وزير الدفاع: “أسلحتنا تُصنع بأيدينا” ومع استمرار العدوان والحصار فإن مرحلة الوجع الكبير قادمة

“توازن الردع” العمليات التي قلبت المعادلة

 

ما أزيح عنه الستار صُنعَ بأيادٍ وخبرات يمنية 100%

كَثُرَ الحديث وكثرت التكهنات في الآونة الأخيرة عن الأسلحة التي يملكها اليمن وعن مصادرها ومدياتها ودقتها وقوتها التدميرية وأثر كل ذلك على سير العمليات وصولاً إلى حسابات تتعلق بتغيرات في معادلة المعركة لصالح اليمن، وهو ما يعد أحد أهم العوامل التي ستُخضع العدو ومرتزقته للجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل وضع نهاية للعدوان, وهنا نستعرض الفكرة وأساس هذه الخلاصة من خلال معرفة مفهوم هذا التوازن الذي يعوَّل عليه في إنهاء العدوان حسب الاستراتيجيات المعوَّل عليها.

الثورة  / جمال الظاهري

الصواريخ سلاح ردع استراتيجي
لقد ركز التحالف ومنذ البداية على فكرة الحرب الخاطفة والسريعة معتمدا على المعطيات المادية التي يملكها وعلى الكم الكبير من المعلومات التي حصل عليها من العملاء المحليين الذين حددوا له مكامن القوة والخطر الذي قد يحبط خططهم في الحسم السريع للحرب، وبناءً على ذلك شن عدواناً همجياً متوحشاً ومفاجئاً استخدم فيه ، خلال ستة أعوام كل عوامل القوة لديه مركزاً على سلاح الصواريخ البالستية والدفاعية والطيران الحربي.
وتشير التقديرات إلى أن التحالف تعمد في البداية تدمير ما تبقى من القوة الدفاعية اليمنية، فشن 200غارة على ألوية ومخازن الصواريخ (البالستية) في جبل عطان والنهدين ونقم في الأيام الأولى للعدوان.
وفي 21 أبريل أعلنت السعودية تدمير الصواريخ البالستية التي في حوزة القوات اليمنية وبدأت الاحتفال بالنصر في حين كان لليمن رأي آخر الأمر الذي أفقد الغشوم نشوته وأجبره على التسكع وطلب العون وإعادة الحسابات من جديد ، ويومها أعلن عن انتهاء عاصفة الحزم وبدء عاصفة الأمل.
وبالعودة إلى ما بدأنا به نستطيع المقاربة وفهم ما جرى وما أخطأ فيه التحالف والمفاجأة التي أوقعته في شر أعماله.
أرادوها حرباً خاطفة وظنوها نزهة ستجلب لهم المجد والسيادة, بدأوها وأعلنوا الانتصار في حين كان اليمن يلملم المبعثر ويفتش عن ذاته ويستجمع قواه، ورغم الصدمة وثقل الخسارة إلا أنه لم يلبث غير قليل ليستجمع قواه ويبدأ المواجهة على كل المستويات والميادين وصولاً إلى ميدان التصنيع الحربي.
ورغم الفارق في العدة والعتاد كان لدائرة التصنيع الحربي رأي مغاير، وها هي تفاجئنا بين الحين والآخر بابتكار جديد ومن نجاح إلى آخر، وها هم أبناء سلاح الصواريخ يؤكدون أنهم في تعاف وتطور وأن سلاح الصواريخ أصبح قادراً على استهداف جميع الأراضي السعودية بدقة عالية, وببالستيات أثبتت تفوقها على أحدث المنظومات الدفاعية للعدو.
لقد أحدث سلاح الصواريخ اليمنية ورديفه من الطيران المسيَّر الفَرْق وأسس لمعادلة ردع استراتيجية جديدة لا يمكن تجاهلها، وبشهادة الخبراء والمتابعين نجح العقل اليمني في قهر المستحيل.
توازن الردع السادسة
في 8 مارس 2021م، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة تنفيذ عملية واسعة في العمق السعودي، مؤكداً تدمير منشآت حيوية وعسكرية, وبحسب البيان، تم استهداف شركة أرامكو في عملية “توازن الردع السادسة”, وأكد المتحدث العميد يحيى سريع إطلاق 14 طائرة مسيَّرة، منها 10 طائرات مسيرة و8 صواريخ بالستية منها صاروخ ذو الفقار استهدفت منشأة أرامكو وأهدافا عسكرية حيوية في عسير وجيزان, وتوعد العميد سريع النظام السعودي بعمليات موجعة ومؤلمة طالما استمرَّ في عُدوانه وحصاره على بلدِنا.
دلالات عملية توازن الردع السّادسة
تُعدّ عملية الردع السادسة التي استخدم فيها 22 من الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة التي قطعت أكثر من 1200 كيلومتر مؤشراً حقيقياً على قدرة صنعاء على شنّ عمليات مماثلة، وبعدد أكبر من الصواريخ البالستية وأسراب من الطائرات المسيَّرة دفعة واحدة، لضرب هدف أو عدة أهداف على امتداد كامل الجغرافيا السعودية ومنطقة الخليج(الفارسي)، كما تُثبت العملية أن صنعاء تملك زمام المبادرة، وتحتفظ بعنصر المفاجأة من حيث اختيار التوقيت، وطبيعة الأهداف المراد ضربها، ونوعية الصواريخ والمسيَّرات المستخدمة مع تحديد مساراتها جواً.
كما تُعطي هذه العملية مؤشراً على القدرة العالية في سرعة الردّ، وبقوة، إذ جاءت العملية بعد ساعات قليلة من قيام تحالف العدوان بشنّ غارات هستيرية على صنعاء وبعض المحافظات.
وشمل ردّ صنعاء ضرب عدد من الأهداف العسكرية والحيوية الحساسة، كمقرّ شركة “أرامكو”، “عصب الاقتصاد السعودي”، في ميناء رأس التنورة النفطي، الذي يعد أكبر ميناء لشحن النفط في العالم، إذ تسبّب ضرب خزانات النفط في الميناء في ارتفاع أسعار النفط العالمية، الأمر الَّذي يدحض الرواية السعودية التي قلَّلت من شأن الضربات وما أحدثته من أضرار جسيمة مباشرة، إلى جانب التداعيات الاقتصادية المستمرة على المملكة.
سياسياً، هذه العملية العسكرية تأتي في إطار تأكيد صنعاء تمسّكها بحقّها المشروع في الردّ على تصعيد تحالف العدوان واستمرار حصاره، وتؤكد استقلالية القرار اليمني عن ملفات الإقليم الأخرى.
كذلك تُشكل إضافة نوعية إلى واقع المعطيات الجديدة التي فرضتها معادلة توازن الردع، ومن شأنها تعزيز المكاسب السياسية، لا سيما تلك المرتبطة بعملية استئناف المفاوضات التي لا تبدو قريبة.
معرض الشهيد القائد
إزاحة الستار عن منظومات صاروخية ومسيَّرات جديدة يندرج تحت نفس العنوان، حيث كشفت دائرة التصنيع العسكري من خلال معرض الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي عن جديد ما أنتجته وحدة التصنيع الحربي من الصواريخ البالستية ومنها المجنحة من طراز كروز، وطائرات مسيَّرة حديثة بعيدة المدى.
ومن خلال المعرض اُزيح الستار عن أحدث الصواريخ البالستية الجديدة طراز “سعير” و“قاصم 2″ و”صاروخ من نوع كروز قدس 2 المجنح”.
وفيما يلي نستعرض الصواريخ البالستية اليمنية والمجنحة الجديدة والمحلية الصنع قصيرة وبعيدة المدى التي عرضت في معرض الشهيد القائد:
-صاروخ “ذو الفقار”، يتصف بأنه صاروخ باليـستي بعيد المدى يعمل بالوقود السائل ، ويتميز بدقته العالية في إصابة الأهداف.
-صاروخ “قاصم”، صاروخ باليـستي متوسط المدى، محلي الصنع، أرض أرض، يعمل بالوقود الصلب، يتميز بنظام التوجيه وبدقته العالية في إصابة الأهداف.
-صاروخ “قدس2?، صاروخ باليستي مجنح بعيد المدى يتميز بدقته العالية في إصابة الأهداف، معدل محلياً.
-صاروخ “نكال”، صاروخ باليستي قصير المدى، محلي الصنع، يعمل بالوقود الصلب ، ويتميز بدقته العالية جداً في إصابة الأهداف.
رسائل غير مشفرة
أولاً: رسالة قوية تؤكد أن لا حصانة ولا اعتبار لأي هدف أو موقع منشأة سعودية لها علاقة بالعمليات العسكرية أمام بالستيات صنعاء وضرباتها، مسيّراتها، إلا بإعلان وقف العدوان والحصار.
ثانياً: لا مصداقية لدعوات السلام أياً كان مصدرها إذا لم ترتبط بخطوات عملية لإيقاف العدوان.
ثالثا: لا أهمية ولا اعتبار لما يسوِّقه النظام السعودي للمجتمع الدولي بأن اليمن يستهدف ما يسميه إمدادات الطاقة العالمية، ما دام تحالفه يمنع دخول إمدادات الطاقة إلى اليمن.
رابعا: لن تقتصر ساحة المعارك على الأرض اليمنية وقد بدأت عمليات نقلها إلى العمق الحيوي للسعودية بوتيرة عالية, وتجليات ذلك تزداد اتضاحا ومنها فشل منظوماتها الدفاعية في إسقاط الصواريخ اليمنية.
خامساً: صواريخنا محلية الصنع وبتكلفة زهيدة مقارنة بكلفة الصواريخ والمنظومات الدفاعية السعودية، كما أن صنعاء تطور قدراتها الصاروخية والمسيَّرة، وتكشف عن أجيال جديدة أكثر قدرة على المراوغة وتجنّب الرصد والاعتراض، الأمر الذي يجبر السعودية على البحث وشراء منظومات دفاعية أخرى بكلفة مالية كبيرة مصحوبة بخسائر عسكرية واقتصادية باهظة، وبالنتيجة فإن هذا جزء من استراتيجية صنعاء لاستنزاف الرياض.
عمليات الردع الخامسة واستهداف الضرع الذي يموِّل العدوان
وزَّع الإعلام الحربي التابع للجيش اليمني واللجان الشعبية مشاهد إطلاق صاروخ ذوالفقار البالستي على العاصمة السعودية الرياض ضمن عملية توازن الردع الخامسة، وفي اليوم التالي 2 مارس 2021م وجهت القوات الصاروخية اليمنية ضربة استراتيجية أخرى للسعودية، ضمن عملية “توازن الردع الخامسة” رداً على تصعيد التحالف السعودي ويومها أكد العميد يحيى سريع أنه تم استهدف العمق السعودي بصاروخ بالستي و15 مسيَّرة هجومية، موضحا أن الصاروخ من طراز ذوالفقار والمسيَّرات من طرازي صماد وقاصف، كاشفاً عن أن الضربات أصابت أهدافها في مواقع حساسة بالرياض ومحافظتي أبها وخميس مشيط.
وضمن عملية الردع الخامسة بتاربخ 14 مايو 2019م، هاجمت سبع طائرات درون يمنية خط أنابيب شرق-غرب، وثلاث محطات لتخزين وضخ تابعة لأرامكو في الرياض والدوادمي وعفيف.
وفي 14 سبتمبر 2019م، قام سرب من المسيّرات بقصف محطتي معالجة النفط في بقيق وخريص في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، في عملية وصفها المتحدث العسكري للقوات المسلحة اليمنية بأنها “ضربت الضرع” الذي يغذي العدوان السعودي على اليمن ويومها اعترفت السعودية بالهجمات وأنها أصابت منشآت شركة أرامكو.
هذه العملية تعتبر الأشهر والأكثر حضوراً على المستوى العالمي وأخذت أبعاداً استراتيجية وصلت حد الإنذار باندلاع صراع إقليمي كذلك أدخلت السوق العالمية في أزمة طاقة.
كذلك في 29 يناير 2020م أعلن المتحدث العسكري استهداف منشآت تابعة لشركة أرامكو السعودية في جيزان المطلة على البحر الأحمر، ردّاً على تصعيد العدوان الضربات الجوية.
ولم يحدّد المتحدث العسكري يحيى سريع تاريخ الهجوم، وقال، – في البيان – استهدفت أيضاً منشآت سعودية غير مرتبطة بقطاع الطاقة في المناطق الحدوديه ويومها عرضت صنعاء وقف الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيَّرة مقابل وقف التحالف ضرباته الجوية على اليمن.
عملية الردع الرابعة
شهدت هذه المرحلة التأسيس لمرحلة ردع مختلفة، حيث كان عنوانها استهداف رمز قوة النظام السعودي الأكثر تحصينا “وزارة الدفاع ومقر الاستخبارات” في عاصمته الرياض، بعد أن كانت عمليات توازن الرعب الثلاث السابقة مقتصرة على أهداف نفطية واقتصادية شرق وغرب المملكة.
ومع استمرار السعودية وحلفائها في عدوانهم وحصارهم على اليمن أعلن ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع الثلاثاء 23 يونيو 2020م تنفيذ العملية الهجومية الأكبر على عاصمة العدو السعودي “توازن الردعِ الرابعة” بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيَّرة الهجومية، مستهدفة بصواريخ قدس وذو الفقار وطائرات صماد3 المسيَّرة مواقع ومقرات عسكرية وسيادية أكثر تحصينا ومتباعدة في نطاقها الجغرافي، منها وزارة الدفاع السعودية ومقر الاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية في العاصمة الرياض المليئة بالخبراء والجنود الأمريكيين، بالإضافة إلى أهداف عسكرية في نجران وجيزان، وقد استمرت العملية ساعات طويلة.
توازن الردع الرابعة تنذر بما هو أشد
ووفقاً لما أكده رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، ناصحاً “تحالف العدوان بأن يتعاطى بجدية معنا، وهو ما أكدته القوات المسلحة في بيانها موضحة أنها “ستنفذ المزيد من العمليات العسكرية الأشد والأقوى حتى رفع الحصار ووقف العدوان وتحقيق الحرية والاستقلال.
في هذه المرحلة بدأت القوات الصاروخية تنفيذ التهديدات السابقة، ونذكر أنه مع الذكرى الخامسة لبدء العدوان- الذي أعلن من واشنطن في مارس 2015م – كشف العميد سريع استراتيجية القوات المسلحة في ضرب عمق دول العدوان إن هي لم تنصع لمبادرة السلام التي أطلقها الرئيس المشاط، مؤكدا أن هذه الاستراتيجية تشمل “توسيع بنك أهداف قواتنا ليشمل مراكز حيوية وحساسة على طول وعرض جغرافيا دول العدوان وأن بنك أهداف قواتنا ينقسم إلى ثلاثة مستويات، بحسب الأهمية”.
واكتفى سريع حينها بالحديث عن المستوى الأول الذي “يتضمن 9 أهداف بالغة الأهمية منها ستة أهداف في السعودية وثلاثة في الإمارات”، مؤكدا أن “الاستمرار في استهداف شعبنا وبلدنا يعني استمرار قواتنا في الرد المشروع والمناسب وذلك بضربات موجعة على ما تختاره القيادة من المستويات الثلاثة لبنك الأهداف”، موضحا أن “القدرة الهجومية لسلاح الجو المسيَّر تضاعفت بنسبة 400 % عما كانت عليه في العام السابق”.
وحينها اعتبر المراقبون العملية بداية تؤسس وتفرض معادلة جديدة مفادها أنه لا مكان آمناً على امتداد الجغرافيا السعودية، فاليمن يمتلك القدرة على ضرب أهداف كثيرة ومتنوعة حتى تلك الأكثر تحصينا والخاضعة للحماية الأمريكية المباشرة، وأن ضربات “الوجع الكبير” التي توعدهم بها قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ستكون أشد إن هي لم تنصع لمبادرة صنعاء للسلام ولرؤية الحل الشامل العادل في اليمن.
توازن الردع الثالثة وهجمات ينبع 2020م
في 21 فبراير 2020م أعلن بيان للقوات المسلحة أن عملية توازن الردع الثالثة استهدفت شركة أرامكو وأهدافاً حساسة أخرى في ينبع وأصابت أهدافها بدقة.. وقال البيان “عملية توازن الردع الثالثة نُفذت بـ12 طائرة مسيَّرة من نوع صماد-3 وصاروخين من نوع قدس 1 المجنح، وصاروخ ذو الفقار البالستي بعيد المدى”.
وتابع البيان “عملية توزان الردع الثالثة رد طبيعي ومشروع على جرائم العدوان والتي كان آخرها جريمة الجوف”.
عملية الردع الثانية
البداية كانت فجر الرابع عشر من سبتمبر 2019م بعملية الردع الثانية الشهيرة التي استهدفت مصافي آرامكو في بقيق وخريص في أقصى شرق السعودية، بصاروخ مجنح (كروز) وعشر طائرات مسيَّرة وتوقف حينها نصف إنتاج النفط السعودي دفعة واحدة، وبعد أيام على العملية ومن موقع القوة أطلق الرئيس مهدي المشاط مبادرة للسلام يتم بموجبها وقف استهداف العمق السعودي بالصواريخ والمسيَّرات على أن توقف السعودية عدوانها وحصارها.

قد يعجبك ايضا