د.إبراهيم طلحة
يقال: إن الجمال في عين الرائي، وليس بالضرورة أن يكون في ذات الشيء، فلكل إنسانٍ معاييره الجمالية، ومن هنا تخضع مقاييس التفضيل الجمالي ومعاييره لاعتبارات عديدة؛ فما تعده أنت جميلاً قد لا يعده غيرك كذلك، والعكس صحيح، أو لنقل: إن العكس وارد.
والعوامل التي تؤثر على تفضيلاتنا وأذواقنا الجمالية تشتمل على عوامل داخلية نفسية، ترتبط بالفطرة أو بالغريزة، وعوامل خارجية أو بيئية اجتماعية محيطة، فأنت قد تفضّل صورة أو ترشح شخصية من بلادك لمجرد ارتباطهما فطريًّا بنفسيتك، وقد تفضّل البنت البيضاء أو السمراء أو الفطساء أو الخنساء، لارتباطها بك روحيًّا ووجدانيًّا وربما غريزيًّا، فميل القلب قد يجعل الإنسان يركض وراء المحبوبة مثل الكلب!
وأما العوامل الاجتماعية فحدّث عنها ولا حرج في مثل مجتمعاتنا المحلية العربية، إذ تتحدد الاختيارات المفضلة هنا بناءً على رغبات الجمهور وحجم التصفيق، حيث إنَّ أحدنا قد يسمع بأنَّ “فلان الفلاني” شاعر مبدع أو مفكر كبير أو سياسي محنك أو مثقف عظيم، فيسكنه لا شعوريًّا اعتقاد لا يخرج عن هذا السياق، ولو سألته: لماذا فلان من المذكورين مبدع أو محنك أو كبير أو عظيم؟، فقد يقول لك: لا أدري، والله العظيم!
وإذن، فنحن محكومون بعوامل تذوُّق جمالي خارجة عن إرادتنا، وقد تكون مؤثراتها غير موضوعية أو غير عفوية في أحيان كثيرة، ولربما كانت من باب تشابك الظروف بالحروف!