تحصَّنوا بالهوية الإيمانية لمواجهة حملات تضليل ممنهجة وحرب إعلامية ناعمة ومحاولات مكثفة للاستقطاب والاختراق

شباب اليمن يتصدَّون للفتن ويكبِّدون العدوان أغلى ثمن

شباب اليمن يتصدَّون للفتن ويكبِّدون العدوان أغلى ثمن
قائد الثورة: العدو سعى لإفساد الشباب والسيطرة عليهم وضرب روحهم المعنوية
مليار دولار خسائر البنية التحتية لقطاع الشباب .. واغتيال الوزير حسن زيد كشف قبح العدوان
جيل الحاضر واجه حملات التضليل والشائعات بحالة من الوعي والإدراك إزاء مخططات العدو
قادة المستقبل خاضوا معركة مفصلية دفاعاً عن هويتهم .. واستعصت الجبهة الداخلية على الاختراق بفضل سلاح الإيمان
الشباب ذادوا عن حياض الوطن وداسوا بأقدامهم عربات البترودولار
أبواق العدوان سعت لخلق حالة من التشويش والإرباك وتغرير الشباب لكنها اصطدمت بجدار صلب تحطمت عليه كل المؤامرات

يُكمل الشعب اليمني ستة أعوام من الصمود في وجه العدوان الكوني الغاشم ، ويستقبل عاماً سابعاً لمقارعة الطغاة والمستكبرين بالتوكل على الله والاعتماد عليه ضد قوى الشر العالمي التي فشلت رهاناتها في كسر إرادة اليمنيين وتلاشت مساعيها في فرض وصايتها على هذه المساحة الجغرافية النابضة بالإيمان والحكمة.
لقد أثبتت السنوات الست الماضية أن قوة الإيمان بالله وعدالة قضية الشعب اليمني ومظلوميته أقوى من الارتهان للخارج والاعتماد على الأسلحة الأمريكية المتطورة التي تحطمت أمام بسالة وعنفوان المقاتل اليمني الذي ذاد عن الدين والحمى وسطر أنصع البطولات في ميادين العزة والشرف مجاهداً في سبيل الله لنصرة الحق ودحر الباطل وحزبه.
وكان شباب الوطن في طليعة المجاهدين الذين حملوا لواء الحق وتصدروا طلائع المقاومين ضد محور الشر العالمي، متسلحين بروح الإيمان المتجسد في هويتهم الإيمانية الصادقة فانطلقوا إلى ميادين العزة والشرف لمقارعة حزب الشيطان المتمثل برأس الشر العالمي أمريكا وإسرائيل وأدواتهما في المنطقة السعودية والإمارات ومن خلفهما المرتزقة الأكثر خساسة في التاريخ والذين باعوا أوطانهم بثمن بخس وساعدوا الأعداء ليجدوا لهم موطئ قدم على التراب اليمني.
وعلى مدى ستة أعوام من العدوان الغاشم الذي تقوده جارة السوء السعودية ، كان الشباب وما زالوا يشكلون إيقونة التحدي وعنوان الصمود والاستبسال أمام آلة القتل والتدمير التي طالت كل ساكن ومتحرك على الأرض اليمنية التي تخضبت بالدم الطاهر الذي تحول إلى حبر يحكي قصة شعب أسطوري تفوق على قوى الكبر والغطرسة.
الثورة / خالد النواري

جيل الحاضر وقادة المستقبل كانوا عند مستوى التحدي والاستشعار بحجم المسؤولية حينما حملوا على عاتقهم مهام الذود عن حياض الوطن فافترشوا الأرض والتحفوا السماء واتخذوا من الثكنات والثغور مسكناً لهم للتصدي لمخططات العدوان وتلقينه دروساً في التضحية والفداء.
وكونهم الشريحة الأكبر حجما والأكثر سواداً في المجتمع فقد تسابقوا في مختلف ميادين الصمود سياسياً وعسكرياً وثقافياً ورياضياً واجتماعياً فتنوعت أنشطتهم التي صبت في مجملها ببوتقة واحدة عنوانها الالتفاف حول اليمن الواحد الذي تكالبت عليه قوى العدوان محاولة النيل من وحدته واستقراره.
وفي ظل الإدراك والوعي بحجم المؤامرة التي أحيكت تحت جنح الظلام ومآلات العدوان الممنهج للوطن ومقدراته ، انبرى شباب الوطن ليشكلوا ملحمة وطنية للوقوف أمام هذه الهجمة البربرية الشرسة والتسابق في ميادين الجهاد والعلم والثقافة والرياضة للتأكيد على صوابية القضية وبطلان مشروع العدوان وأعوانه ومرتزقته.
وكان لسان حال أبناء الشعب وفي مقدمتهم الشباب والرياضيون (لن ترى الدنيا على أرضي وصيا) ولن يسمح من وصفوا بشعب الايمان والحكمة بتنفيذ مآرب قوى العدوان وأجندتهم المشبوهة التي تهدف إلى إركاع شعبنا العظيم ، وسيظل اليمن قوياً وموحدا وعصياً أمام كل المحاولات التي تستهدف أمنه واستقراره.

الشباب محور الصراع
ونظراً لأهمية القطاع الشبابي فلم تغفل قوى العدوان هذه النقطة حيث شكل هذا القطاع محور صراع كبيراً على مدى سنوات العدوان في محاولة لاستمالته عبر مختلف الأساليب والطرق والسعي للتأثير على القناعات الراسخة لدى الشباب تجاه العدوان ومخططاته الرامية إلى تدمير مقدرات الوطن واستهداف بنيته التحتية ومحاولة فرض الوصاية الخارجية عليه حتى يكون حديقة خلفية لبعض الدول التي ارتمت في أحضان العمالة لقوى الاستكبار العالمي وتسعى لتنفيذ مخططاتها في المنطقة.

حرب ناعمة
ومنذ الوهلة الأولى سعى العدوان لشن حملات تضليلية تهدف إلى حرف مسار بوصلة الأحداث في إطار حرب ناعمة تستهدف عقول الشباب من أجل التأثير عليهم وتغيير قناعاتهم وتصوير ما يجري بأنه يأتي في إطار إعادة ما يسمى بحكومة المرتزقة والتهيئة لمصطلحات القبول بالآخر وصولاً إلى تقبل أفكار التطبيع والخنوع التي تكشفت مع الأيام ضمن المشروع الكبير الذي تقوده أمريكا في المنطقة.

استهداف ممنهج
كما دأبت قوى العدوان على تنظيم حملات ممنهجة من بث الشائعات والأخبار الزائفة والمضللة ، التي تستهدف خلط الأوراق وإرباك العقول بما يضمن تحييد الشباب كونه يشكل السواد الأعظم في المجتمع والجيل الذي يعول عليه في الدفاع عن أمته ووطنه.
ووظفت دول العدوان إمكانات هائلة في أدواتها الإعلامية والثقافية لمخاطبة شباب والوطن ومحاولة إغرائهم للالتحاق بصفوف المرتزقة الذين جندتهم في المدن اليمنية الواقعة تحت سيطرة دول العدوان لاستمالة شباب الوطن وتجنيدهم في مختلف المجالات مقابل مبالغ مالية.
مخططات الاستقطاب قوبلت بحملة مضادة من قبل القطاع الشبابي الذي كانت له المبادرة في كشف مساعي العدوان والتوعية المجتمعية بمخاطر الاستقطاب إلى معسكرات العدوان والالتحاق بصفوف المرتزقة الذين باعوا وطنهم مقابل حفنة من المال المدنس بالعمالة والخزي والعار متخلين عن قيم الدين والأخلاق والمبادئ والإنسانية.
وشكلت الجرائم المروعة التي ترتكبها قوى العدوان أدلة دامغة رسخت قناعات الشباب بعدم الاستجابة لخطاب العدو الزائف وإغراءاته وعدم تقبل كل محاولات التضليل التي شنها عبر منابره الإعلامية المختلفة على مدار سنوات العدوان والتي كانت بمثابة حملات موجهة تهدف إلى تحييد هذا القطاع عن القيام بدوره الحيوي تجاه أمته ووطنه.

محاولات اختراق
وحينما فشل العدوان في التأثير على قناعات شباب الوطن واستمالتهم لمصلحته حاول اختراق القطاع الشبابي سياسيا وثقافياً واجتماعياً وحاول العزف على الوتر المناطقي والمذهبي لكن تلك المساعي قوبلت بجدار صلب وحالة من الذهنية العالية وجسد أبناء الوطن وفي طليعتهم الشباب حالة من التماسك المجتمعي والاصطفاف الوطني وشكلوا جداراً صلباً تحطمت عليه كل مخططات العدوان الرامية لاستهداف الجبهة الداخلية التي بدت عصية أمام كل تلك المساعي الخبيثة.

معركة الهوية
وعلى التوازي مع المعركة العسكرية في الجبهات ، كانت هناك معركة أخرى يخوضها أبناء الوطن وفي طليعتهم الشباب الذي واجه حملة شرسة استهدفت حرف بوصلة الاهتمام بالقضايا الرئيسية والتصدي للعدوان وخطط الاحتلال والتمزيق ، كما كان هناك صراع مفصلي حول قضية الهوية الإيمانية ومحاولة قوى العدوان مسخ هذه الهوية لإبعاد الشباب عن قضايا أمتهم ووطنهم حتى يسهل للعدو اختراق الجبهة الداخلية وتجنيد مرتزقة وعملاء لها تمهيداً لفرض مخططات الأعداء الرامية للاحتلال ونشر الفوضى.
وبالتوكل على الله وفي ظل القيادة الثورية والسياسية وفي إطار اللحاق بركب المسيرة القرآنية ، كان الشباب بعون الله عند مستوى المعركة الثقافية متسلحا بالعلم والمعرفة واليقين الراسخ وبالهوية الإيمانية التي منحتهم حصانة أمام كل مخططات العدو ، وجعلتهم يمتلكون زمام المبادرة منطلقين إلى مختلف الجبهات العسكرية والسياسية والثقافية والإعلامية لمقارعة قوى الشر والباطل وتأكيد عدالة القضية اليمنية ودحض مزاعم العدوان الذي شن حرباً ظالمة على الشعب اليمني تحت مسميات زائفة.

تحذيرات قائد الثورة
ويأتي في هذا السياق الاستهداف الشامل للقطاع الشبابي الذي دأبت عليه قوى العدوان الأمريكي على بلادنا ، والذي تطرق إليه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمته الأخير بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد ، مشيراً إلى المساعي الأمريكية للسيطرة على التعليم؛ بهدف السيطرة الثقافية والفكرية، واحتلال العقول والقلوب، والسيطرة على التوجهات ، والسعي لنشر الفساد الأخلاقي والرذيلة؛ بهدف ضرب الروح المعنوية والأخلاق، وتمييع وإفساد الشباب والسيطرة عليهم، وتدمير النسيج الاجتماعي الذي بنيته الأساسية هي الأسرة ، وعملوا على الترويج للتبرج والسفور، والاختلاط الفوضوي، والعلاقات المحرمة ، وروَّجوا لذلك بعناوين مخادعة، مثل عنوان (الحرية).
وأوضح قائد الثورة أن الهدف من نشر الفساد ضرب الإنسان في هذا البلد وفي الأمة بشكلٍ عام، ليتحول إلى إنسان رذيل، تافه، مجرم، يفقد الروح المعنوية والأخلاق والقيم الفطرية والإنسانية، يفقد العفة، والطهارة، والشرف، والغيرة، والحمية، والكرامة، والإنسانية، يتحول إلى إنسان مريض نفسياً، موبوء أخلاقياً، يتحول إلى إنسان مخمور، سكران، مصاب بالإيدز، لا يطمح لأي شيء مهم في هذه الحياة.
مبيناً أن الأمريكيين سعوا إلى الفرز الاجتماعي حتى تكون هناك تشكيلات شبابية لوحدهم، وأن يكون هناك إشعار للشباب أنهم لوحدهم بمعزل عن بقية الناس، وعن بقية المجتمع، وأتى عنوان المرأة، وحقوق المرأة، ونضال المرأة، وكفاح المرأة، وجبهة المرأة، ومعركة المرأة، هناك بمعزل لوحدها، حتى يتحول هذا التقسيم إلى فرز اجتماعي في البداية، وخصام اجتماعي وحقوقي، ويتطور إلى فرز سياسي.

استهداف عسكري
ولم يتوقف استهداف العدوان للقطاع الشبابي على المجالات الثقافية والإعلامية والسياسية ، بل وصل إلى الاستهداف العسكري المباشر ، حيث صب العدوان حقده على مقدرات الشباب من منشآت شبابية ورياضية التي تشكل واحة للتنافس الرياضي وإفراغ طاقات الشباب.
وحولت طائرات العدوان الملاعب الخضراء إلى حطام كما أحالت مقرات الأندية إلى أطلال تحكي قصة جنون يقودها آل سلول الذين اعتدوا على بلد الايمان والحكمة بصورة همجية.
ذلك التدمير المنهج لمقدرات الشباب والرياضيين كشف الوجه القبيح لدول العدوان بقيادة السعودية.. لكن الشعب اليمني قابل تلك العنجهية والغطرسة بإباء وعزة ولم تنحن هامات أبناء الشعب تحت وطأة القصف الوحشي والعدوان البربري السافر الذي لم يشهد التاريخ الحديث له مثيلا.

الخسائر تتجاوز مليار دولار
ووفقا لإحصائية صادرة عن وزارة الشباب والرياضة فقد بلغت تقديرات الخسائر الناجمة عن استهداف العدوان للمنشآت الرياضية مليار دولار منها 650 ألف دولار خسائر وأضرار مباشرة و350 ألف دولار غير مباشرة.
وقالت الوزارة في تقريرها السنوي الأخير ، أن 129 شهيداً من خيرة كوادرها وأبرز رياضييها كانوا حصيلة استهداف العدوان، إضافة إلى استهداف 108 منشآت شبابية ورياضية في 17 محافظة ، كما دمرت طائرات العدوان كلياً وجزئياً 7 استادات رياضية و13 ملعباً رياضياً و23 صالة رياضية و9 بيوت شبابية و21 مقراً إدارياً و6 مقرات رياضية ، واستهدف العدوان 3 مراكز ومضامير للفروسية والهجن ومسبحين أولمبيين.
كما تم استهداف 130 خيلاً عربياً أصيلاً بين قتيل وجريح إثر الغارات على إسطبلات الخيول العربية بالكلية الحربية بصنعاء.
وكشف تقرير وزارة الشباب عن تسبب العدوان في حرمان ستة آلاف عامل من فرص العمل في المشاريع التي كانت تنفذها الوزارة.

اغتيال وزير الشباب
وفي إطار الاستهداف الممنهج للقطاع الشبابي قامت عناصر إجرامية تابعة للعدوان صباح يوم 27 أكتوبر 2020م ، باغتيال وزير الشباب والرياضة الشهيد حسن زيد في منطقة حدة بصنعاء وهو في طريقه إلى مقر عمله وبرفقته ابنته سكينة ، قبل أن تطاله رصاصات الغدر من قبل مجرمين استقلوا دراجة نارية باعوا أنفسهم للشيطان في عملية جبانة كشفت قبح العدوان وخساسته حينما سعى جاهداً لاستهداف شخصيات تعمل في المجال المدني ضاربة بكل المواثيق الدولية عرض الحائط والتي تضمن حماية المدنيين من الاستهداف في النزاعات والحروب وفقاً لمعاهدة روما.
وفي نجاحات أمنية تمكنت الأجهزة الأمنية بعد رصد دقيق ومتابعة مستمرة من الوصول إلى منفذي جريمة اغتيال الوزير حسن زيد والتي تقف وراءها أجهزة استخبارات دول العدوان ، وكشفت هوية منفذي الجريمة وهما سائق الدراجة النارية المجرم “ياسر أحمد سعد جابر مثنى”، والمنفذ المباشر بإطلاق النار المجرم “إبراهيم صالح عبدالله الجباء” ، وإثر المتابعات الأمنية تمت معرفة مكان تواجد المجرمين وملاحقتهما إلى حين وصولهم مديرية ميفعة عنس مدخل منطقة حورور في ذمار ، حيث تمت محاصرة مكان تواجد المجرمَين وعند مناداتهما بتسليم أنفسهما باشرا بإطلاق النار تجاه رجال الأمن وألقوا قنبلة هجومية ما أدى إلى إصابة عنصر من رجال الأمن ، وخلال الاشتباك قُتل منفذ جريمة الاغتيال المجرم إبراهيم صالح عبدالله الجباء، وأصيب المجرم ياسر أحمد سعد جابر بإصابة خطيرة توفي على إثرها.

وعي وبصيرة
وإجمالاً فقد كان الشباب عند مستوى التحدي وامتلكوا قدراً عالياً من الوعي والبصيرة والإيمان بالقضية والاستشعار بمسؤولية المخاطر التي يحيكها الأعداء ، فانطلقوا في مقدمة صفوف المرابطين في جبهات العزة والشرف مجاهدين في سبيل إعلاء راية الحق والتصدي للباطل وحزبه.
وقدم القطاع الشبابي قوافل من الشهداء الأبرار مجسدين روح الفداء والتضحية في سبيل الدين والوطن والحرية والتحرر من الوصاية التي تسعى جارة السوء إلى فرضها على بلادنا.
وسطر شباب الوطن أنصع البطولات في مختلف مواقع العزة والشرف حينما لقنوا أعداء الوطن ومرتزقتهم دروساً في الذود عن الحمى وتحرير البلاد من دنس الاحتلال وأعوانهم ، كما رسموا صورة من العزة والإباء وهم يقتحمون مواقع الأعداء ويغتنمون عتادهم العسكري وعرباتهم المتطورة التي اشتروها بملايين الدولارات وداسوا عليها بأقدامهم وأحرقوها بولاعاتهم مرددين الأهازيج الشعبية اليمنية التي باتت كابوساً يقض مضاجع العدوان لتصبح أهزوجة “سلم نفسك يا سعودي” قصة من نسج الخيال تتعاقبها الأجيال.

قد يعجبك ايضا