لا بد من تشجيع ودعم الأعراس الجماعية ومساندة الجمعيات الخيرية في هذا التوجه

المغالاة في المهور.. مشكلة تؤرق الشباب

علماء اجتماع: اتباع العادات والتقاليد بشكل أعمى هو ما يتسبب في ارتفاع المهور
شباب: المهور المرتفعة ترهقنا وتجعلنا نتزوج في عمر كبير

مليون و200 ألف ريال ربما هو الحد الأدنى كمهر للعروس في هذه الأيام، إضافة إلى العديد من الشروط الأخرى التي يتم طلبها من العريس كتكاليف القاعة وشراء فستان الزفاف.. ليتم بهذا المهر تجهيز العروس وإقامة حفلة الزفاف.
ويرجح والدا الفتاة أن هذا المبلغ لا يزال غير كاف لإقامة عرس لائق لابنتهما وأنهما سينفقان إلى جانب المهر الكثير من الأموال لإقامة حفلة زفاف مميزة لابنتهما تذكر مدى الحياة.
الأسرة /خاص

بعض الآباء يقولون إن المهر المقدم لبناتهم في هذه الأيام بالكاد يكفي لشراء الذهب وإن تكاليف حفلة الزفاف سيقومون بدفعها من مالهم الخاص.
رحلة جمع المهر رحلة طويلة وشاقة لدى الكثير من الشباب المقبل على الزواج، فمنهم من يغترب ليجمع مبلغ المهر ومنهم من يعمل ليلاً ونهاراً لسنوات.
يروي الشاب محمد الحرازي أنه يعمل منذ سنتين ليجمع مهر عروسه البالغ مليوناً ونصف المليون ولكنه لم يستطع الوفاء به ولا جمع تكاليف العرس، لأنه موظف بسيط لم يستطع بعد توفير هذا المبلغ، بالإضافة إلى المتطلبات الأخرى التي يجب أن يوفرها إلى جانب المهر لحفلة العرس ويوم الزفاف وفتح منزل جديد ما يزيد من العبء الملقى على عاتق كل مقبل على الزواج.

أسباب المغالاة
العادات والتقاليد العمياء أهم الأسباب التي تقف وراء الارتفاع الجنوني في المهور هذه الأيام، فإقامة الحفلات بتكاليف باهظة والبذخ والإسراف في الاحتفاء بالعروس هي وراء طلب مبالغ خيالية من الشاب المقبل على الزواج للقدرة على مجاراة مراسم الأعراس وشراء الحلي والملابس والتفاخر والتباهي جشع بعض الآباء واستغلالهم كل طاقات العريس وتزويج ابنتهم لمن يدفع أكثر.
كما أن شراء الملابس الباهظة الثمن والحلي واستئجار القاعات الفخمة والفرق الموسيقية باهظة الثمن قد يكلف العريس ثمنا باهظا يدفع ثمنه مستقبلا هو وزوجته ويدخل في دوامة من الديون الطويلة، وتنجم هذه الأسباب جميعا عن عدم مراعاة بعض الأسر حقوق أبنائها وبناتها الإنسانية والاجتماعية ممن انجرفوا وراء المادة والمظاهر الكاذبة والعادات والتقاليد التي لا معنى لها.

حلول ومقترحات
يقول الأخصائيون الاجتماعيون إن هناك بعض الحلول إن اتبعت ربما تحل معضلة المغالاة في المهور وهي موجودة وفي متناول الأيدي بشرط التخلي عن العادات والتقاليد العمياء، فيجب التوعية الشاملة بالنتائج المترتبة بسبب المغالاة في المهور ومنها ارتفاع معدل العنوسة وانتشار زواج الشغار أو البدل وبهذا تضيع حقوق الفتاة بشكل كلي بدلاً من صونها وحفظها تشجيع ودعم الأعراس الجماعية ومساندة الجمعيات الخيرية التي تقوم بمثل هذه المشاريع، ورعاية شريحة الشباب عبر برامج الدعم النفسي والمعنوي لتطوير فكرهم والقدرة على حل مشاكلهم بأنفسهم، والحد من انجرارهم إلى الانحراف والتوعية الدينية بأهمية المهر المعنوي قبل أن يكون ماديا فقط، والتخلي عن بعض التقاليد العمياء والتباهي غير المبرر .

قد يعجبك ايضا