سواءً أصاب السلاح اليمني خزانات رأس تنورة أم لم يفعل، فإن إقرار السعودية بوصوله إلى ميناء منطقتها الشرقية- “الذي يُعد من أكبر موانئ شحن البترول في العالم – يمثل بذاته حدثاً جللاً عشية انقضاء السنة السادسة من حرب عدوانها الكوني وحصارها الخانق على اليمن.
وليس الأمر كذلك لأن إقرارها يقطع بيقينه اليوم تشكيك أدواتها المستمر لأكثر من ثلاث سنوات بهذا المستوى المعجز من الاقتدار الذي حققه اليمن في أصعب الأحوال وأعتى الظروف؛ إذ لا قيمة على الإطلاق لأدواتها ولكل ما يصدر عنهم، عند أحد.
لكنه حدث جلل وبكل المقاييس لأنه يدل دلالةً قاطعة، وبسيد الأدلة، على أن هذا السلاح المبارك قد بلغ مبلغاً محرجاً جداً للكيان السعودي المزروع في المنطقة، ومنذراً له في آن واحد.
أما ولولة المملكة المضحكة منه بوصف وزارة دفاعها إياه بأنه “اعتداء إرهابي جبان استهدف إمدادات وأمن الطاقة العالمي”؛ وبتأكيد غيرها “أن هذه الاعتداءات التخريبية تُعدّ انتهاكًا سافرًا لجميع القوانين والأعراف الدولية… تستهدف، بدرجة أكبر، الاقتصاد العالمي”؛ وصراخها من تأثيره “على أمن الصادرات البترولية، وحرية التجارة العالمية، وحركة الملاحة البحرية، فضلاً عن تعريض السواحل والمياه الإقليمية لكوارث بيئية كبرى، يمكن أن تنجم عن تسرّب البترول أو المنتجات البترولية”؛ ودعوتها دول العالم ومنظماته للوقوف “ضد هذه الأعمال الموجهة ضد الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية، والتي تستهدف أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم”؛
فلا تعدو عن كونها صيحات استغاثة واستنجاد بالقوى الكبرى تؤكد أن سلاح اليمن الميمون ببلوغه المعترف به رأس تنورة قد أبدى مزيداً من انكشاف العورة السعودية وحجم المأزق الفاضح الذي وضعت المملكة نفسها فيه.
على أن جوهر كل ذلك يؤكد أيضاً أن هذا السلاح بعد قشعه تنورة المملكة اليوم علناً، ماضٍ بتأنٍّ وثقةٍ إلى إسقاطها عنها وتعريتها تماماً (استهداف رأس التنورة والدمامِ والخبرِ)، فاضحاً كل ما لترهلها المستكبر من الدمامة والقبح، في سياق كتابته تاريخاً جديداً للمنطقة كلها، قصداً أو اتفاقا.
تاريخ جديد -إذا استمرت السعودية في عدوانها سنتين أخريين- قد تبدأ بإذن الله فصوله بإسقاط كيانها نفسه (أول الكيانين المتلازمين المزروعين استعمارياً في المنطقة) إيذاناً عاجلاً أم آجلاً بسقوط الآخر.