محمد صالح حاتم
يقال في المثل: “إن كنت من الموت هارب.. ماحد من الموت ناجي وإن كنت من الجوع هارب… فاهرب سحول ابن ناجي”.
والسحول قاع فسيح ، وأرض خصبة تكسوه الخضرة طوال العام يشتدّ اليه نضر الداخل إلى مدينة إب الجميلة من الشمال، اشتهر السحول بزراعة أجود أنواع الحبوب وخاصة ً الذرة.
سمي بسحول ابن ناجي نسبة ً إلى السلطان الحسين بن ناجي الحدي.
والسحول : السَّحل : الثوب الأبيض والجمع سحول.
ذكره الهمداني في كتاب صفة جزيرة العرب صفحة ١٩٦، بقوله:
مخلاف السحول : ابن سوادة، ساكنه آل شرعب بن سهل ووحاطة بن سعد وبطون الكلاع وهي بطون من حمير منها السحول بن سوادة.
وفي شرح معاني الكتاب قال القاضي محمد بن علي الأكوع الحوالي : السحول مخلاف واسع يمتد من عقبة الذهوب من مدينة إب جنوبا ًإلى القفر شمالا ًوما اكتنف ذلك من الهضاب والآكام والشعاب شرقا ًوغربا ً، وقد تطور اسم هذا المخلاف فقد سمِّي بمخلاف الكلاع ثم سمِّي بمخلاف جعفر باسم الأمير جعفر بن إبراهيم المناخي الحميري واشتهر بهذا إلى اليوم ويطلق عليه الاقليم الأخضر أو اللواء الأخضر، ويقول العامة إنه مدعو ٍله بالخير والبركة ويروون قوله (بارك الله بالوادي المستقبل ما بين خدد وأنور وحب والتعكر) انتهي ما ذكر في كتاب صفة جزيرة العرب عن السحول.
ومياه السحول تصب في وادي زبيد.
والسحول اليوم هي احدى عزل مديرية المخادر بمحافظة إب الخضراء..
ويشتهر وادي السحول بزراعة شتى أنواع المحاصيل النباتية ومنها :
الذرة الرفيعة: وتبلغ المساحة المزروعة حوالي 672 هكتارا.
الذرة الشامية: 336 هكتارا.
البطاط: 11.2 هكتار.
الطماطم: 1.7 هكتار.
الكوبش: 0.6 هكتار.
القات: 97 هكتارا.
ولم نتمكن من الحصول على كميات الإنتاج نظرا ً لعدم حصولنا على المعلومات من الجهات المختصة.
وتسقى جميع المحاصيل بطريقة الغمر، وهو ما يهدد بنضوب المياه في السحول والذي بدأ يشهد نضوب المياه فيه، وأصبحت الآبار الارتوازية تنتشر بكثرة وبشكل ٍ عشوائي. وتستخدم أكثر كميات المياه في سقي وري القات.
ورغم خصوبة أرض السحول وكميات الإنتاج العالية فيها إلا ّ انه في الآونة الأخيرة ظهرت عدة ظواهر تهدد الزراعة في السحول ومنها الزحف العمراني وانتشار المباني الخرسانية وسط القاع الخصيب، والذي يهدِّد بحرمان الأجيال القادمة من خيرات ومنتجات الأراضي الزراعية.
والظاهرة الأخرى هي التوسع الكبير في غرس أشجار القات على حساب زراعة الحبوب وهذا يعد خطرا ً كبيراً يقف عائقاً أمام من تحقيق الأمن الغذائي من الحبوب والقمح..
وهنا نوجِّه دعوة إلى الجهات المختصة في وزارة الزراعة والري والسلطة المحلية في محافظة إب بضرورة منع بيع الأراضي الزراعية ومنع البناء فيها، ومنع غرس اشجار القات في السحول وغيره من القيعان والأودية الخصبة.
ملاحظة: الإحصائيات والأرقام من مكتب الزراعة بمحافظة إب.