المهربون يستنزفون ذاكرة الوطن وحضارته


تزايدت ظاهرة تهريب الآثار والمخطوطات وتحولت إلى ظاهرة مقلقة تهدد باستنزاف ذاكرة الأمة بالكامل بالتزامن مع السرقات التي تتعرض لها المتاحف بالمحافظات .
وكانت آخر تلك الأحداث ضبط تمثال من المرمر ومخطوطات أثرية بحوزة شخص في محافظة الحديدة الثلاثاء حيث أوضح العقيد عبدالملك الإرياني قائد فرع قوات الأمن الخاص بالحديدة أن المخطوطات المضبوطة هي عبارة عن مصاحف قديمة مكتوبة بخط اليد بالإضافة إلى تمثال من المرمر يتراوح طوله بين الأربعين إلى الخمسين سنتيمتر .
وشكلت وزارة الثقافة لجنة من المختصين للنزول إلى محافظة الحديدة لاتخاذ الإجراءات فيما يتعلق بالمخطوطات الأثرية والتمثال التي ضبطها أفراد قوات الأمن الخاص.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إفشال محاولات تهريب الآثار والمخطوطات النادرة حيث سبقها العديد ناهيك عن تلك التي تجد طريقها إلى خارج الحدود.
وكان وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل كشف أن من بين المخطوطات المضبوطة في مديرية القناوص الجزء الثاني من كتاب القانون في الطب لابن سيناء والجزء الثالث من صحيح البخاري وكتاب للمرتضى منقول من نسخة بخط المؤلف وغيرها من المخطوطات الهامة جدا◌ٍ والتي ستمثل في محتواها انتقالا◌ٍ نوعيا◌ٍ في مسار التاريخ العلمي الإسلامي¡ حد تعبيره.
وأوضح عوبل¡ في المؤتمر الصحفي الذي عقد في 17نوفمبربصنعاء¡ أن أمن نقطة القناوص بمحافظة الحديدة ضبط في 7 نوفمبر14 مخطوطة نادرة جدا منها ثلاث مجاميع تحتوي على عدة عناوين بالإضافة إلى حجر كريم تزن سدس كيلو جرام¡ مضيفا من بين المخطوطات الجزء الثاني من كتاب القانون في الطب لابن سيناء بالإضافة إلى الجزء الثالث من كتاب صحيح البخاري وثلاثة مجاميع والجزء الثالث من كتاب نفحات العنبر في تراجم القرن الثاني عشر وكتاب الروض الباسم في الطب عن سنة أبي القاسم وتعود هده المخطوطة لبداية القرن التاسع الهجري (817) هجرية للعلامة محمد بن إبراهيم المرتضى نقل هذا المخطوط من نسخة بخط المؤلف.
وأضاف الوزير: كما تضم المخطوطات المضبوطة إلى ذلك كتاب الجزء الثاني من البيان الشافي المنتزع من البرهان الكافي للعلامة يحيى بن أحمد المظفر الناسخ عزالدين بن سعيد بن قاسم سنة (868ه) وبقية المخطوطات مخطوط بدون عنوان تاريخ النسخة 1225هجرية وكتاب الربع الأول من المنهاج وكتاب دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة والسلام على النبي المختار.
وأشار إلى أن المتاحف والآثار والمخطوطات في اليمن تعرضت للسرقات على مدى العقدين الماضيين في عدد من المحافظات. ولفت إلى خطورة الوضع الذي تعيشه الآثار والمخطوطات.
وقال العقيد محمد حمدين مدير مباحث حماية الأموال العامة بالحديدة في تصريحات سابقة أنه خلال الفترة الماضية تم ضبط الكثير من المخطوطات والتماثيل بفضل يقظة وتفاني رجال الأمن بالمحافظة.
في ظل هكذا حالة تتزايد فيها الهجمة الشرسة على الآثار سواء من خلال نبش مناطقها أو تهريبها أو سرقة المتحف فإنه لابد من تدابير أكثر كفاءة تحد من هذه الظاهرة وتحول دون فقدان الذاكرة الوطنية بفعل هؤلاء اللصوص الذين لا يعنيهم سوى المال حتى وإن أفرغت البلاد من كل الآثار.. فمن يوقف هذه الكارثة قبل فوات الأوان.

قد يعجبك ايضا