المراوحة الأمريكية تفاقم الأزمة الإنسانية الأفظع وتعيق السلام في اليمن

15 سفينة وقود محتجزة منذ 11شهراً وتصعيد للغارات

 

 

الثورة/ اسماعيل السراجي

يحتجز تحالف العدوان منذ أحد عشر شهرا 15 سفينة مشتقات نفطية، منها 4 سُفن تحمل 116 ألفاً و150 طناً من مادة البنزين، و7 سُفن مُحمّلة بـ208 آلاف و347 طناً من مادة الديزل، وسفينتين محمَّلتين بـ13 ألفاً و792 طناً من مادة الغاز إحداهما تم احتجازها مساء أمس الجمعة، وسفينة محملة بـ22 ألفاً و702 طن من مادة المازوت، ويقوم التحالف الأمريكي السعودي باحتجاز سفن الوقود المتجهة إلى اليمن وعرقلة وصولها منذ بداية العدوان في السادس والعشرين من مارس 2015م، ويعد الحصار على اليمن واحدا من أفظع الجرائم التي سببت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ويوماً بعد آخر، يزداد الوضع في اليمن سوءاً جرّاء استمرار تحالف العدوان الأمريكي السعودي في القرصنة البحرية وحجز سفن المشتقات النفطية ومنعها من الدخول إلى ميناء الحديدة، وقد تسبب الحصار بتوقف شبه تام للمرافق الخدمية والناقلات والسيارات، بما في ذلك المستشفيات ومحطات المياه والطاقة.
ويهدد الحصار حياة الآلاف من المرضى بالموت، إذ تؤكد وزارة الصحة أن قرابة الـ5 آلاف حالة غسيل كلوي باتت حياتهم مهددة بسبب النقص الحاد في المشتقات النفطية المخصصة لخمسة عشر مركز غسيل الكلوي في عدد من المحافظات، عوضاً عن 200 ألف مريض بالسكري يحتاجون للأنسولين الذي يتطلّب التبريد المناسب في ظل مؤشرات حادة بقرب توقف أجهزة تبريدها، كما أن مئات الأطفال من حديثي الولادة يوميا مهددون بالوفاة إذا أغلقت حضانات المستشفيات أبوابها للسبب ذاته.
وتعاني اليمن من أكبر كارثة إنسانية جراء الحصار الأمريكي السعودي في ظل صمت وتواطؤ أممي مستمر، إذ بلغ عدد السفن المحتجزة منذ نحو 11 شهرا 15 سفينة، بينها سفينة بيندنج فيكتوري التي اضطرت مؤخرا لمغادرة مكان الاحتجاز جراء تعرضها لأعطال فنية بسبب مُضي 10 أشهر على احتجازها، كما أن ميناء الحديدة لم يستقبل لتراً واحداً من المشتقات النفطية منذ بداية العام الجاري، بحسب ما أكدت شركة النفط اليمنية.
وفي الآونة الأخيرة تتالت تصريحات الإدارة الأمريكية الجديدة التي تتحدث فيها عن عزمها حل ما تصفه بالأزمة في اليمن ووقف إطلاق النار ورفع الحصار، إلا أن ذلك لم يعد عن كونه حديثاً إعلامياً ومقايضة ومتاجرة في الأزمة التي صنعتها أمريكا بنفسها وبممارساتها ، يصفها مراقبون بأنها لا تعدو عن كونها استهلاكاً إعلامياً، إذ أن الواقع والممارسات في الواقع واستمرار أمريكا في أعمال القرصنة يدحض مزاعمها وما ورد على لسان المبعوث الأمريكي مؤخراً.
ويشير مراقبون إلى أنها محاولة لإخراج نفسها من دائرة المسؤولية لما آلت إليه الأوضاع في اليمن نتيجة مشاركتها الرئيسية ودعمها لتحالف العدوان في كافة المجالات وتشديد الحصار، خرجت وزارة الخارجية الأمريكية ببيان، أمس تكرر ما دأبت عليه من المواقف والخدع والصيغ الكلامية.
تحركات الخارجية الأمريكية وبيانها الأخير تسعى من خلالها إلى طرح أمريكا كوسيط بين من تصفهم أطراف الصراع في اليمن ، لكن رئيس الوفد الوطني أكد في وقت سابق أن أمريكا هي رأس العدوان على اليمن وأن الجلوس مع الأمريكيين لن يكون إلا باعتبارهم طرفا رئيسيا في العدوان والحرب على اليمن ، بينما يرى متابعون أن المراوحة الأمريكية تعد وجها من أوجه العرقلة وسد الأبواب أمام مساعي إحلال السلام ، ومحاولة لتعطيل أي مقترحات لذلك خصوصا وأنه تزامن مع تصريحاتها بتصعيد الغارات على مختلف المحافظات ، وتواصل القرصنة والحصار للسفن وتشدده بشكل لم يسبق له مثيل حتى في عهد إدارة ترامب الرئيس الأمريكي الذي غادر البيت الأبيض بداية العام.
‌‌‏بيان الخارجية الأمريكية أعقبه تصريح لعضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، دعا فيه دول العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائه إلى وقف شامل لإطلاق النار في عموم الجمهورية اليمنية والحدود وفك الحصار على أن تكون أول خطوات فك الحصار إدخال جميع السفن المحتجزة خلال الثماني والأربعين الساعة القادمة، إذا لديهم جدية في السلام وإيقاف المأساة الإنسانية، بحسب ما جاء في تصريحه.
بدوره، أكد رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، أن قضية احتجاز تحالف العدوان لـ15 سفينة نفطية في البحر الأحمر لأكثر من عام والتي أخذت جميع الإجراءات المفروضة تعسفا من قبل تحالف العدوان ومنعها من الدخول إلى ميناء الحديدة، لا تحتاج لتفاوض ولا لحوار، متسائلا: أين الجدية في وقف المعاناة الإنسانية الأبشع في هذا العصر؟.

قد يعجبك ايضا