وحشية مفرطة على مرأى ومسمع العالم المادي.. 6 سنوات من حرب العدوان على أطفال اليمن

 

سقوط 7732 طفلاً بين شهيد وجريح بسبب الغارات الجوية
سقوط 7732 طفلاً بين شهيد وجريح بسبب الغارات الجوية
100 ألف طفل يمني يموتون سنوياً بسبب العدوان والحصار
العدوان ينتهك كافة حقوق أطفال اليمن في ظل صمت أممي مخجل

مرت ست سنوات من العدوان السعودي الأمريكي الغاشم الذي أزهق أرواح آلاف الأطفال وسرق أجمل سنوات عمرهم وترك بداخلهم آثاراً نفسية وجسدية ومعنوية وصحية لن يتجاوزوها بسهولة.
يعيش أطفال اليمن مأساة تعجز كل التقارير والكتابات والتنديدات عن وصفها، جرائم قتل وتدمير وتشويه ونزوح وفقدان أهل، حولّتهم إلى ضحايا وهم في عمر الزهور.. في هذا التقرير نستعرض بعض مجازر العدوان التي كان لها الأثر الكبير في قتل الطفولة:

الثورة / أمل الجندي

على مدى ست سنوات من العدوان والحصار وأطفال اليمن يعيشون أسوأ الظروف في ظل صمت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية والإنسانية، الأمر الذي شجَّع قادة العدوان على التمادي في انتهاك حقوق الأطفال من خلال قتلهم وتشويههم وحرمانهم من الغذاء والدواء وانتشار الأمراض والأوبئة والملاريا والكوليرا والإسهالات المائية الحادة.
كل القوانين والاتفاقيات الدولية التي تنص على ضرورة حماية الأطفال ورعاية حقوقهم توارت في هذا العدوان السافر وأصبح الطفل اليمني يعيش واقعاً مأساوياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
ووفقا لوزارة الصحة، فإن “أكثر من 7732 طفلًا سقطوا بين شهيد وجريح بسبب صواريخ العدوان، وما يقارب 2.5 مليون طفل دون الخامسة أصيبوا بسوء التغذية بسبب الحصار السعودي الأمريكي الغاشم ” المفروض برا وبحرا وجوا على اليمن.
وأكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل أن تحالف العدوان جرّع أطفال اليمن خلال ست سنوات من العدوان مرارة الحياة، فلم يتذوقوا فيها سوى القتل والدمار والتشريد والجوع والمرض والحرمان من أبسط حقوقهم وهو الحق في الحياة.
وأشار الدكتور المتوكل إلى أن العدوان لم يقتصر على الاستهداف المباشر للمرافق الصحية المخصصة للأطفال والتي لم يسلم منها حتى الأجنَّة، بل امتد للاستهداف غير المباشر بمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بأمراض الطفولة، ما نتج عن ذلك ظهور أمراض فتكت بحياة الأطفال ومنها سوء التغذية وحمى الضنك وغيرها.
ولفت وزير الصحة إلى أن 100 ألف طفل يموتون سنوياً بسبب العدوان والأمراض والأوبئة ومنها سوء التغذية وعدم وجود الأدوية المنقذة لحياتهم بسبب الحصار.
ونوه إلى أن هناك عشرات الآلاف من الأطفال مصابون بأمراض مزمنّة عجز أهاليهم عن السفر بهم للعلاج في الخارج بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي منذ 8 أغسطس2016م، حيث توفي منهم الآلاف، أمام مرأى ومسمع الأمم المتحدة.

معاناة أطفال اليمن
من جانبه أكد مدير إدارة الإعلام والتثقيف الصحي بوزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري أن الطفولة في اليمن تشهد أكبر مأساة جراء استمرار العدوان والحصار، وقال إن 86 % من الأطفال دون سن الخامسة، يعانون أحد أنواع فقر الدم، و46 % من الأطفال يعانون من التقزم، وهناك 80 ألف طفل مصابون باضطرابات نفسية بسبب أصوات الطائرات وانفجارات الصواريخ.
وأشار إلى أن ستة مواليد يموتون كل ساعتين بسبب تدهور خدمات الرعاية الصحية و65 طفلاً دون الخامسة من أصل ألف طفل يموتون بسبب الإصابة بنوع من أنواع الأمراض.. مبيناً أن 320 ألف مريض عجزوا عن تلقي العلاج في الخارج بسبب إغلاق مطار صنعاء، توفي منهم حوالي 42 ألف مريض، وتبلغ نسبة الأطفال منهم 30 %.
ولفت إلى أن 12 مليون طفل -أي كل أطفال اليمن- يحتاجون لمساعدة إنسانية وصحية وأن 51 % من المنشآت الصحية معطلة جزئياً أو كلياً بسبب العدوان والحصار، ما أثر بشكل مباشر على تقديم الرعاية للأطفال.
وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة فإن هناك نحو 12.2 مليون طفل باليمن بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، وأكثر من خمسة ملايين طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، ونحو 1.71 مليون طفل نازح، وأكثر من مليوني طفل خارج المدارس، فضلا عن موت الأطفال جراء انعدام اللقاحات.

منظمات دولية لم تشمل أطفال اليمن
وفيما يلي نستعرض ما تضمنه إعلان جنيف لحقوق الطفل الصادر عام 1924م:
أ – يجب أن يتمتع الطفل بجميع الوسائل اللازمة والضرورية كي ينعم بنمو عقلي وجسماني سليم.
ب‌ – ضرورة توفير الغذاء، والعلاج، والعناية الملائمة للطفل المتخلف، لإعادة تأهيل الحدث، وتوفير المأوى للأيتام والأطفال المشردين.
ج – يجب أن تكون للطفل الأولوية في الإسعاف والإنقاذ في أوقات الحروب والكوارث.
د – حماية الطفل من جميع صور سوء الاستغلال والمعاملة السيئة.
هـ – وجوب تربية الطفل على ضرورة الاستفادة من مواهبه وقدراته في خدمة البشرية.
أما إعلان هيئة الأمم المتحدة حول حقوق الطفل لعام 1959م، فقد تضمن عشرة مبادئ هي:
1 – حق جميع الأطفال في التمتع بالحقوق دون أي تمييز.
2 – وجوب توفير الحماية القانونية للطفل لينشأ نشأة طبيعية.
3 – حق الطفل في أن يكون له اسم وجنسية.
4 – حق الطفل في الأمن الاجتماعي والتغذية والرعاية الصحية.
5 – توفير العلاج والرعاية للأطفال المعوقين.
6 – حق الطفل في الرعاية العائلية والمعونة الكافية للأطفال المحرومين.
7 – حق الطفل في التعليم الإجباري المجاني.
8 – حق الطفل في الحماية والإغاثة من الكوارث.
9 – حق الطفل في الحماية القانونية من القسوة والاستغلال.
10 – حق الطفل في الحماية من التمييز بجميع صوره.
كل تلك الحقوق لم تشمل أطفال اليمن بتاتا: فلا المنظمات الحقوقية والإنسانية ولا الأمم المتحدة ولا المجتمع الدولي عملوا على بناء حق واحد من تلك الحقوق والدليل على ذلك إخراج تحالف العدوان السعودي الأمريكي من القائمة السوداء لمرتكبي الجرائم بحق أطفال اليمن، وهذا القرار الذي شطبه أمين عام المنظمة الدولية غوتيريش أثار جدلاً واسعاً، بل وأعطى الضوء الأخضر للعدوان لارتكاب أبشع الجرائم بحق الأطفال في اليمن طيلة الست السنوات الماضية.
وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قد ندَّدت في بيان بـ»مستوى جديد من العار» بعد حذف التحالف من القائمة، وصرح مسؤول المنظمة جو بيكر قائلاً إن القرار يتجاهل «الأدلة المقدمة من الأمم المتحدة نفسها حول تواصل الانتهاكات الخطيرة بحق الأطفال» في اليمن.

دراسات
وتشير تقارير ودراسات إلى أن الأطفال الذين تعرضوا لانتهاكات الحرب بشكل مباشر من خلال قصف منازلهم أو قتل ذويهم وغيرها، غالباً ما يُكثر لديهم ميل شديد للعنف وتغير عام في المزاج وفقدان الشهية، والشعور بعدم الاستقرار.
وتؤكد الدراسات حدوث اضطرابات لدى الأطفال في النوم والتبول اللا إرادي والقلق والكآبة والحزن والخوف، وعدم المبادرة والتردد، وتشتت الذهن وضعف الذاكرة والتذكر خاصة تلك الأمور المتعلقة بالتعليم والمدرسة.
كما تؤكد الدراسات حاجة الأطفال للدعم والمساندة النفسية لتخطي تلك المشكلات والعيش بسلام.

مجلس الأمن وسكوته المخزي
أما بخصوص مجلس الأمن المحكوم بالفيتو الأمريكي، فغالبا ما تصله تقارير عن جرائم العدوان عبر عدد من المنظمات التي تحظى بالرعاية والدعم الأمريكي، فإحدى المنظمات اليمنية تم ترتيب حضورها جلسة لمجلس الأمن حيث كان المطلوب منها التأثير على المجلس بالحديث عن أن كل الأطراف متساوية في ارتكاب الجرائم، الضحية والجلاد اليمن وتحالف العدوان، وكان ذلك للأسف في خضم تفاعل الكثير من دول العالم ومطالبتها بإيقاف العدوان.
أما محكمة الجنايات الدولية، فاليمن ليست عضوا فيها ولم تصادق على نظام روما الأساسي، وبالتالي لا يمكن للمحكمة تحريك الدعوى بناءً على التقارير التي تصل إليها بخصوص العدوان على اليمن، والوسيلة الوحيدة لتحريك الدعوى للنظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة التي يرتكبها العدوان في اليمن، تتمثل في قيام مجلس الأمن بتبني قرار جماعي من الدول الدائمة العضوية بإحالة ملف تلك الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية.
وعن قيام الأمم المتحدة باستبعاد السعودية من القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، يؤكد إسماعيل المتوكل -رئيس المركز اليمني لحقوق الإنسان أن ذلك يعد تتويجا للدور السلبي لأجهزة الأمم المتحدة ومكاتبها العاملة في اليمن، والتي بدت عاجزة تماما عن القيام بأي دور ملموس لحماية الأطفال إزاء ما يتعرضون له من أفعال وممارسات دول التحالف،والأسوأ من ذلك عدم قيامها بأبسط الإجراءات التي تندرج في إطار أدبيات الأمم المتحدة والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأطفال ووسائل حمايتهم والحد من ارتكاب الجرائم بحقهم.

إحصائيات
كما أطلق المركز اليمني لحقوق الإنسان تقريره الأخير في نهاية 2020م، والذي رصد فيه جرائم تحالف العدوان بحق أطفال اليمن منذُ 2015م حتى 2020م.
وأكد تقرير المركز أن عدد الأطفال المستهدفين من قبل تحالف العدوان الغاشم وصل إلى نحو 7200 طفل ما بين شهيد وجريح، حيث بلغ عدد الشهداء من الأطفال بالهجمات الجوية 3468 طفلا والجرحى 3804 أطفال، وبذلك فإن 91 % من إجمالي ضحايا الأطفال كان بسبب الهجمات الجوية لطيران تحالف العدوان.
ووفقا لتقرير المركز فإن أكثر من 5.5 مليون طفل معرضون لخطر أمراض الطفولة مع تدني تقديم خدمات الرعاية الصحية والتغذية.

قد يعجبك ايضا