الثورة /
في الوقت الذي يعلن فيه العلماء والفلكيون خلو المجموعة الشمسية من الثقوب السوداء ويؤكدون وجودها في مجرات تبعد عنا بمسافات ضوئية، إلا أن ظهور ثقب أسود في مدينة عدن والمحافظات المحتلة نسف نظريات العلماء وأثبت أن مرتزقة العدوان ظاهرة كونية فريدة من نوعها وثقب أسود يمكنه ابتلاع المليارات من موارد البلاد في غمضة عين.
ثقب المرتزقة الأسود تحوَّل إلى حقيقة وامتلك المشروعية بعد اعتراف الفار هادي بوجوده على أرض الواقع خلال اجتماعه برموز الفساد الذين يديرون عمليات نهب المال العام منذ ثلاث سنوات، وهو الاجتماع الذي وصف فيه كهرباء مدينة عدن بأنها أصبحت ثقباً أسود يبتلع مخصصات النفط لكنه لا يضيء.
مصادر مطلعة أكدت أن وصول باخرة تحمل على متنها أكثر من ثمانية آلاف طن متري من الديزل المخصص للكهرباء إلى غاطس ميناء الزيت التابع لشركة مصافي عدن–أمس الخميس- مجرد إعلان تخديري يسمعه سكان عدن من حين لآخر، لكنهم لا يلمسونه على أرض الواقع ولا يرونه في ليالي عدن المظلمة.
وقالت المصادر: إن محطات الكهرباء، في مدينة عدن وبقية مدن المحافظات المحتلة، أصبحت المستنزف الأول والرئيسي للإيرادات العامة التي بالكاد تكفي لسداد قيمة شحنات الوقود المخصصة للكهرباء، والتي تُدار مناقصاتها من قبل هوامير الفساد في حكومة المرتزقة، مشيرين إلى أن الواردات غالباً ما تتبخر في وقت قياسي يؤهل مافيا الكهرباء للدخول في موسوعة غينس للأرقام القياسية.
وأشاروا إلى أن اعتراف الفار هادي بمثل هذه السرقات ووصفه لمن يقفون وراءها بـ”الثقب الأسود” الذي يبتلع المليارات وعدم اتخاذ أي إجراءات قانونية بحقهم، مثل اشادة بإنجازاتهم في مجال سرقة المال العام ومنحهم المشروعية في تنفيذ الكثير من العمليات بشكل علني ودونما خوف.
وكان مصدر مسؤول في شركة مصافي عدن أعلن –أمس الخميس- وصول سفينة تحمل على متنها حوالي 8200 طن متري من وقود الديزل المخصص لمحطات توليد الكهرباء، إلى رصيف ميناء الزيت، مشيراً إلى أن عملية تفريغ حمولة السفينة ستتأخر بسبب الاجراءات الصحية التي سيتخذها الميناء قبل وبعد تفريغ حمولتها.
وتأتي تصريحات مسؤول شركة مصافي عدن بعد أيام من تحذيرات أطلقتها شركة الكهرباء في عدن، من انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، إثر نفاد كميات الديزل المخصصة لتشغيل مولدات الطاقة.
وبحسب المصادر السابقة فإن الكثير من صفقات شراء المشتقات النفطية وخاصة المخصصة لمحطات توليد الطاقة الكهربائية تتم على الورق ويتم استلام المبالغ المخصصة لاستيرادها لكنها لا تصل ولا ينفذ منها على أرض الواقع شيء.
وأكدت أن تصريحات مسؤولي حكومة المرتزقة وحديثها عن معالجة مشاكل الكهرباء التي تعاني منها مدينة عدن منذ أكثر من 5 أعوام مجرد محاولات بائسة لتبرير فشلهم وعجزهم، وتبرئة أنفسهم وعدم وقوفهم واشتراكهم في عمليات نهب المال العام.