إعداد فلذة كبدها وتجهيزه ليذهب للجبهات بكل عز وثبات، وبأنه مع الله ومن كان مع الله فهو رابح لا محالة، فإما أن يعود منتصراً لله ودينه وقضيته وقد استجاب لنداء الله سبحانه وتعالى ، وإما أن يعود إليها متوجاً بالشهادة وضيافة الله عز وجل، وهي أعظم النعم، وأذكر لكم موقفا حدث مع أم الشهيد عبدالكريم شرف الدين أحد رفقاء الشهيد الصماد- سلام الله عليهم جميعا- الذي استشهد معه فقد توفي في نفس اليوم شقيقها الأصغر منها سناً حيث أصيب بذبحة حادة انهارت أم الشهيد على أخيها وعندما عاتبها الجميع باستغراب أنتِ لم تنهار باستشهاد فلذة كبدك هكذا؟! فأجابتهم بكل ثبات ابني ذهب مع الله وفي ضيافته وهو حي يرزق، وكنت انتظر استشهاد أولادي الآخرين فكلهم مع الله.. سلام الله على جميع أمهات الشهداء من أعطت الشهيد والاثنين والثلاثة والأربعة ومازالت بكل ثبات وثقة بالله، ونحن نرى نماذج كثيرة من هؤلاء النساء العظيمات المؤمنات من يستقبلن شهـــداءهن بــكل صبر وعزة وثبات وتتوعد العدوان بأنها ستدفع بقية رجالها للتنكيل بهم وبالمرتزقة، وأنها مستعدة هي أيضاً للخروج في وجهه ودحره ولن تتنازل إلا بالقضاء عليه والنصر المؤزر من الله سبحانه وتعالى.
كيف استطاعت المرأة اليمنية ملئ الفراغ الذي أحدثه غياب الرجل والنهوض بالواقع الاقتصادي (الاكتفاء الذاتي)؟
– برغم التضحيات وبرغم الأوجاع وبرغم آلام المرأة اليمنية، ولأنها تعلم أن تلك المعاناة هي في سبيل الله، لذلك اتجهت نحو الجانب الآخر جانب العطاء والنجاح والسعي الحقيقي لرفع مستوى الاقتصاد بكل الطرق وبأقل الإمكانيات، توجهت للاكتفاء الذاتي والتصنيع الغذائي وإنتاج المنتجات المحلية المتعددة، وفتح مشاغل الخياطة وإقامة مشاريع متعددة لدعم الاقتصاد المحلي ولمحاربة الحصار وقد أبدعت وأنتجت وصنعت وعملت من أجل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي لها ولأسرتها ومجتمعها.
المرأة المجاهدة الزينبية أرعبت العدوان من خلال مواقفها القوية سواءً من خلال حضور الوقفات والمسيرات أو مجابهة حركات الشغب النسائية الداعمة للعدوان مثل حركة “الجائعات”، وغيرها.. حدثونا عن هذا الجانب؟
– طبعاً وشيء أكيد أن من ارتبط بالله ارتباطا قويا، ومن اتبع نهجه ونهج أوليائه فإن الله معه، انطلقت المرأة اليمنية بهذه العقيدة القوية فكانت متجسدة في ميدان عملي قوي أرعبت به العالم بحضورها القوي والكبير في كل المسيرات والوقفات المسلحة وغيرها، لأنها انطلقت من التوجيه الإلهي (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل)، وقفت قوية وصامدة لأن قدوتها السيدة زينب، فنهجت سيرتها فتصدت للإرجاف والشغب الهادف زعزعة الأمن وخلق الفوضى لصالح اليهود ومن معهم والذين جندوا له مجموعة من جائعات الكرامة من جائعات الأخلاق جائعات العزة، تصدت لهن النساء المجاهدات العزيزات العظيمات من جاهدنّ بأنفسهنّ وبرجالهنّ وفلذات اكبادهنّ، فهنّ الدرع الواقي من الداخل وهنّ من لم يستطع اليهود غزو فطرتهنّ ومنهجهنّ القرآني، والحمد لله انطفأت كل فتنة دبر لها العدوان واستخدم فيها قاصرات الوعي والبصيرة والمنافقات المرتزقات، وسنظل في استعداد وجهوزية لكل من تسّول لها نفسها الشيطانية أن تقوم بأي عمل يمس بالأمن والاستقرار وسيادة بلدنا وشعبه.
كلمة أخيرة تودين توجيهها لليمنيين وللعالم وللمرأة في الهيئة النسائية؟
– أتوجه لشعبنا اليمني العظيم أن يحمد الله ويسبحه ويثني عليه ليلاً ونهاراً على نعمة الهداية ونعمة القيادة المتمثلة في سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي، وأقول للجميع صمودنا هو نصر عظيم هزمنا به قوى التحالف، صمودنا هو نعمة إلهية, فلنستمر بثبات وصمود وتقدم، وأقول للعالم افتحوا أعينكم وعقولكم واعلموا أن صمودنا هو من جعلنا دولة مصنعة للصواريخ والطائرات المسيرة والقادم أعظم بإذن الله، صمودنا هو قضية أساسية ومستمر حتى تحقيق النصر، وفي الأخير أسأل الله الثبات والسداد والبصيرة والإخلاص لجميع المجاهدين والمجاهدات، وحفظ الله سيدي ومولاي عبدالملك بن بدر الدين الحوثي.
أعد اللقاء/ المركز الإعلامي للهيئة النسائية في الأمانة