أبوظبي وتل أبيب تدشنان علاقاتهما في سقطرى والأصدقاء السريون يرحبون بإسرائيل

الثورة /
مثل العام 2020م عام انكشاف الحقائق وسقوط أقنعة الزيف التي ظلت دويلة الإمارات تستخدمها لإخفاء مخططاتها الاستعمارية التي تسعى من ورائها للاستيلاء على جزيرة سقطرى وانتزاعها من السيادة اليمنية.
دويلة الإمارات التي ذهبت إلى محافظة أرخبيل سقطرى تحت شعارات إنسانية ومزاعم تقديم المساعدات الإغاثية والمشاريع التنموية لسكان الجزيرة عقب تعرضها لإعصار “تشابالا” أواخر العام 2015م، تنتظر طويلا واتجهت لتنفيذ مشاريع توسعية في الجزيرة.
وخلال السنوات الأربع الماضية كرست الإمارات وجودها العسكري والسياسي واجتهدت في دعم ميليشياتها التي صنعتها في إطار ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي” وجودها في الجزيرة والعمل على إسقاطها والسيطرة عليها بشكل كامل، لكن أبوظبي ورغم كل ما اقترفته من جرائم بحق أبناء سكان الأرخبيل وما الحقته من أضرار بيئية لم تجرؤ على الإعلان عن توجهاتها لإقامة مشاريعها التوسعية، إلا بعيد إعلان التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل -في أغسطس من العام 2020م-والذي بدأت تدشينه عمليا على الأراضي اليمنية المحتلة من خلال المشاريع والقواعد العسكرية المشتركة مع إسرائيل في جزيرة سقطرى.
وقد مثل إعلان قادة المجلس الانتقالي الجنوبي، القابعين في فنادق أبوظبي، تأييدهم ومباركتهم لقرار الإمارات تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، رسالة ودعوة مفتوحة لإسرائيل وترحيبا بتواجدها في الجنوب، وهي الرسالة التي قوبلت بترحيب من تل أبيب التي قالت إن لديها أصدقاء سريين في جنوب اليمن، وفي هذا الشأن كشف صحف ووسائل إعلام عالمية، عن الأسباب الخفية التي تقف وراء إقدام دولة الإمارات على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مؤكدة من خلال ما نشرته من تحليلات لمراقبين ومحللين سياسيين واقتصاديين، إن تطور العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب جاءت وفق مخطط أمريكي يستهدف الصين ودولاً أخرى في المنطقة.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن الهدف الخفي في اتفاق ترامب بين إسرائيل والإمارات هو ‎الصين، وإن قاعدة التجسس الإسرائيلية الإماراتية التي يتم التخطيط لإنشائها في ‎جزيرة سقطرى اليمنية تستهدف الصين وباكستان وإيران.
وأشارت الصحيفة الأمريكية -في تحليل حول الأسباب التي دفعت الإمارات للتطبيع مع إسرائيل- إلى أن سيطرة تل أبيب على جزيرة سقطرى اليمنية، بمساعدة الإمارات، تهدف إلى تعزيز مصالح واشنطن ومخططاتها لاستهداف مصالح الصين في الشرق الأوسط، ومشروع الحزام وطريق الحرير الجديد، الذي أعلنت عنه الصين في قمة بكين وبدأت في تنفيذه من خلال توقيع اتفاقيات مع دول في أفريقيا وغرب أسيا.
من جانبها، قالت صحيفة “YSouth China Morning Post” الصينية إن الولايات المتحدة تريد الاستفادة من اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات، لتكثيف مقاومتها ضد إنشاء الصين مبادرة “الحزام والطريق” في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي وشرق البحر المتوسط.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير مُفصّل، أن أهدافاً أمريكية تقف وراء إبرام الإمارات وإسرائيل اتفاقية لتطبيع العلاقات بينهما، مؤكدة أن أهداف واشنطن في احتواء النفوذ الصيني في المنطقة أهم الأسباب التي دفعت البلدين إلى التقارب خاصة بعد سيطرة أبوظبي عسكريا على جزيرة سقطرى اليمنية.
وأشارت إلى أن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل يتضمن خططاً لخلق تحالف أمني بحري، يهدف في المقام الأول إلى السيطرة على ممرات التجارة الدولية في البحر العربي وعند مدخل الخليج، الغني بالنفط والغاز، وعند مضيق باب المندب، بين اليمن والقرن الإفريقي، والذي يقع في الطريق من المحيط الهندي إلى قناة السويس.
تجدر الإشارة إلى أن الصين دعت، عبر سفيرها لدى اليمن، عقب سيطرة تحالف العدوان السعودي الإماراتي على موانئ يمنية وجزر في باب المندب، والبحرين العربي والأحمر، إلى إيقاف كل الأنشطة التي تستهدف بناء قواعد وإنشاءات عسكرية في الجزر اليمنية، معتبرة مثل هذه الاستحداثات تهديداً مباشراً للتجارة العالمية وللصين في المقام الأول.
وفيما يتعلق بالمشاريع التي تتجه دولتا الاحتلال “الإمارات وإسرائيل” لتنفيذها في جزيرة سقطرى اعترفت حكومة مرتزقة الرياض بوصول سفن إماراتية إلى ميناء محافظة أرخبيل سقطرى، تحمل على متنها جنودا إماراتيين وإسرائيليين، وكميات كبيرة من الأسلحة الحديثة وأجهزة وأبراج رقابة بحرية سيتم نصبها في مرتفعات مديرية قلنسية وحديبو لمراقبة الملاحة البحرية في المحيط الهندي.
ولم تجد حكومة مرتزقة الرياض حرجا في الإعلان بأن محافظة أرخبيل سقطرى باتت تحت سيطرة الإمارات بشكل كلي، مؤكدة أنها لم تعد تعلم شيئًا بما تصنعه الإمارات وكل ما يحدث في الجزيرة، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة إلى أن عودة السلطة المحلية التابعة لحكومة المرتزقة إلى محافظة أرخبيل سقطرى أصبحت مستحيلة.
كما قامت دويلة الاحتلال الإماراتي بتسيير العديد من الرحلات الجوية خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من العام 2020م ونقلت على متنها خبراء عسكريين وضباطا إماراتيين إلى الأرخبيل، في إطار العمل الذي يجري والمتمثل في بناء قاعدة عسكرية كبيرة غرب سقطرى وفي منطقة استراتيجية تشرف على جزر الأرخبيل الغربية، والمتزامن مع إنشاء معسكر في الجزء الشرقي من الأرخبيل.
وتتويجا للتوجهات الرامية للسيطرة على سقطرى أكدت وسائل إعلام غربية وإسرائيلية أن الكيان الإسرائيلي بدأ بإنشاء قواعد استخبارية في جزيرة سقطرى بالتعاون مع الإمارات التي أعلنت التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني، الذي أكدت منظومته الأمنية والعسكرية اهتمامها البالغ بجزيرة سقطرى في البحر العربي وأبدت ارتياحها وسعادتها بنجاح الجهود الإماراتية في السيطرة على الجزيرة اليمنية.

قد يعجبك ايضا