تزعم أمريكا أنها تدافع عن الشعوب والأمم وعن الحرية وتواجه الإرهاب، بينما هي في الواقع صانعة للإرهاب ومصدرة للإرهاب وتحاول فرض سياستها وعنجهيتها على الشعوب والأمم الحرة من خلال بلطجتها وعربدتها وتدخلها في شؤون الشعوب والأمم ومحاولة إخضاعها وجعلها تسير في الركب الأمريكي الصهيوني والخضوع للسياسة الأمريكية الغاشمة، ومن يعارضها أو يقف في وجه سياستها الرعناء ومؤامرتها الخبيثة يوصم بالإرهاب وأنه من اتباعه..
لذلك كان موقف الشعوب والأمم الحرة دائما وأبدا هو التصدي لتلك السياسات الأمريكية الخبيثة ومحاولتها فرض هيلمانها وعنجهيتها، وكان في مقدمة من تصدوا لذلك الأدباء والكثير من المثقفين الأحرار في العالم والوطن العربي..
وممن كتبوا عن الإرهاب الأمريكي الشاعر الكبير الراحل نزار قباني الذي كتب قصيدة بعنوان “أنا مع الإرهاب”، وفي ما يلي مقاطع من هذه القصيدة:
متهمون نحن بالإرهاب
أذا كتبنا عن بقايا وطن …
مخلع … مفكك مهترئ
أشلاؤه تناثرت أشلاء …
عن وطن يبحث عن عنوانه …
وأمة ليس لها سماء !!
***
عن وطن .. لم يبق من أشعاره
العظيمة الأولى …
سوى قصائد الخنساء !!
***
عن وطن لم يبق في آفاقه
حرية حمراء .. أو زرقاء … أو
صفراء …
***
عن وطن … يمنعنا ان نشتري
الجريدة
أو نسمع الأنباء …
عن وطن … كل العصافير به
ممنوعة دوما من الغناء …
عن وطن …
كتابه تعودوا أن يكتبوا
من شدة الرعب …
على الهواء !!
***
عن وطن يشبه حال الشعر في
بلادنا
فهو كلام سائب …
مرتجل …
مستورد…
وأعجمي الوجه واللسان …
فما له بداية …
ولا له نهاية …
ولا له علاقة بالناس … أو
بالأرض …
أو بمأزق الإنسان !!
***
عن وطن …
يمشي إلى مفاوضات السلم
دونما كرامة …
ودونما حذاء !!
***
لم يبق في حياتنا قصيدة …
ما فقدت عفافها …
في مضجع السلطان…
**
لقد تعودنا على هواننا ..
ماذا من الإنسان يبقى …
حين يعتاد الهوان؟؟
**
عن أسامة بن منقذ …
وعقبة بن نافع …
عن عمر … عن حمزة …
عن خالد يزحف نحو الشام …
ابحث عن معتصم بالله …
حتى ينقذ النساء من وحشية
السبي …
ومن ألسنة النيران !!
ابحث عن رجال آخر
الزمان…
فلا أرى في الليل إلا قططا
مذعورة …
تخشى علي أرواحها …
من سلطة الفئران !!
***
هل العمي القومي …قد أصابنا
وهو أبكم ؟
أم نحن نشكو من عمى الألوان
**
متهمون نحن بالإرهاب …
أذا رفضنا موتنا …
بجرافات إسرائيل …
تنكش في ترابنا …
تنكش في تاريخنا …
تنكش في إنجيلنا …
تنكش في قرآننا …
تنكش في تراب أنبيائنا …
إن كان هذا ذنبنا
ما أجمل الإرهاب ….
***
متهمون نحن بالإرهاب …
إذا رفضنا محونا ….
على يد المغول … واليهود
… والبرابرة …
إذا رمينا حجرا …
على زجاج مجلس الأمن الذي
استولى عليه القياصرة !!
***
متهمون نحن بالإرهاب …
إذارفضنا أن نفاوض الذئب
وأن نمد كفنا لعاهرة !!
**
أمريكا …
ضد ثقافات البشر…
وهي بلا ثقافة …
ضد حضارات الحضر
وهي بلا حضارة
أمريكا …
بناية عملاقة
ليس لها حيطان !!
***
متهمون نحن بالإرهاب …
إذا رفضنا زمنا
صارت به أمريكا
المغرورة … الغنية … القوية
مترجما محلفا …
للغة العبرية !!
**
متهمون نحن بالإرهاب …
إذا رمينا وردة …
للقدس …
للخليل …
أو لغزة …
والناصرة …
إذا حملنا الخبز والماء …
إلى طروادة المحاصرة …
*
متهمون نحن بالإرهاب …
إذا رفعنا صوتنا
ضد كل الشعوبيين من قادتنا …
وكل من قد غيروا سروجهم …
وانتقلوا من وحدويين …
إلى مساسرة !!
***
إذا اقترفنا مهنة الثقافة …
إذا تمردنا على أوامر
الخليفة
العظيم .. والخلافة …
إذا قرأنا كتبا في الفقه
… والسياسة …
إذا ذكرنا ربنا تعالى…
إذا تلونا (سورة الفتح) ..
وأصغينا إلى خطبة يوم الجمعة
فنحن ضالعون في الإرهاب !!
متهمون نحن بالإرهاب …
إن نحن دافعنا عن الأرض
وعن كرامة التراب
إذا تمردنا على اغتصاب الشعب
واغتصابنا …
إذاحمينا آخر النخيل في
صحرائنا …
وآخر النجوم في سمائنا …
وآخرالحروف في أسمائنا …
وآخر الحليب في أثداء أمهاتنا
إن كان هذا ذنبنا …
ما أروع الإرهاب !!
***
أنا مع الإرهاب …
إن كان يستطيع أن ينقذني
من المهاجرين من روسيا …
ورومانيا، وهنقاريا، وبولونيا …
وحطوا في فلسطين على أكتافنا
ليسرقوا … مآذن القدس …
وباب المسجد الأقصى …
ويسرقوا النقوش …
والقباب …
**
أنا مع الإرهاب …
إن كان يستطيع أن يحرر
المسيح …
ومريم العذراء …
والمدينة المقدسة …
من سفراء الموت والخراب !!
***
بالأمس …
كان الشارع القومي في بلادنا
يصهل كالحصان …
وكانت الساحات أنهارا
تفيض عنفوان …
وبعد أوسلو …
لم يعد في فمنا أسنان …
فهل تحولنا إلى شعب
من العميان .. والخرسان ؟؟
***
متهمون نحن بالإرهاب …
إن نحن دافعنا بكل قوة
عن إرثنا الشعري
عن حائطنا القومي ..
عن حضارة الوردة ..
عن ثقافة النايات .. في جبالنا
وعن مرايا الأعين السوداء
**
متهمون نحن بالإرهاب …
إن نحن دافعنا بما نكتبه …
عن زرقة البحر …
وعن رائحة الحبر
وعن حرية الحرف …
وعن قدسية الكتاب !!
***
أنا مع الإرهاب …
إن كان يستطيع أن ينقذني
من قيصر اليهود …
أو من قيصر الرومان !!
***
أنا مع الإرهاب …
ما دام هذا العالم الجديد …
مقتسما
ما بين امريكا .. وإسرائيل
بالمناصفة !!