مراقبون : أمن مملكة العدوان لا يتحقق بإدانات وتضامن دول التزلف والنفاق
“الردع السادس” ..مرحلة متقدمة من الوجع الكبير
شركات النفط الأجنبية تطالب ابن سلمان بنقلها إلى أماكن آمنة
بعد بضعة أيام فقط على تنفيذ عملية توازن الردع الخامسة كان العدو السعودي على موعد جديد مع الردع السادس الذي جاء أشد إيلاما وحمل الكثير من الدلائل على دخول مرحلة الوجع الكبير الذي توعد به السيد القائد مملكة العدوان قبل برهة من الزمن في حال تماديها في جرائمها بحق الشعب اليمني حيز التنفيذ ووصوله إلى مكامن الألم في عمق أراضي العدو..
الثورة / حمدي دوبلة
أخطر وأوضح رسائل عملية توازن الردع السادسة – كما يؤكد الخبراء العسكريون – تفيد بأنه لم يعد هناك من مكان آمن على امتداد الجغرافيا السعودية، فقدرات اليمن العسكرية أصبحت تمتلك القدرة والإمكانيات وبكفاءة عالية على ضرب أي أهداف تختارها القوات المسلحة أينما وجدت بما فيها تلك المرافق الحربية والحيوية الأكثر تحصينا والخاضعة للحماية الأمريكية المباشرة..
الأنباء الواردة من الرياض – أمس الاثنين وبعد ساعات فقط على عملية توازن الردع السادسة – أفادت بأن وزارة الطاقة السعودية تلقت إشعارات بمغادرة عددٍ من القوى العاملة الأجنبية في حقول النفط السعودية بالمناطق الشرقية لمواقع العمل بعد مطالبة سفارات بلدانهم لهم بالمغادرة..
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر في وزارة الطاقة السعودية قولها إن عدداً من الموظفين الأجانب في حقول المنطقة الثالثة شرق المملكة في مدينة الدمام والخبر ورأس التنورة رفعوا إشعارات إلى وزارة الطاقة بمغادتهم البلاد إذا لم يتم نقلهم إلى مناطق أكثر أمانا، ما يضع استفهامات كثيرة على طاولة النظام السعودي حول تحديد تلك الأماكن “الآمنة” التي تطالب بها شركات النفط بحيث تكون بعيدة عن نيران صواريخ وطائرات الجيش اليمني وهي التي أصبحت تضرب بدقة وكفاءة عالية أهدافا تقع على بعد أكثر من 1500 كيلومتر وفي أقاصي حدود مملكة العدوان.
وعقب الهجوم المسدد للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر للقوات المسلحة اليمنية أمس الأول سارعت عدد من السفارات الأجنبية في السعودية إلى إطلاق تحذيرات لمواطنيها بوجوب مغادرة المناطق الخطرة ومنها مواقع العمل في المنشآت النفطية .
المعادلة البسيطة
وضع اليمن وقيادته السياسية منذ بدء عمليات توازن الردع والتي كانت أولاها في الـ17 من أغسطس 2019 م حينها استهدفت عشر طائرات تابعة لسلاح الجو المسيَّر للجيش اليمني واللجان الشعبية حقل ومصفاة الشيبة، التابعة لشركة أرامكو شرقي السعودية بالقرب من حدود الإمارات.. وضع معادلة بسيطة وهي وقف العدوان الغاشم وإيقاف الجرائم بحق اليمن مقابل وقف استهداف العمق السعودي، لكن هذا النظام المتغطرس فهم مبادرات وحرص صنعاء على السلام على نحو خاطئ وربما فسره ضعفا واستسلاما وراح يشكو عقب كل عملية ردع ويتباكى أمام المجتمع الدولي على ما تمثله تلك المرافق المستهدفة من أهمية للاقتصاد العالمي وطالبا للحماية والاستعانة بالمزيد من التقنيات العسكرية الحديثة التي ينفق عليها مليارات الدولارات دون أن توفر له الحد الأدنى من الأمان المطلوب وبدلا من أن يسارع إلى وقف عدوانه والانصياع للسلام لتحقيق ضالته من الأمن والاستقرار إذا به يتمادى في جرائمه وانتهاكاته بحق اليمن ليتلقى المزيد من الوجع المتصاعد كنتاج طبيعي لممارساته وسياساته الخاطئة..
ويؤكد محللون سياسيون أن أمن واستقرار المملكة لن يتحقق فعلا على أراضي المملكة السعودية ما دامت عملياتها العدوانية مستمرة تجاه اليمن وأن التضامن وبيانات التنديد والتضامن التي تصدرها دول وأنظمة التزلف والنفاق لن تغني عنها شيئا مهما كان حجمها وصداها الإعلامي.. وهكذا جاءت عملية توازن الردع السادسة لتستهدف شركة أرامكو في ميناء رأس التنورة وأهدافا عسكرية أخرى في منطقة الدمام بأقاصي الشرق السعودي..
وقد تمكنَت القوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجوِ المسيّر أمس الأول من تنفيذِ عمليةٍ هجوميةٍ واسعةٍ ومشتركة في العمقِ السعوديِّ بأربعَ عشرةَ طائرةً مسيّرةً وثمانيةَ صواريخَ بالستيةٍ منها عشرُ طائراتٍ مسيّرةٍ نوع صماد 3 وصاروخ “ذو الفقار” استهدفت شركةَ أرامكو في ميناءِ رأسِ التنورةِ وأهدافاً عسكريةً أخرى بمنطقةِ الدمامِ في إطار “عمليةِ توازُن الردعِ السادسة” التي تم خلالها أيضا استهداف مواقع عسكرية أخرى في عسير وجيزان بأربع طائرات مسيّرة من نوع قاصف 2k وسبعة صواريخ نوع بدر محققة إصابة دقيقة..
وأكدت القوات المسلحة أن عملية توازن الردع السادسة تأتي في إطار حق اليمن الطبيعي والمشروع في الرد على تصعيد العدوان وحصاره الشامل.. متوعدة النظام السعودي بعمليات موجعة ومؤلمة طالما استمر في عدوانه وحصاره على اليمن.
توازن الردع ورسائل السلام
كانت أولى عمليات توازن الردع في الـ17 من أغسطس 2019 م، حيث استهدفت عشر طائرات تابعة لسلاح الجو المسيّر للجيش اليمني واللجان الشعبية حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو شرقي السعودية بالقرب من حدود الإمارات، والذي يضم أكبر مخزون استراتيجي في البلاد ويتسع لأكثر من مليار برميل، لتتوالى بعدها عمليات الردع بنسق متصاعد وصولا إلى عملية الردع السادسة، وكلها حملت رسائل سلام من منطلق القوة لا الضعف والاستسلام كما يتوهم النظام السعودي، كما أثبتت القوات المسلحة اليمنية من خلال هذه العمليات كفاءة عالية في ابتكار الأسلحة المناسبة لردع غرور وغطرسة العدو الذي ظن أن ما يمتلكه من إمكانيات وعتاد حربي متطور وأنظمة دفاع جوي حديثة ستحميه من بأس ونيران الصواريخ اليمنية والطائرات المسيّرة.
ويقول مراقبون إن توازن الردع اليمني المتواصل يحمل في مضامينه رسائل إلى تحالف العدوان ، ولغيره كما أنها كشفت واقعه الهش ورسمت صورة مختلفة عن معادلة اليمنيين كمنتوج لصمودهم خلال ست سنوات وتمكنهم من تعزيز واقعهم وفرض واقع جديد من شأنه أن يحبر تحالف العدوان على وقف الحرب والحصار والإقرار بالهزيمة الكاملة والانصياع لدعوات السلام.
ويشير المراقبون إلى أن النسق المتصاعد لعمليات توازن الردع بدءا من العملية الأولى في 2019م وحتى عملية امس الأول أكدت للقريب والبعيد أن تهديدات القيادة الثورية والسياسية ممثلة في السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي تتسم بالجدية العالية وأنه على قدر كبير من المصداقية في ردع المعتدي ووصوله إلى الأهداف التي يختارها حيثما كانت على امتداد الخارطة الجغرافية لمملكة العدوان .