بعد عشر سنوات من الحرب الكونية الحاقدة عليها أثبتت سوريا أنها صاحبة القول الأعلى والأحقّ في صراعها مع قوى الشر العالمي التي أرادت أن تجعل منها ساحة للتكفير والإرهاب والتآمر يُنطلق منها لبث الفتن في جميع بلدان العالم الإسلامي.
لقد اختارها الأعداء لتكون حقل التجارب الأول لمشروع الشرق الأوسط الكبير وفقا لأجندات وأهداف شخوص الدولة العميقة في الولايات المتحدة الذين يضعون الخطوط العريضة والسياسات الكبرى للإدارات الديمقراطية والجمهورية معاً في البيت الأبيض الأمريكي متجاوزين بذلك كل الشعارات الحضارية التي يتشدقون بها أمام العالم.
الوقائع والتحولات الراهنة كلها تؤكد تهاوي المؤامرة الاستكبارية عند أقدام سوريا بقيادة الرئيس المقاوم بشار الأسد الذي قاد الصراع ضد الغزوة الامبريالية بكل شجاعة وإباء وكان وقوف أبناء الشعب معه طيلة الأعوام العشرة الماضية مصداقا للحس الوطني الرفيع الذي استطاع أن يجهض المخطط المرسوم لتحويل بلادهم إلى إقطاعيات تتحكم فيها عصابات التطرف والإجرام التي اختارت لنفسها مسميات إسلامية لكنها ذات أهداف تكفيرية استئصالية تدميرية واضحة.
سوريا دولة مستقلة ذات سيادة وما حصل من تدخل سافر غربي تركي إسرائيلي خليجي في شؤونها قد تم توثيقه في سجلات الوقائع وإن من أجرم بحقها عليه أن يتحمل مسؤولية ما اقترفت أيديه الآثمة لأن المتآمرين لم يوفروا شيئا لتخريبها وتقطيع أوصالها وإشاعة القتل والدمار فيها وهو ما ترفضه قيم السماء والأرض ويحاسب عليه ميثاق الأمم المتحدة.
التراب الوطني السوري واحد لا يقبل التجزئة وعلى تركيا أن تخرج من محافظة ادلب المحتلة وان تتخلى عن ذرائعها التي تتعارض مع القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار
والعقيدة الإسلامية الرافضة للإثم والعدوان، ولتعلم أنقرة أنها بتدخلها في الشأن السوري قد حولت نفسها إلى أداة لخدمة المصالح الامبريالية الغربية.
وعلى أمريكا الخروج من منطقة شرق الفرات صاغرة لان قوى المقاومة لن تدخر وسعا وتضحية من اجل تحريرها وطرد المحتلين والمرتزقة منها. أن سوريا ليست وحيدة في هذا المعترك الذي استباح أرضها واستقلالها وثرواتها، أنها عصية على الإخضاع وان صمودها الأسطوري اثبت هذه الحقيقة.
وعلى الكيان الصهيوني أن يعي ذلك أيضا وان يعلم بان احتضانها للقوى التكفيرية واعتداءاتها الغادرة على دمشق لن يكونا بلا رد سيما وان قوى المقاومة اتخذت خطوات استراتيجية للانتقام في أي نقطة تراها مناسبة لمعاقبة “إسرائيل” الغاصبة لفلسطين والقدس الشريف.
إن الجمهورية الإسلامية والجمهورية العربية السورية تقفان في خندق واحد لمواجهة الاستكبار العالمي وهما تشكلان معا الجبهة الأساسية لقوى المقاومة والصمود إلى جانب حزب الله المجاهد في لبنان وفصائل الثورة الفلسطينية وقد برهنت جميعا على أن طريق الكفاح هو الموصل إلى الانتصار الحاسم بعد تقويض المؤامرات الكبرى المتربصة بدول المنطقة.
الملاحظ أن بعض الدول العربية وخاصة الخليجية منها وعت حقيقة أن الحل السياسي هو السبيل لتسوية الأزمة السورية وان مساندتها للقوى التكفيرية مثل داعش والنصرة لم تحقق أهدافا سوى إشاعة القتل والتمزيق في سوريا والعراق إضافة إلى إطالة أمد الصراع، على هذه الدول أن تكفّر عن جرائمها بحق سوريا وان تمد لها يد الإخوة والمساعدة لإعادة هذا البلد إلى سابق عهده موئلا للأمن والأمان وقبلة يؤمها العرب والمسلمون والشعوب الأخرى لنيل الاستقرار والطمأنينة والفرحة.
العنصرية في أميركا تسجل رقما قياسيا
قالت رابطة مكافحة التشهير الأميركية إن الترويج لتفوق العرق الأبيض في البلاد، ولاسيما مظاهر العنصرية، تضاعفت العام الماضي مسجلة مستوى قياسيا.