رئيس المجلس العلمي بالمركز الوطني لعلاج الأورام:


الممارسات والعادات الخاطئة في بلادنا سبب رئيسي
لتزايد حالات السرطان ..
■ لا يوجد هناك مصطلح علاج أصلي وفعالية الأدوية تقل بتقدم حالات المرض..
, سرطان الفم والثدي اكثر الحالات الوافدة إلى المركز
يصاب المئات من اليمنيين سنويا بالسرطان نتيجة التساهل في الوقاية والممارسات الخاطئة وغياب الفحص الدوري الشامل عن اهتمامات الأغلبية العظمى من المواطنين لتتفاقم مراحل إصابتهم بالأمراض الخطيرة والتي منها السرطان ليتجه بعدها للعلاج سواء بالخارج أو الداخل والكثيرين يعالجون في المركز الوطني للأورام .. للمزيد من التفاصيل حول إصابات السرطان وغيرها كان لنا هذا اللقاء بالدكتور محمد درهم رئيس المجلس العلمي بالمركز الوطني لعلاج الأورام.

السرطان كلمة مقلقة لكن هناك علاجات لكثير من حالات السرطان يمكن أن تعالج بصفة كاملة حيث أن 60% من الحالات للكبار و80% من حالات الأطفال يتم علاجها والشرط الرئيسي للعلاج أن يتم التشخيص في المراحل الأولى للمرض وكلما كان التشخيص للإصابة دقيقا وسرعة علاجه مبكراٍ كان العلاج أسرع ومفيد.
ويستقبل المركز الوطني للأورام 6 آلاف حالة سنوية جديدة هذه الأرقام للأشخاص القادرين على الوصول للمركز والكثير من الحالات لا تصل إلى المركز الاحصائيات الدولية تقول أن لكل 100 ألف حالة هناك 80-120 حالة مصابة ونحن في اليمن ما بين 100-120 حالة تقريبا بين كل مائة ألف مواطن أن لم تكن أكثر أي بمعدل 22 ألف حالة سنويا..
ويقدم المركز خدمات مجانية كاملة وأغلب العلاجات متوفرة لدى المركز وما هو غير موجود لا يتوفر في السوق نتيجة أسعارها العالية جدا وحول الدعم الحكومي قال الدكتور محمد درهم رئيس المجلس العلمي بالمركز الوطني لعلاج الأورام أن المركز مدعوم حكوميا بمليار وثمانمائة مليون ريال سنويا .. بالإضافة إلى أن هناك اتفاقية مع مستشفي 57357 للأطفال بجمهورية مصر العربية لاستقبال حالات من الأطفال اليمنيين واتفاقية أخرى مع المعهد القومي للأورام في مصر لكنها لم تفعل 100% حتى الآن ..
أنواع
وحول أنواع السرطان المنتشرة في بلادنا يقول رئيس المجلس العلمي بالمركز الوطني لعلاج الأورام أن سرطان تجويف الفم والرأس والعنق يأتي في رأس قائمة الحالات الوافدة للمركز يليها سرطان الغدد وسرطان الثدي الذي يعد الأعلى لدى النساء من بين الإصابات السرطانية الأخرى ومن ثم الجهاز الهضمي والكبد نتيجة الإصابة بفيروسات الكبد b-c التي تتحول في المراحل المتأخرة وكذلك إصابات البلهارسيا التي تؤدي في بعض الحالات إلى السرطان.
العلاجات
وبخصوص الطرق العلاجية لمرضى السرطان أوضح الدكتور محمد درهم أن الخطوط العلاجية تتكون من العلاج الجراحي والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والعلاج الهرموني وهناك العلاج الموجه وهو الأكثر نجاحا.. مؤكدا أن فائدة العلاج تعتمد على الخطوات الأولى من التشخيص السليم و تحديد أماكن المرض بدقة ومن ثم اختيار العلاج المناسب حيث يجب أن توضع خطة جماعية للعلاج يدخل بها الاخصائي الجراحي والإشعاعي والكيماوي والهدف من العلاج هو ألشفاء لكن عندما يأتي المريض في مراحل متقدمة كالمرحلة الثالثة أو الرابعة من المرض يتحول العلاج إلى علاج تلطيفي وتخفيفي .. وهنا يأتي أهمية الكشف المبكر والتشخيص المبكر للحالة .وأضاف الدكتور درهم أن توفير العلاجات بشكل كامل مستحيل لأنه يتطور يوما بعد يوم والطب الحديث مركز على العلاج الموجه وهذا لا تستطيع تقديمه الكثير من الدول وهو بحاجة إلى تأمين صحي وبالنسبة لعلاجات الخط الأول والثاني الكيماوي والإشعاعية فهي متوفرة لدى المركز إضافة إلى العلاج الداعم .. وأكد على أهمية العلاج الموجه لكونه يركز على الخلايا المصابة فقط ولا يعرض بقية الجسم للأعراض الجانبية فهو يستهدف الخلايا السرطانية مثل بقية العلاجات ورغم ذلك فهي بحاجه لبقية العلاجات السابقة ومن ذلك سرطان الدم الحاد ..
بين الجودة والاحتكار
وفي ما يتعلق بشكوك عدد من المرضى من أصلية العلاج المقدم لهم يؤكد رئيس المجلس العلمي بالمركز الوطني لعلاج الأورام انه لا يوجد هناك مصطلح علاج أصلي وآخر غير أصلي ولذلك هناك مختبرات في كل الدول تقوم بفحص الأدوية التي تباع في بلدانها ونحن في اليمن نفتقر لهذه المختبرات وكثير من العلاجات تدخل بطرق غير رسمية والخوف هنا في احتمال أن تكون هذه الأدوية غير فعالة .. موضحا أن العلاج يصنع في كثير من الدول من قبل العديد من الشركات فقط هناك عدد من الشركات التي تحتكر الأدوية في أميركا وغيرها من الدول الأوروبية والتي تقوم أولا بالأبحاث والاختبارات ومن ثم بالدعاية لتنفق بذلك الملايين من الدولارات وبالتالي فان مسميات هذه الأدوية هي ما يتم الحديث عنه في المؤتمرات وغيرها ولكن هناك العديد من شركات الدواء التي تكرر صناعة الدواء بعد انتهاء احتكاره من قبل الشركات المخترعة للعقار في الكثير من الدول و الرقابة على الأدوية تختلف مستوياتها من دولة لأخرى ولذلك يجب أن تكون هناك مختبرات ذات تقنيات عالية ومتطورة لفحص فعالية هذه الأدوية .. فالمركب العلمي هو مركب واحد وكل الاختلاف في المسميات التجارية فقط .
الوقاية
وعن طرق الوقاية يؤكد الدكتور محمد انه يمكن الوقاية بنسب كبيرة تصل إلى 40% إذا عرفنا فقط أن التدخين ومشتقاته إذا تجنبناها نكون حمينا أنفسنا بنسبة 30% إضافة إلى الشمة وغيرها وعلى سبيل المثال سرطان تجويف الفم والعنق نسبته العالمية 3% في دول مثل الهند وباكستان تصل النسبة إلى 30% وتتجاوزه واليمن اعتقد أنها نفس النسبة وبالتالي إذا ابتعد الشخص عن ممارسة هذه العادات السيئة سوف تقل نسب الإصابة بهذا النوع من السرطان لديه ..أما القات والتغذية بالنسبة لليمني يؤدي إلى السرطان فالقات والسموم والأطعمة وطريقة تحضيرها تحول هذه الأطعمة من مواد مفيدة الى مواد مسرطنة وعلى سبيل المثال ( الشبس) الذي يحضر من البطاطس ويتم قليه بدرجة حرارة عالية تؤدي إلى تكوين مواد مسرطنة فالقلي أكثر من مرة إضافة للتبريد والتسخين يعمل على تكوين مواد مسرطنة..
الصعوبات
أما الصعوبات التي تواجه المركز الوطني للأورام يلخصها رئيس المجلس العلمي بالمركز الدكتور محمد درهم في عدم قدرة المركز على مواكبة التطوير في توفير الأجهزة الحديثة التي تتطور عاما بعد عام مثل الجهاز الاشعاعي الذي وعدنا بتوفيره بشهر ابريل القادم .. ووسائل تتعلق بالجانب التشخيصي نأمل توفرها مع الانتهاء من المبنى الجديد ..
وحول التعامل مع المصابين قال الدكتور درهم : أن المتعلمين اكثر صعوبة من غير المتعلمين .. حيث أن المريض يصاب بصدمة ونحن نعمل على السيطرة على المريض نفسيا ولدينا مستشار نفسي لكن قليل من يوافق الذهاب إليه .. وأضاف: أن هناك نجاحات كبيرة لنا رغم حاجتنا للتطوير في الأجهزة ونحن نعمل عليها .

قد يعجبك ايضا