التضامن العالمي مع الشعب اليمني
عبدالفتاح علي البنوس
يوم عالمي للتضامن مع مظلومية الشعب اليمني ، يوم عالمي تبنته العديد من المنظمات والهيئات والجمعيات الحقوقية والإنسانية الدولية من مختلف دول العالم ، يوم عالمي ارتدى فيه الكثير من الناشطين والناشطات والحقوقيين والحقوقيات ومئات الأحرار في العالم السترات الواقية للسلامة في مدنهم في سياق احتجاجاتهم السلمية المناهضة للحرب والحصار على بلادنا وشعبنا ، مبادرة طوعية إنسانية تم الترتيب والتنسيق لها من باب الانتصار الأخلاقي لقيم الإنسانية في المقام الأول ، ولمظلومية الشعب اليمني التي لا مثيل لها على مر التاريخ .
المظلومية التي يتعرض لها أكثر من ثلاثين مليون مواطن يمني ، يتعرضون لعدوان غاشم تقوده أمريكا والسعودية وتشارك فيه أنظمة العمالة والخيانة وفلول الارتزاق والارتهان ، من جنسيات مختلفة جمعتهم قضية واحدة ، قضية عادلة ، من أوربا وأمريكا وأستراليا وأفريقيا وآسيا ، كلهم تحركوا بدافع داخلي ، حرك ضمائرهم الحية
التي ظلت عصية أمام مغريات السعودية والإمارات ، أكثر من 300 منظمة دولية خرجت مجتمعة في بيان لها مطالبة بإنهاء الحرب على اليمن حيث تضمن البيان مطالبة حكومات الدول التي تنتمي إليها بالعمل على ( ان توقف الاعتداء الأجنبي على اليمن ، و ان توقف الاسناد التسليحي والحربي للسعودية العربية والامارات المتحدة ، و ان ترفع الحصار على اليمن وتفتح جميع الموانئ البحرية ، و ان تعيد وتوسع المساعدات الإنسانية لشعب اليمن ) .
هذا الموقف الإنساني وهذا التحرك العفوي المسؤول صدر عن أشخاص نختلف معهم في الدين ، ولا تجمعنا بهم أي صلات أو روابط ، ولكنهم تحركوا بدافع إنساني بحت ، ليقولوا لبغاة العالم وقتلة العصر من بني سعود وآل نهيان ومن خلفهم الصهاينة والأمريكان ومن دار في فلكهم بأن شعوب العالم ترفض الحرب على اليمن ، وآن الأوان بأن يصحوا أصحاب الضمائر الميتة ويخرجوا أنفسهم من دائرة الصمت والتجاهل لمعاناة الشعب اليمني المعتدى عليهم الذين يتعرضون لحصار غاشم ظالم ، أوشك على دخول عامه السابع ، في ظل إصرار أمريكي على مواصلة العدوان وتشديد الحصار وتضييق الخناق على ملايين اليمنيين من خلال إدراج الخارجية الإمريكية مكون أنصار الله على قائمة ما يسمى بالتنظيمات الإرهابية .
هذه التحركات الغربية تقابل بتحركات مضادة من قبل العديد من الأنظمة التي تدعي الإنتماء للعروبة والإسلام ، ومن قبل بعض من نتشارك معهم في الدم العربي والهوية اليمنية الذين يعملون ليلا ونهارا على إطالة أمد العدوان والحصار ويقيمون الفعاليات وينظمون الحملات الإعلامية على شبكات التواصل الإجتماعي المطالبة بإستمرار العدوان وتشديد الحصار والإمعان في تعذيب وتجويع وتجريع الشعب اليمني ومحاصرته بالأزمات المختلفة الأشكال والأوجه ، يطالبون بأن تواصل الطائرات الأمريكية والسعودية والإماراتية في قتل أبناء جلدتهم وقصف مدنهم وقراهم وإنتهاك سيادة وطنهم ، يطالبون بأن يستمر الحصار على إخوانهم برا وبحرا وجوا ، وفرض المزيد من القيود على تدفق المشتقات النفطية والمواد الغذائية والإستهلاكية والمساعدات الإغاثية التي لا تصل إلا بالقطارة نتيجة الحصار الجائر المفروض على ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي .
بالمختصر المفيد التضامن الدولي الشعبي والحقوقي والإنساني من قبل الأحرار في دول العالم والهيئات والمنظمات الحقوقية العالمية صفعة موجعة للإدارة الأمريكية المخلوعة ، وللسعودية والإمارات وحكومة السفير السعودي وكل الخونة والعملاء ، حيث كشفت للعالم قبح ودياثة البعران والمرتزقة اليمنيين الذين يقتاتون من موائد الرياض وأبو ظبي الذين يتاجرون بمعاناة وأوجاع الشعب اليمني ويعملون ليلا ونهارا على استمرارية العدوان والحصار ، ليحصدوا الكثير من الأموال ويحصلوا على المزيد من المكاسب الدنيوية الرخيصة على جماجم ودماء أبناء شعبهم ، خدمة للأهداف والأجندة الأمريكية الإسرائيلية التي تعمل السعودية والإمارات على تنفيذها بالإستعانة بالوكلاء العملاء المحليين .
فشكرا لكل أحرار العالم على هذه المبادرة وهذه اللفتة الإنسانية التي هي محط تقدير وإحترام كل أحرار الشعب اليمني ، ولا عزاء للمنبطحين الخونة المرتزقة الأجراء المنافقين .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .