عبدالله عباس.. واحتراف الكتابة

 

زيد الفقيه
الحديث عن الأستاذ المهندس / عبدالله بن عباس بن محمد الارياني حديث عن شابٍ عمره الأدبي أربع عشرة سنة وتحديداً منذ عام 2006م إذ أطل ـ في ذلك العام ـ على الحياة الأدبية بعملين سرديين هما : رواية “بدون ملل” ومجموعة “حكاية كل خميس” ، هذا العمر لا يُعدُّ طويلاً بالمقارنة إلى الأعمال السردية التي تولدت عن أفكار هذا الكاتب ، إذ أصدر ثمان رواياتٍ هي :
1ـ بدون ملل – 2006م.
2ـ الصعود إلى نافع- 2007م.
3ـ الغُرم – 2008م.
4ـ مئة عام من الفوضى- 2009م.
5ـ سمُّ الأتراكِ – 2012م.
6ـ جولة كنتاكي – 2014م.
7ـ حانوت شوذب – 2017.
8ـ الحرب في زمن الكلاشنكوف- 2018م .
كما أصدر أيضاً ست مجموعات قصصية هي :
1ـ حكاية كل خميس – 2006م.
2ـ الزَّارقة – 2007م.
3ـ حديث كل يوم – 2011م.
4ـ 2011 – 2013م.
5ـ هدنة سمية – 2015م.
6ـ سوق البليلي – 2020م.
وأصدر خلال هذا العمر الأدبي القصير أربع أعمال مسرحية هي :
1ـ دجلة الشهيد – 2007م.
2ـ سيدة النهرين – 2008م.
3ـ سيف العقدة سيف الحل – 2009م.
4ـ قميص الحمدي ومكتبة سعيد- 2012م.
وهذه الأعمال لم تلدها أفكار هذا الكاتب اعتباطاً بل هي حصيلة سنوات من القراءة والمطالعة في متون وهوامش وتقريضات أمهات الكتب ، إذ كان والده القاضي العلامة عباس بن محمد الارياني يمتلك مكتبة عامرة بكل جديدٍ وقديم مما نسخته أسنان المطابع وخطه الورَّاقون ، هذا الفيض السردي جاء يشبه إلى حدٍ كبير ذلك الفلاح وتلك الراعية التي تقف على قمم جبال ريمان ورقة إريان ، بسيطٌ في لفظه ، عميقٌ في معناه ، بعيدٌ في مرماه .
ونقف هنا على مشهدين سرديين من أعمال المحتفى به اليوم لتكون شواهدَ على ما ذهبنا إليه :
المشهد الأول : من مجموعة “سوق البليلي ” في قصة “محواش اللحم” يصف الكاتب المحواش والمهمة التي يقوم بها في المطبخ ، ثم يصرف ذهن القارئ إلى مهمة أخرى ذات أبعاد سياسية وعسكرية وهي المعنية بالدلالة ، خاصة وهو يشير إلى الأحياء البحرية المختلفة الكبيرة والصغيرة التي في ذلك الحوض المائي وقد أشار ـ في النص ـ إلى أن هذه الأحياء البحرية الكبير منها يأكل الصغير، لكن المحواش أخضع الجميع داخل هذا الحوض لنظامه.
المشهد الثاني : من مجموعة “حديث كل يوم ” في قصة الوبلي ، يضع الكاتب أمام القارئ تساؤلاً كبيراً : ما هو الوبلي ؟ هل هو تلك النبتة الخبيثة التي يجدها الفلاح في أرضه؟ أم أن الوبلي عند عبدالله عباس شيءٌ آخر ؟ وإن أخذ هذا الآخر من صفات الوبلي الحقيقي ، هذا الآخر في التورية البلاغية لدى الكاتب هو : الحاكم ، والفساد ، والمحسوبية ، والشللية ، و… قل عنه ما شِئت من الدلالات التي ينصرف ذهن القارئ اللبيب إليها .
أكتفي بهاذين الشاهدين من أعمال ابن عباس لأصل إلى خلاصة أن عبدالله عباس الارياني يكتب السردَ ببراعة وسهولة ، لكن مرامي سردية ابن عباس أيا كانت مراميها بسيطة في لفظها عميقة في معناها بعيدة في مراميها .
أشكر هذا الكاتبَ على نتاجه الإبداعي الذي انطلق من عمق هذا المجتمع البسيط وتحدث بلسانه ، وكان صوته فيما ذهب إليه وبثه بين دفات مؤلفاته .

قد يعجبك ايضا