كانت وما زالت القوى الإقليمية في المنطقة تشكل أرقاما مفردة لا تقبل القسمة على الصفر في ظل وجود الضربات الباليستية اليمنية، والتي هي في الأول والأخير تستهدف المصلحة الأمريكية في العمق السعودي، وعلى قيثارة الضعف قد عزفت المملكة السعودية معزوفة العويل غير المبرر والذي دفع بالرئيس الأمريكي “بايدن” إلى أن يفصح عن مواصلته مشوار سابقه “ترامب”، وكلاهما قد تغنى بالسلام وتبجح بحمايته للبقرة الحلوب !!
لطالما توعدت القوة الصاروخية اليمنية قوى تحالف العدوان بأن ”مرحلة الوجع الكبير“ ستكون مؤلمة وقاصمة في ذات الوقت، لكن السياسة الأمريكية الحاكمة لآل سعود قد جعلت منهم صنما قابلا للكمات الموجعة مقابل إنجاح المخططات “الصهيوأمريكية” في المنطقة بشكل عام، فما مضى من مواقف للقيادة اليمنية لجدير بأن يضع بايدن ومبادراته الوهمية وقراراته العشوائية في خانة الضعف مهما كانت دبلوماسية الهوى والمنطق.
فقد سقط الرهان الخليجي على دول الغرب لتسقط عقب ذلك نتيجة المعادلات الغربية، والتي حسمتها دول العدوان كـنتيجة حتمية لنهاية الحرب في اليمن، فمنذ الـ 2015م وتحالف العدوان يصب جام حقده على اليمن، بأنواع الأسلحة المختلفة التصنيع والدقة والنوع، ومنذ الوقت نفسه حدد الشعب اليمني مصيره كما حددت القوى الأمريكية مصير بعران الخليج، وهذه هي النهاية، المملكة السعودية تستنجد من الضربات الحوثية، الإمارات تتنصل عن مسؤوليتها العدوانية في اليمن وتتنكر لجرائمها وتواجدها، أمريكا تقر وتعترف بأنه لا حل عسكريا في اليمن، وأن الحل سيكون دبلوماسيا بامتياز، واليمنيون هم من يتحكمون بتضاريس المعركة في جميع الجبهات الداخلية وخلف الحدود وفي العمق السعودي، ولهذا يجب أن تكون معادلات العدوان المدروسة في طاولة “تل أبيب” قد باءت بالفشل، وهذا مصير مخطط التطبيع في المستقبل القريب.
وفي قانون السن بالسن، استهدفت القوة الصاروخية اليمنية قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط، بصاروخ باليستي يمني الصنع لم يكشف عن نوعه بعد، كذلك بمسيرات يمنية أوصلت رسالة السلام الأمريكية إلى مطار أبهى الدولي لتقول
“لـ بايدن”: إذا ”أردت السلام فاحمل السلاح“، وبهذه الطريقة تمكن اليمنيون من تحقيق خطوات السلام في المنطقة.
فـ الخطوة الأمريكية الأخيرة المتمثلة بالغاء قرار تصنيف مكون (أنصار الله) كتنظيم وجماعة إرهابية لم يات من فراغ، خاصة بعد السخط الشعبي العارم، وبعد الضربات الباليستية في العمق السعودي، والتي كشفت حقيقة مبادرة بايدن للسلام في اليمن، حيث تضمنت تجميد صفقة بيع الأسلحة للسعودية لكن دون الخوض في أمر كف العدوان على اليمن ورفع الحصار عن المنافذ اليمنية البرية والبحرية، فهم ليسوا جديين في التخلي عن مصلحتهم وإنهاء الحرب على اليمن، لذلك صرحت الخارجية الأمريكية بأن امريكا لن تتخلى عن حماية المملكة السعودية، والقصد هنا هو خوف الامريكان على قواعدهم العسكرية ومصلحتهم في الحقول النفطية السعودية، وتبقى الحماية وهمية حين تتدخل المسيرات اليمنية متجاوزة منصات الباتريوت الأمريكية، لذلك يجب على أمريكا أن تعيد النظر جيدا في حمايتها للسعودية ولنفسها في ذات الوقت.
فحين استشعر الأمريكيون خطورة الحسم العسكري في اليمن لصالح القوى الوطنية في العاصمة صنعاء قدموا الورقة السياسية من جديد، فالحسم العسكري سيودي بـ بالهيمنة العالمية لثلاثي الشر أمريكا ـ إسرائيل ـ بريطانيا ـ إلى حضيض العار والذي قد لحق بالشمطاء بريطانيا في اليمن ، وبالحية أمريكا في العراق، وبالغدة السرطانية إسرائيل في جنوب لبنان.
ولأن العدوان على اليمن قد أُعلن عنه من واشنطن، سوف يتم الإعلان عن وقفه من واشنطن، وكأن الخارجية الأمريكية قد لمحت بذلك لمن يفقه الأمر جيدا؛ لكن المخزي في الأمر هو ما وصلت اليه المملكة السعودية من ذل وضعف حين تختبئ خلف أمريكا لتحميها من الضربات اليمنية !! فمثل هكذا قادة دول يجب أن يلغوا من الجغرافية العربية حيث وللعرب تاريخ عريق بالفتوحات التاريخية، فهم لا يمثلون اليوم بمواقفهم هذه إلا من وقف خلف حصن خيبر من اليهود آنذاك؛ ليسوا إلا أولئك لكنهم تلبّسوا العروبة كما تلبّس بايدن الإنسانية وتلبّس ترامب الغباء المتعمد !!
الخلاصة:
لن تحقق التصريحات الأمريكية أي إنجاز إذا ما لامست الواقع قولا وفعلا، ولن تكون تلك القرارات التي ما زالت مجرد كلام عائقا أمام الجيش واللجان والشعبية اليمنية من تحرير محافظة (مارب) وكل شبرا من الأراضي اليمنية، كما أنها لن تنطلي حيلة تلك القرارات على الباليستيات والمسيَّرات اليمنية، ولن تكون إلا محطة لمواصلة مرحلة الوجع الكبير ومواصلة استهداف الـ 300 هدف والـ 10 الأهداف الإضافية.. فبايدن أراد امتصاص النصر اليمني بالحسم السياسي وبتوجيهات من الموساد الصهيوني، لكن الحسم السياسي سيكون في ذات الوقت نصرا لليمنيين إذا كان، حيث ولن يساوم اليمنيون الأحرار عن أي قطعة أرض سواء في شمال اليمن أو جنوبه، وحتى في جيزان ونجران وعسير، وإن غدا لناظره قريب.