داعشية التكفير من اغتصاب الأطفال إلى اختطاف النساء!

 

فهمي اليوسفي*

بلا شك أن أي حزب أو نظام يقوم باختطاف النساء دون مسوغ قانوني، فذلك دليل على انه مجرد من القيم النبيلة والجميلة وأن آيديولوجيته وثقافته متوحشة.
الجريمة التي ارتكبتها قيادات حزب الإصلاح في مارب قبل يومين شيء مؤلم بل تصنف جريمة كبرى مكتملة الأركان قانونا وشرعا، وكلنا نتألم من جرائها.. لكن هذه هي ثقافة أحزاب التدعيش وكافة المرتزقة .
هذه هي وسائل العدوان والإنجليز وإسرائيل والأمريكان، وهذا هو السلام الذي يروجه غريفيث: اختطاف –اغتصاب- قتل.
البعض يعتبرون إقدام قيادات حزب الإصلاح الداعشي على ارتكاب هذه الجريمة قبل يومين، دليلا على انهيار الوازع الديني لدى هذا الحزب ومؤشر على انهيار أخلاقه وإنسانيته، مع أن هذا الحزب متصهين ثقافةً ومنهجاً وسلوكاً وفكرا.. لأن التصهين هو سلوك يصب نحو الاستهداف للثوابت القرآنية، ويعني عدم الاعتراف بأي دين رباني.
هنا يدفعني الفضول أن أطرح وجهة نظري حول بعض منشورات الساحة الفيسبوكية سواء كانوا قيادات في الدولة أم لا، لكن تظل وجهة نظر.
أولا: كل ألوان الطيف التكفيري بما فيه حزب الإصلاح ليس لديهم أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني لأن آيديولوجية هذا اللون صهيونية متوحشة من الباطن ولو تم النظر لما تسوقه أبواق هذا التيار في منابر العبادة لنشر الصهيونية المتوحشة سنجد ذلك إحدى الآليات لنشر ثقافة التوحش، وأنا على يقين بذلك وفقا لِكَم من المعطيات.
ولنأخذ على سبيل المثال: لقد سمعت أحد خطباء حزب الإصلاح في العام ٢٠١٢م وهو يختتم صلاة الجمعة بالدعاء ويقول اللهم اجعل نساءهم وأموالهم وبنيهم وبناتهم غنيمة لنا . فقلت في قرارة ذاتي هذا الكلام بالغ الخطورة لكونه لم يرد في القرآن لكنني توصلت لقناعة ذاتية بأن الكلام الذي ورد على لسان ذاك الخطيب الوهابي في الجامع – وهو اليوم يتجول بتركيا مع كثير من قيادات التكفير – يعمق الإجرام والجريمة عبر منبر العبادة وليس له علاقة بالدين بل هو من مخرجات الفكر الصهيوني لتشويه الوعي الجمعي، وجزء من آيديولوجية التكفير والتفجير الوهابي، وحين كانت تروج بعض قيادات التكفير ذاك الكلام المسموم عبر منبر الجامع الطاهر يعتبر دليلا أن هذا الحزب ليس لديه وازع ديني إسلامي، باعتبار الترويج لذاك الكلام الإجرامي والناعم من منابر بيوت الله الطاهرة يستهدف كلام الله ويسوق لنشر ثقافة الاغتصاب والاختطاف والقتل لكل من يقف ضد مشاريع التوحش التكفيري.
ذاك الكلام التكفيري هو يستهدف سلب العقل الجمعي.. يستهدف العاطفة الدينية لدى كافة شرائح المجتمع الإسلامي والعربي، ويعتبر بمثابة فتوى تكفيرية ذات طابع إجرامي وإنزالها للسوق الاستهلاكية كمادة غير صالحة للاستخدام الآدمي هو غش وإجرام.. الأمر الذي يجعل الوسط الشبابي يندفع لارتكاب الجريمة بموجب ذاك الكلام الذي نشره خطيب التكفير.
ما ورد على لسان الخطيب التكفيري يمثل عدواناً على القرآن والإنسان والإنسانية لكن بطرق ناعمة والمروج لنشره ربما هو قد خضع استقطابه لتيارات التدعيش وفقا لثابت الآيديولوجية الوهابية المتوحشة فتجرد من الآدمية ليصبح متصهيناً منهجا وسلوكا، متوحشا للنخاع، ويرتدي قناعاً لضرب الإنسانية من الباطن. جرائم حزب الإصلاح بحق الله والإنسان والإنسانية والأوطان لا حصر لها.
من يغوص بعمق في ترجمة أدبيات الإجرام الآيديولوجي لكافة ألوان الطيف التكفيري من الماضي للحاضر لا حصر لها بل إن هذا التيار يستمد إدمانه على ارتكاب هذه الجرائم من واقع تلك الوهابية التي جاءت كمشروع معلب جاهز من رحم دوائر جهاز الاستخبارات البريطاني الذي كان وما يزال يخضع لإدارة صهيونية من أواخر القرن الثامن عشر وحتى اليوم، بهدف تأسيس حركة صهيونية تحمل ديكوراً إسلامياً وجوهراً صهيونياً لتسخيرها كمشروع يكفل تمزيق النسيج الإسلامي الذي ظل أحد عوائق المشاريع الصهيونية في الساحة العربية والإسلامية، مع أن هناك مشاريع صهيونية متعددة تأتي معلبة جاهزة لتمزيق المجتمعات المستهدفة تقوم على قاعدة فرق تسد وتمزيق الممزق .
جزء من تلك المشاريع يتولى تسويقها كافة ألوان الطيف التكفيري سواء في الجوامع والمدارس أو المؤسسات العامة والخاصة وغيرها ومن يتمكنون من استقطابه كان طفلاً أو كهلاً يخضع لاختبار إيمانه وفقا لثوابت الوهابية وضمن معايير الاختبار من المحتمل أن يكون الشخص المستقطب لديه نقاط ضعف أخلاقية وإجرامية ليصبح مضموناً تصهينه، ومنفذا للجريمة.
لا شك أن كل من تم استقطابهم بالطفولة أو الشباب يمر باختبار الوهابية ويظل منفذا لسيئاتهم بل إن بعضاً من أعضائهم قد تمكن هذا الحزب -ربما- من الزج بهم إلى داخل القوى المضادة للعدوان راهناً، كل شيء متوقع ويقاس من خلال عدة أشياء تتجلى ببروز بعض فيروسات الإيدز التكفيري بلكنات حديثهم أو من لا يزالون متأثرين من الباطن بالخطاب التكفيري حتى وإن صلى بعضهم وصام ودخل الاشتراكي أو المؤتمر أو مع الأنصار لكن يظل فكرهم حاملاً للفيروس، بغض النظر عن إدمانهم الدخول بصف القوى المناهضة للعدوان وفقا لإسلام عكرمة ابن أبي جهل أو إدمانهم السري على العسل والحبة السوداء والإكثار من الزواج من اثنتين أو ضعف العدد.
لهذا أقول لمن ينبغي: هذا الحزب التكفيري لا يؤمن من الباطن بدين الله، بل هو حزب متوحش من القاع للنخاع معاد للقيم القرآنية، ومن أصبح اليوم بقيادة الصف الأول لتيارات التكفير هم الأكثر إجراماً وانحرافاً كما هو الحال بالزنداني والأحمر وغيرهم، لكون معظم قيادات التكفير ربما لديها عقد إجرامية وجنسية منحرفة.. وماذا تعني اختراعات الزنداني الكاذبة بعلاج مرض الإيدز وخلطة العريس وزواج الفرند وغيرها؟
لو فتشنا في بعض الأرشيفات التاريخية سنجد بصمات إجرامية لكافة تيارات التكفير الوهابي بل تعد شاهد عيان عليهم من الماضي للحاضر ولنأخذ نموذجاً منها.
فالكلام المتوحش الذي قاله القيادي الداعشي عبدالله صعتر، أن تقتل دول تحالف العدوان ٢٤ مليونا ويبقى مليون.. فماذا يعني هذا الكلام، أليس دليلاً على توحشه وصهيونيته ؟
الجريمة التي ارتكبها عبدالمجيد الزاني بعد الوحدة بحق الشهيدة لينا مصطفى عبدالخالق عندما سخر أعضاءه بشقيه الذكوري والنسائي لاختطافها من عدن وإيصالها إلى منزله بصنعاء ومن ثم قام باغتصابها وقتلها.. ماذا تعني؟
الفتوى التي أصدرها الزنداني والديلمي صيف ٩٤م باجتياح ونهب الجنوب، أليس اليمن ما يزال يدفع فاتورة تلك الفتوى خصوصا في الجنوب؟ والذي تصدى لها العلامة الراحل بدر الدين الحوثي ونجله الشهيد القائد حسين الحوثي سلام الله عليه.
جرائم الاغتيالات التي كان ومازال ينفذها هذا التيار من الماضي للحاضر أليست دليلاً على صهيونية هذا التيار ؟
جرائم الوهابية بأفغانستان من اختطاف واغتصاب وقتل النساء.. ماذا تعني؟
جرائم تيارات التدعيش والتكفير في العراق وسوريا وليبيا وأخيراً اليمن من اختطاف واغتصاب وقتل للنساء والأطفال وغيرهم لدليل على أن آيديولوجية الوهابية صهيونية بامتياز متوحشة حتى العظم وكل ذلك كان وما زال يتم بالتعاون والتنسيق مع واشنطن ولندن؟
جرائم الاختطاف والاغتصاب والقتل للوهابية السعودية منذ عهد عبدالعزيز السعود لا حصر لها وتشهد حلقات التاريخ بذلك، جرائم حزب الإصلاح منذ بدء العدوان وحتى اليوم في تعز والجنوب من اختطاف واغتصاب وقتل للنساء والأطفال، لا حصر لها، أليس مجمل هذه الجرائم دليلاً على أن كل تيارات التكفير متصهينة ومتوحشة؟
جرائم حزب الإصلاح مع بقية القوات المشتركة لدول تحالف العدوان باليمن من ٢٠١٥م وحتى اليوم لا حصر لها ويكفي الاستدلال بكم من الجرائم التي ارتكبتها قوات المرتزقة من الجنجويد، بما فيها التي تطال بعض الشباب المرتزقة من اليمنيين .
جريمة اختطاف النساء في مارب ليست الأولى من نوعها بل حزب الإصلاح لديه مشاريع واستثمارات إجرامية قائمة من الماضي للحاضر، ،أليس هو من اقتحم السجن المركزي بتعز وأطلق المجرمين منها ذكورا وإناثا وسخرهم لنشر الإجرام الوهابي المتوحش وتصدير بعضهن إلى شركات خارجية تسوق القتل والغرام وما هو محرم ؟
أليس حزب الإصلاح حائزاً على الأيزو في ارتكاب جرائم الاختطاف وتجارة الأعضاء والمخدرات ويكفي الاستدلال بمزارع طالبان بأفغانستان؟
ألم تكن قيادات في حزب الإصلاح في الماضي تمارس الجريمة ضد النساء داخل السجون الاستخباراتية بصنعاء والتي كان يشرف عليها محمد اليدومي ضابط المخابرات ؟
كما أن العودة لترجمة بيان مجلس الأمن مؤخراً بشأن اليمن يضع العديد من علامات الاستفهام، فقد يكون يحمل بطياته ضوءاً أخضر للشروع بارتكاب هذه الجريمة. لأن البيان أغفل الإرهاب الداعشي في المحافظات الخاضعة للاحتلال، ولكون مارب بالنسبة لواشنطن ولندن هي بوابة الأطماع لليمن من الماضي للحاضر وغريفيث قد يرفع ضمن إحاطاته القادمة أن دواعش الإرهاب في اليمن هم السلام الذي ليس له مثيل..
إذا لا تعد جريمة اختطاف النساء في مارب فريدة من نوعها بالنسبة لمن يتناول قراءة محطات تيارات التكفير والتفجير، بل إن كل من يتناول تحليل هذه القضايا بعين العقل سيجد كل شيء متوقعاً من تيارات التدعيش: اختطاف، اغتصاب، نهب قتل، كل شيء قذر يقدمون عليه.
السؤال الذي يطرح ذاته، لماذا حددت قوى التدعيش تاريخ تنفيذ هذه الجريمة في ظل المباحثات القائمة حول الأسرى والمتزامنة مع المتغيرات والمستجدات التي تشهدها المنطقة؟
من وجهة نظري باختصار ان هناك عدة أهداف لتنفيذ هذه الجريمة منها حرف أنظار العامة عن مشاريع التطبيع مع كيان صهيون في المنطقة .
إنتاج قضايا مستجدة يتولى هندستها وإنتاجها بشكل يومي مطبخ المرتزقة بحيث تتفاقم كل يوم وتصبح اهتمامات العامة تدور حول ما هو مستجد باعتبار ذلك يشتت الرأي الجمعي خصوصا القوى التي ترفض وتواجه العدوان .
محاولة هذا التيار الضغط على كافة العائلات التي ترفض المشاركة مع المرتزقة في معركة العدوان وكوسيلة لإقحام كثير من أبناء مارب بمساندة دول التحالف.
المشاركة في توسعة مشاريع الإرهاب بمحافظة مارب تلبية للرغبة الغربية ولأن قرار التصنيف الأمريكي ضد أنصار الله يمنح التكفيريين فرصة أكبر لتنمية مشاريعهم الإرهابية .
لكي لا يلتفت العامة للتوافد الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي سواء بحوض البحر الأحمر أو بحر العرب بما فيه الجزر اليمنية أو المهرة وحضرموت وباب المندب وغيرها، لإيجاد عوائق أمام القوى المناهضة للعدوان من استكمال تحرير مارب .
هذه نبذة من الأهداف لكنني على قناعة ذاتية أن حزب الإصلاح الداعشي لن يعلن توبته عن هذه الجرائم باعتباره وصل لمرحلة الإدمان، الطبع غلب التطبع، ولنأخذ في الحسبان أن الوهابية هي إيدز الشعوب، تنفيذ هذه الجريمة جزء من التطبيع مع الكيان الصهيوني بشكل غير مباشر.
على هذا الأساس أقول: سلام الله على أنصار الله وعلى قائد الثورة السيد الرمز والعلم، عبدالملك الحوثي لأن لديه قيماً قرآنية ولأنه قائد غير متوحش. بل هو قائد إنساني واستثنائي ونذر ذاته للدفاع عن الأمة والإنسانية ،تعظيم سلام لهذا القائد العظيم، فسلام الله عليه وسلام الله على كل شهيد واجه العدوان .
ليعلم حزب الإصلاح أن اختطاف سميرة مارش في العام المنصرم كان عاملا لتحرير الجوف وأجزاء كبيرة من محافظة مارب واليوم إقدام عرادة هذا الحزب على ارتكاب هذه الجريمة في مارب التاريخ سيكون بإذن الله وبركة سواعد المجاهدين عاملا لتحرير بقية المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة الاحتلال الصهيوسعودي وأدواته الداعشية، وسيكون مصير العرادة إما صريعا أو أسيرا أو مهانا كصديقه الداعشي المرتزق العكيمي .
أما مبعوث الغفلة لمجلس الأمن فلا نتوقع منه سوى نفس النغمة والمصطلحات المتكررة كعادته، تدابير احتياطية وعلى أمل، والغرض من ذلك تمييع هذه القضية ولن يبرز الجريمة بل سيعتم عليها وعلى الإرهاب.
تباً لمن يختطف النساء، تباً لكافة مشاريع التدعيش والدعشنة، تباً لعرادة العمالة والإرهاب مع أن الألم يزداد من جراء هذه القضية، والحديث متشعب عنها، لكن خير الكلام ما قل ودل .. فلنستمر في مواجهة العدوان والحصار وتطهير البلد من كل مشاريع التدعيش والعمالة وكل من يدافع عن أرضه وعرضه فهو شهيد.
نائب وزير الإعلام

قد يعجبك ايضا