ما بين التحذيرات من مجاعة قد تكون الأسوأ والأكبر في التاريخ الحديث وإدانات أنظمة النفاق لما يسمونه استهداف اليمن للمدنيين والأعيان المدنية في المملكة السعودية، تستمر معاناة الشعب اليمني الذي يتعرض منذ ست سنوات وما يزال لأشرس هجمة حربية في التاريخ المعاصر، دون أن يحس بآلامه أحد.
-تقوم الدنيا ولا تقعد عندما يتعلق الأمر برد عسكري يمني حتى ولو كان محدودا ومدروسا بعناية، بحيث لا ينجم عنه أي آثار جانبية على المدنيين وتتسابق الدول والمنظمات إلى الشجب والإدانة والتباكي على المدنيين في المملكة، وكأن عشرات الآلاف من نساء وأطفال وشيوخ اليمن الذين سقطوا قتلى بنيران الصواريخ السعودية والأمريكية ليسوا من البشر ولا تنطبق عليهم معايير الآدمية الحديثة!
-تُرى كيف سيكون الوضع إذا ما كانت جريمة واحدة من المجازر المشهودة التي اقترفها الطيران السعودي، على غرار قصف مجلس عزاء الصالة الكبرى أو استهداف منطقتي نقم وفج عطان المكتظتين بالسكان الأبرياء في صنعاء بقنابل وصواريخ محرمة دوليا، وهي التي قتلت وأصابت الآلاف من المدنيين جلهم من الأطفال والنساء ومن الفئات الاجتماعية الأشد فقرا.. ماذا كان سيقول العالم إذا تعرضت مملكة النفط لعملية هجومية واحدة فقط من هذا الصنف الوحشي الذي يقتل البشر دون رحمة أو تمييز بين عسكري ومدني أو بين هدف حربي أو حي سكني؟!
-بعد ست سنوات كاملة من القتل والإبادة الشاملة التي تعرض لها اليمنيون من قبل جيرانهم الأثرياء النظام السعودي المدعوم أمريكياً الذي سخر كل إمكانياته وقدراته في تحشيد وتأليب العالم على اليمن، ها هم اليوم يجوبون الأرض طولا وعرضا شاكين من جور ما يتعرضون له من هجمات تستهدف المدنيين والمرافق الحيوية ومنشآت الاقتصاد العالمي – حسب مزاعمهم – التي تجد للأسف تجاوبا وتعاطفا واسعا من الجميع دون أن تبادر واحدة من تلك الدول أو المنظمات بإسداء نصيحة إلى نظام المملكة بالكف عن عدوانه ووضع حد لهذه المأساة التي تسبب فيها وما يزال يفاقمها في هذا البلد الفقير حتى وقد صار يعيش أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.
-ربما تظن السعودية – تحت تأثير الزخم الإعلامي المصاحب لحربها الشعواء – أنها تنثر على اليمنيين من طائراتها زهرا وورودا وعقود الياسمين وأن على اليمن أن يشكرها طويلا وأن يسبح بحمدها ويثني على هباتها وعطاياها، وهي بذلك تخطئ مجددا وتتمادى في الخطأ إذا اعتقدت أن الرد سيكون على خلاف ما باتت تراه وتعيشه من ضربات مسددة في إطار عمليات توازن الردع التي دشنتها القوات المسلحة اليمنية في أغسطس من العام 2019م، وتوجتها مؤخرا بعمليتي الردع الخامسة والسادسة بصواريخ ومسيرات أثبتت كفاءة عالية في إصابة أهدافها بدقة وعلى مسافات بعيدة في أراضي المملكة المترامية الأطراف، وأنبأت عن مستقبل واعد وأكثر وجعا وإيلاما للعدو.
-اليمنيون تعلموا من خلال التجربة المريرة التي عاشوها خلال الست السنوات الماضية، أن الردع واستغلال الموارد والإمكانيات المتاحة في تطوير أسلحة الدفاع والردع هو الحل الأمثل لحماية الأرواح والذود عن المكتسبات الوطنية وكبح جماح أطماع الأعداء، وهو ما تجلى بوضوح في مكونات معرض الشهيد القائد للصناعات العسكرية الذي تم افتتاحه يوم الخميس الماضي.