العدوان السعوأمريكي
سامي عبدالله الشبامي
إن العدوان بمفهومه الواسع هو الاعتداء على الغير وتجاوز حدوده بقصد إيذائه والإضرار بخصوصياته وممتلكاته وهدم وتخريب مظاهر الحياة التي بها يعيش الإنسان سالما مطمئنا..
ومن سنن الله في الكون أن جعل الحق منهاجا واضحا يسير فيه الطيبون المسالمون وقدوتهم في ذلك هم الأنبياء والرسل وأتباعهم من الصالحين ..
أما طريق الباطل فهو منهاج الضالين الذين ارتضوا لأنفسهم البعد عن طريق الحق بل دفعت بهم أنفسهم إلى محاربة أهل الحق على مدى التاريخ ..
إننا – نحن اليمنيين- نمر بمنعطف خطير يتمثل في ما درجت عليه جارة السوء – السعودية – من الحؤول دون نماء وازدهار اليمن وتطوره ، فسعت بكل ما لديها من إمكانيات مادية وغير مادية إلى الاعتداء على بلد الإيمان والحكمة ، هذا البلد الطيب الذي لم يضمر في تاريخه سوى الخير لجيرانه منذ فجر التاريخ .. ولكنها سنة الله أن يميز الخبيث من الطيب ويجعل القرن الحادي والعشرين تكتنفه أحداث مغبونة ما جعل هذا العصر الراهن عصر انكشاف الحقائق ، ووضوح السالكين سلوك الأنبياء ووضوح السالكين سلوك الغوغائيين ..
ونحن على أعتاب العام السابع من العدوان الغاشم الذي استهدف كل شيء في بلادنا الحبيبة معتديا بكل صلفه وعتاده وتماهيه مع العدو الصهيوني طمعا في نيل رضا الطاغوت فاستحب لنفسه العمى على الهدى وأخلص في تماهيه مع الشيطان ولم يسلم من عدوانه لا الحجر ولا الشجر ولا البشر ، مستهدفا الأطفال والنساء والشيوخ في صورة قبيحة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أننا نمر بمرحلة مهمة وفارقة في تاريخنا تستدعي أن نستيقظ من سباتنا وأن نتوجه إلى ميادين القتال ، إلى الجبهات، فهي مقام الشرف الحقيقي للوجود .. دفاعا عن أرضنا وترابنا ضد المحتل الغازي الذي لا يرقب في مؤمن إلاَّ ولا ذمة ..
إن من واجبنا كمسلمين أن نتوجه إلى جبهات القتال دفاعا عن أعراضنا وأموالنا وأرضنا وترابنا الغالي، فبدون الجهاد نكون خاضعين للأعداء وخانعين ومطأطئي الرؤوس ، وبالجهاد نكون أهل الله المقتدين بهدي نبيه وآل بيته عليهم السلام. .
إن المرحلة مهمة تستدعي منا طلابا وأكاديميين بل وكل من ينتمي لتربة هذه الأرض الطاهرة أن نرص الصفوف، كل في مجاله ، ومن مكانه ، ومن وظيفته ، لنكون سدا منيعا أمام مطامع العدوان ، لنثبت للعالم أجمع أننا أقوياء حقا وأن ذرة من تراب هذا الوطن تفتديها الدماء والأرواح وكل غال ..
إن المجالات الأكاديمية حاضرة وتستدعي تفعيلها ؛ ففي المجالات الصناعية يجب أن نطور من صناعاتنا لا أن نكون مرتهنين للخارج ، فليس لشعب أن تقوم له قائمة أو يواكب مجالات العصر ما لم يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع..
إننا نفخر رغم إمكانياتنا المتواضعة بأننا اجتزنا ما كان يعتقده البعض مستحيلا ، فلقد أدهشنا العالم بتطويرنا في المجالين العسكري والصناعي دون احتياج لأحد ، وأثبتنا أن إرادتنا وعزيمتنا هي ما نراهن عليه ، ورغم أن تحالف العدوان جمع عتاده وإمكانياته ؛ إلا أنه لم يصمد ولا لدقيقة واحدة أمام طائراتنا المسيَّرة التي دكت أوكار العدوان ووصلت إلى عمق دولة العدوان مدمرة أكبر شركة لديها وهي شركة أرامكو ، ما يدل على تأثير معادلة الردع أو موازنة الردع التي آتت أكلها وأصبحت أمرا مهما يعمل لها الأعداء ألف حساب ..
إننا في ظل قيادتنا الحكيمة ممثلة في السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي قائد الثورة، والأخ مهدي المشاط رئيس الجمهورية لنأمل خيرا في المستقبل القريب، وبشائر النصر تتوالى تباعا.. فما وهنت أمة اتخذت القرآن منهجا لها.. وما المسيرة القرآنية إلا ترجمة حقيقية لمضامين الدستور الإلهي الذي إن حدنا عنه ضللنا وإن تمسكنا به أخذنا إلى بر الأمان.