يوم الاستفتاء الشعبي

 

علي محمد الأشموري

طوفان بشري شهدته العاصمة صنعاء وبقية المحافظات المحررة.. نعم هو شعب المقاومة والرافض للقرارات الأمريكية بالتصنيف “المستورد” والممول سعودياً وإماراتياً في آخر أيام ترامب الراحل غير مأسوف عليه والمختل عقلياً، نعم هذا هو الشعب اليمني الأصيل الذي انحنت له قبعات العالم ووجه صفعة قوية لدول العدوان والاستكبار وأذيالهم من مرتزقة الداخل “الكومبارس” المنبطحين لـ”نتنياهو” ولـ”ابن سلمان وابن زايد وعربان “الأخضر الأمريكي” وممالك الرمال “اليتامى..
تلك الحشود الغفيرة التي تذكرنا بالحجيج في أوج ازدهاره، قبل “فايروس كورونا” وقبل تسييس المشاعر المقدسة، وقبل التطبيع وبيع الأوطان والشعوب بالجملة عربية وإسلامية، ذلك السيل البشري الهادر الذي قال كلمته ووجه الصفقة للآلة الإعلامية التي سقطت بعد أن وصلت إلى رمقتها الأخيرة، والتي حاولت بخبث ترويع العالم الحر من الخروج بطرق أثبتت فشلها فعضت أصابع الندم لذلك المنظر المهول من أبناء اليمن الاقحاح الأمر الذي أحبط دول العدوان على اليمن- الداخلي والخارجي وألجم ألسنتهم وكسر أقدامهم نعم إنه يوم “الثورة” الجديدة، يوم الاستفتاء على شرعية أنصار الله بلوحة مليونية لم يسبق لها في التاريخ مثيل، خروج مشرِّف يدين ويستنكر القرار الجائر والحصار وقرارات المعتوه ترامب وانبطاح ممالك الرمال تحت الراية الصهيونية المحتلة للأرض والعرض وما تسمى شرطي المنطقة..
الآن وبعد ذلك الاستفتاء على القرار الأرعن بتصنيف أنصار الله بالإرهاب بمباركة السودان التي ارتمت في أحضان الصهيونية العالمية وقبلها الإمارات المحتلة للشطر الجنوبي من الوطن الناهية لخيراته وثرواته البحرية وتتحكم في الثروات والمشتقات النفطية وتقمع أي صوت حر بالاغتيالات أو بالإخفاء القسري في السجون السرية ومثلها مملكة الرمال السعودية وأجندتها في جنوب الوطن ومد أنابيب الغاز والبترول عبر المهرة المقاومة للاحتلال وشبوة الرافضة للمشاريع الإماراتية السعودية اللتين تحاولان إرضاء الإدارة الأمريكية الجديدة بعد رحيل “ترامب” ومجيء بايدن الذي وعد بإنهاء الحرب في اليمن ووعد بفتح كل الملفات الإرهابية السعودية والإماراتية وبح صوت ضاحي “خرفان” الذي أصبح أضحوكة في معظم القنوات الفضائية المتحررة وعلى منصات التواصل الاجتماعي وكشف “عورته” بالقول والفعل..
خرج الشعب اليمني الحر ومعه أحرار العالم ليقول كلمته الفصل الرافضة للاحتلال من أمريكا اللاتينية إلى آسيا..
خرجوا أحراراً رغم حظر التجوال بسبب جائحة كورونا، فهل أقتع الخروج الهادر “بايدن” بمظلومية الشعب اليمني..
وأن القرارات التي اتخذتها سلفه كانت القشة التي قصمت ظهر أمريكا وتحالفاتها التي حاولت أن تستأسد على اليمن فانتكست وعادت إلى تصريحات الراحل “هيكل” الذي حذر من الدخول في المستنقع اليمني فمات مسموحاً وكان رايه هو الصائب، وتابع كاتب السطور قبيل 25 يناير ما تحدث به لقناتي “RT” الروسية مع سلام مسافر ومع الجزيرة القطرية، حيث وضع النقاط على الحروف وأجاب على أسئلتهما بكل صراحة وأريحية الأستاذ السياسي البارع والمثقف المخضرم / محمد علي الحوثي..
وحسب فضائية “الميادين” فإن إدارة بايدن ألغت القرار المتعسف ضد أنصار الله من قائمة الإرهاب..
اليمن تحرر عقله من المقالات التي هيمنت على قراره منذ الأزل، وبالعودة إلى تلك التظاهرة والسيل الجارف والطوفان البشري الرافض لكل القارات المدفوعة الأجر أذكر هنا حادثتين:
الأولى: بجوار مدرسة “نشوان” وفي الطريق الضيق المؤدي إلى باب اليمن كان المخنق من كثرة البشر، فقد قام أخد الأشخاص يصيح بأعلى صوته ويده تضرب يميناً وشمالاً حتى أن كاتب السطور لم يسمع ولم يحس إلا بضربة في ظهره فقفز الصديق والأخ الأستاذ/ محمد راصع ليلقنه درسا، فحاول أن يعتذر بكل سذاجة قائلا “أنا آسف كنت أظن أنك طالب؟ّ!
لم يقبل كاتب السطور اعتذار ذلك المندس فتمالك أعصابه ونهره بكلمات اختفى بعدها وكأنه “فص ملح وذاب” وهذا في اعتقادي هو إحدى أدوات العدوان الذي حاول إفراغ غيظه في ظهر كاتب السطور!!
بعد انتهاء الفعالية الكبرى “وقيامة الأنصار على الأمريكان” عدنا وأثناء العودة جلسنا لاحتساء الشاي أمام وزارة الثقافة.. جاء شخص يسوق دراجة نارية وقال “ليش هذا الخروج؟ يردوا هادي، وكل شي عيسبر” فزمجرت عينا الصديق محمد راصع وصاح في وجهه: اذهب من هنا ورماه بأقذع الكلمات “والدماء التي سالت وكان هو المتسبب في قتل الأطفال والنساء والشيوخ”!! .. تطور الموقف وشعرت بأن الرجل يريد بث سمومه حقدا على الخروج والسيل الهادر.. تم طرد ذلك المتسول “ففحط” بالدراجة النارية وهرب.. عجبا يا عبدة الدرهم والريال!!
“آخر الكلام”
الآن وبعد انتصار اليمنيين الأقحاح المقاومين بالخروج المشرِّف أسوق رأيا إلى معالي وزير الداخلية بتفعيل الشرطة الراجلة في الأسواق وشرطة الآداب، فنحن اليوم أحوج ما نكون إلى كبح جماح من في قلبه مرض و”صعاليك” الشوارع الذين يضايقون عباد الله خاصة النساء.. ولن أزيد لأن الردع مطلوب.
والله من وراء القصد .

قد يعجبك ايضا