كيف علَّق اليمنيون على قرار تصنيف “أنصار الله” إرهابيين..؟
أمريكا الراعي الرسمي للإرهاب
إعلاميون: التصنيف الأمريكي يبرهن أن أنصار الله أصبحوا عند أمريكا وإسرائيل أولوية
العلاَّمة السراجي: تهمة الإرهاب سوط أمريكا الذي تجلد به من يواجه استكبارها
الداعية الجديري: على اليمنيين ألاَّ ينشغلوا بالقرار الأمريكي.. وعليهم مواصلة دعم الجبهات
الدكتور الحاضري: القرار الأمريكي يكشف الضعف الأمريكي والقوة التي وصلنا إليها
أثار قرار واشنطن بإدراج “أنصار الله” ضمن قائمة الإرهاب الأمريكية ردود أفعال كثيرة من قبل الشعب اليمني وحكومات وشعوب عدد من دول العالم .. كون هذا القرار لم يصُنف فقط جماعة أو فئة بل إنه تصنيف للشعب اليمني بأكمله، الشعب الذي رفض الوصاية والهيمنة الأمريكية التي هي راعية وأم الإرهاب في كل العالم .. وهذا الرفض من قبل الشعب اليمني هو ما جعل أمريكا تقوم باتخاذ مثل هذا القرار الذي لا يعني للشعب اليمني ولأنصار الله كمكون يمني أصيل شيئاً، بل يزيدهم ثباتاً وصموداً في مواجهة أمريكا وإسرائيل وكل دول التحالف التي شنت العدوان على أرض السعيدة كي تحتل منافذها وموانئها وسواحلها وتفرض السيطرة عليها..
في السياق «الثورة» استطلعت آراء عدد من العلماء والمواطنين وسألتهم: كيف ينظرون إلى تصنيف اليمنيين كإرهابيين، وكيف سيرد الناس على هذا الصلف الأمريكي المستمر تجاه اليمن؟ نتابع:
الثورة / رجاء عاطف
إن تصنيف الخارجية الأمريكية حركة أنصار الله ضمن قائمة الإرهاب هو تصنيف للشعب اليمني المقاوم بأكمله، هكذا تحدث إمام وخطيب جامع حمزة – عبدالرحمن الجديري، وقال: أنصار الله هم الشعب والشعب اليمني هو أنصار الله.
وأضاف: ست سنوات والشعب اليمني يتعرض للإرهاب الأمريكي، قتل ودمار، جوع وأمراض، ولم تتوان الإدارة الأمريكية في استخدام شتى أنواع الأسلحة بهدف إخضاع واستسلام الشعب اليمني، وأمام كل هذا فقد واجه الشعب اليمني الإرهاب الأمريكي بكل شجاعة وصمود وثبات، لم يخف من طائراتهم، ولم يستسلم لقصف صواريخهم، ولم يركع لحصارهم، ولم يرتجف أمام حربهم النفسية، وعليه مواصلة مسيرة الصمود والثبات والاستبسال والالتحام مع القيادة الثورية والسياسية ومواصلة تماسك الجبهة الداخلية لإفشال القرار الأمريكي الأخير ضد حركة انصار الله..
وحث الجديري: على كل اليمنيين أن لا ينشغلوا بهذا القرار وأن لا يرهبهم القرار الأمريكي، كما أن عليهم مواصلة دعم الجبهات بالمال والرجال والسلاح، وعلى الشعب والقيادة السياسية والحكومة أن يعملوا جميعا على إبطال مفعول هذا القرار من خلال كشف وجه أمريكا للشعب اليمني وللعالم، وأهم ما يتطلب من الجميع هو العمل على ثتبيت الجبهة الداخلية .
إعلان فشل أمريكا
وتابع الجديري: لنعلم أن القرار الأمريكي بتصنيف أنصار الله ضمن قائمة الإرهاب هو دليل إفلاس الإدارة الأمريكية ووصولها إلى حالة الانهيار، وإعلان فشلها في حربها وعدوانها على اليمن، وقال: أمام الشعب اليمني والقيادة اليمنية عدة خيارات يمكن استخدامها لمواجهة هذا القرار أو أي حماقة يمكن أن تقوم بها القيادة الأمريكية، فالشعب اليمني لم يعد لديه ما يخسره ،فقد تعرض للقتل والدمار والجوع والحصار البري والبحري والجوي، والخاسر الأكبر هي أمريكا وأدواتها، فالشعب اليمني لن يستسلم بعد صمود دام ست سنوات، ولن يموت جوعا ولن يقف موقف المتفرج وثرواته تنهب ومقدراته تدمر وأراضيه تحتل وجزره تقام عليها قواعد عسكرية أمريكية صهيونية.
وأكد الجديري أن على الجيش اليمني ولجانه الشعبية مواصلة تحرير ما تبقى من الأراضي اليمنية، في مأرب وتعز والحديدة والمحافظات الجنوبية والشرقية.
وقال: تعتبر القواعد والمعسكرات في هذه المحافظات أهدافاً مشروعة للقوة الصاروخية والطيران المسيَّر، وبالتالي يجب قصف مواقع قوات الاحتلال ومرتزقته في المخا والساحل الغربي وعدن وغيرها، كما يجب أن لا يأمنوا بعد اليوم، فباب المندب لن يظل مفتوحا أمام البوارج والسفن الأمريكية والصهيونية العسكرية ولن تظل تسرح وتمرح فيه كيفما تشاء، والبواخر والسفن التجارية المحملة بالنفط اليمني والخليجي لن تمر من المياه الإقليمية اليمنية والشعب اليمني يموت جوعا، ولن تظل موانئ ومطارات اليمن مغلقة وموانئ ومطارات دول العدوان مفتوحة فكل الخيارات أمام القيادة الثورية والسياسية اليمنية مفتوحة وعليها استخدامها في الوقت المناسب.
وختم بالقول: لننطلق من منطلق الثقة بالله أنهم لن يضرونا ولن يمنعونا من أرزاقنا، والنصر حليفنا بإذن الله تعالى، وهيهات منا الذلة.
أمريكا أم الإرهاب وراعيته
أخيراً نطقت أمريكا .. لقد تأخرت كثيراً في ذلك حتى تكلم المرضى وتحدَّثوا وشكَّكوا وهمزوا وغمزوا .. هذا ما قاله العلاَّمة حسين بن أحمد السراجي – عضو رابطة علماء اليمن والذي أكد أن أمريكا لا تريد أنصار الله كحركة فقد جعلت الشعب اليمني الحر إرهابياً لأنه يقاومها، فأنا وأنتَ وأنتِ جميعنا إرهابيون في نظرهم، لذلك لا يهمنا توصيف أمريكا ولا العالم أجمع..
وأضاف: ليقل العالم ما شاء وأمريكا تأخرت بتصنيفنا فقد سبقنا لهذا التصنيف والتوصيف كبار الجماعات المقاومة لطاغوتها واستكبارها وبالتالي فلا يهمنا توصيفها .. (( إِن يَثقَفوكُم يَكونوا لَكُم أَعداءً وَيَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم وَأَلسِنَتَهُم بِالسّوءِ وَوَدّوا لَو تَكفُرونَ )) الممتحنة 2 .
ويقول: لئن كنا إرهابيين فما هو توصيف أمريكا وهي الإرهاب بذاته وهي أم الإرهاب وراعية الإرهاب وحاضنة أدواته وإرهابها طال العالم الإسلامي أجمع وكل ما يسمى بدول العالم الثالث .. وتابع بالقول: وما تهمة الإرهاب إلا سوط لأمريكا تجلد به من واجهها والفزاعة التي تستلب بها الكرامات ..نحن إرهابيون فقط لأننا لم نخضع .. نحن إرهابيون لأننا لم نركع .. نحن إرهابيون لأننا لم نتبعهم .. نحن إرهابيون لأننا ندافع عن كرامتنا .. نحن إرهابيون لأننا رفضنا الدنية في ديننا .. نحن إرهابيون لأننا تحررنا من عبوديتها .. نحن إرهابيون لأننا أبطلنا سحر أمريكا وأدواتها وفضحنا أحذيتها ..نحن إرهابيون لأننا نقاوم التطبيع والهيمنة الاستكبارية .. نحن إرهابيون لأننا قضينا على أحلامها في استباحة اليمن وتحويله مستعمرة تابعة لها .. نحن إرهابيون لأننا وقفنا بشموخ وعزة وإباء في وجه بغيها وصلفها .. نحن إرهابيون لأننا ضمن محور المقاومة والممانعة الرافض لاستعمارها ..نحن إرهابيون لأننا نتحرر من هيمنتها وهيمنة صهاينتها.. نحن إرهابيون لأننا رفضنا السيادة المنقوصة والحقوق المسلوبة والثروات المنهوبة .. نحن إرهابيون لأننا ننافح عملاءها ومرتزقتها من الأنظمة والجماعات والتيارات والأحزاب المرتهنة .. (( قَد بَدَتِ البَغضاءُ مِن أَفواهِهِم وَما تُخفي صُدورُهُم أَكبَرُ قَد بَيَّنّا لَكُمُ الآياتِ إِن كُنتُم تَعقِلونَ )) آل عمران 118 .
لن يثنينا عن مواصلة الدرب
وفي السياق ذاته يقول السراجي: لئن كنا إرهابيين بما سبق فلنا الفخر والشرف ولن يكون لنا فخر وشرف وكرامة وسيادة بدون ذلك .. لتذهب أمريكا وتصنيفاتها وأحذيتها ونعالها وصهاينتها إلى الجحيم، فتراب هذا الوطن غالٍ والدفاع عنه مقدس وسنبقى على هذا الحال بإذن الله (( وَلا يَحزُنكَ قَولُهُم إِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَميعًا هُوَ السَّميعُ العَليمُ )) يونس 65 .
وهنا وجه السراجي حديثه للشعب اليمني العظيم، فقال: لقد شرَّفنا الله سبحانه بمعاداتها وأكرمنا الله عز وجل بمحاربتها وأفاض علينا عظيم جوده وكرمه حين وفَّقنا للجهاد في مواجهة طغيانها.. لن نرفض هذا الشرف أبداً ولن نقف مكتوفي الأيدي خوفاً منها وقد فضحناها أمام العالم المنافق المتواطئ (( لا يُقاتِلونَكُم جَميعًا إِلّا في قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَو مِن وَراءِ جُدُرٍ بَأسُهُم بَينَهُم شَديدٌ تَحسَبُهُم جَميعًا وَقُلوبُهُم شَتّى ذلِكَ بِأَنَّهُم قَومٌ لا يَعقِلونَ )) الحشر 14 ، من غير المقبول القول أن ذلك لن يؤثر علينا لكنه لن يثنينا عن مواصلة الدرب متوكلين على الله معتضدين به .
أنصار الله أرهبوا أمريكا
ومن جهته يقول المنشد المجاهد – أبو عبدالخالق الحوصلي: لا نستبعد أبداً أن أمريكا صنفت أنصار الله بأنهم إرهابيون، فعلا أنصار الله قوة أرهبت أمريكا وكل أعداء الأمة العربية والإسلامية لمعرفتهم أن أنصار الله أكبر خطر عليهم وأنهم طوفان قادم لاجتثاث عروشهم وتمزيق كبريائهم وتجبرهم وظلمهم وطغيانهم، وكذلك لديهم دراية بأن انصار الله جسدوا الولاء لله ورسوله والولاء لأعلام الهدى من آل البيت كما جسدها أجدادهم في عهد الرسول صلوات الله عليه وعلى آله حينما ناصروه وآمنوا به واتبعوه.
وتابع: الزمن يعيد نفسه بكل تفاصيله شر وخير .. حق وباطل .. هدى وظلال .. مؤمن صريح ومنافق صريح، ولو أن أمريكا تعلم أن انصار الله لا يشكلون خطرا لما أرسلت سفيرها آنذاك إلى صعدة لشراء جميع الأسلحة، وكذلك إسرائيل لو لم تكن تعلم أن انصار الله يشكلون خطرا عليها لما تحدث رئيس وزرائها بأن انصار الله يشكلون خطرا على الملاحة الإقليمية عبر مضيق باب المندب الممر المائي الهام، فأمريكا وإسرائيل وكل من هو ضد الإسلام والمسلمين يعلمون أن أنصار الله والشعب اليمني يشكلون حجر عثرة أمام مخططاتهم ومكرهم.
ضعف كبير
فيما أوضح الدكتور يوسف الحاضري- كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية: التصنيف الأمريكي دليل على الضعف الكبير الذي وصلوا إليه وتقابله القوة الكبيرة التي وصلنا إليها، حيث أنها لم تصنفنا ارهابيين منذ 2002م، كونها كانت تمتلك أسلحة كثيرة كسلاح عمالة حكام اليمن السابقين الذي فشلت فيه، ثم أسلحة القاعدة وداعش وحزب الإصلاح وفشلت، ثم أسلحة العدوان على اليمن عبر أدواتها في المنطقة وفشلت، ثم محاولة إدخال اليمن في حرب أهلية عبر عميلها الأكبر عفاش وفشلت، ثم حصارها الاقتصادي وفشلت أيضا، فلم تجد إلا أن تصنفنا إرهابيين كورقة أخيرة بحثا عن قشة تتعلق بها في حربها على اليمن وستفشل بطبيعة الحال فثقوا بالله كل الثقة وشدوا الهمم وارفعوا وتيرة التحرك أكثر، فالنصر قاب قوسين بل أدنى.
ليس لدى اليمن ما يخشاه
بدورها سارة عبد الله- مواطنة – قالت : الآن أصبحت اليمن كلها أنصار الله، بمعنى أن أمريكا صنفت اليمن بأكملها دولة إرهابية.. كيف لها أن تصنف بلداً محاصراً حصاراً شديداً براً وبحراً وجواً ويقصف ليلاً ونهاراً وفي كل محافظة وفي كل ريف فيه؟!
وأضافت: هذا البلد ليس لديه ما يخشاه من هذا القرار وليس لديه ما يفتقده، فمطاراته مغلقة وموانئه محاصرة وجميع المنافذ المؤدية إليه مغلقة، كذلك موظفوه لا يمتلكون رواتب ولا مشاريع ولا رفاهية كباقي بلدان العالم، طبق ذلك القرار أو لم يطبق لن ينقصنا ولن يزيدنا شيئاً.
تصنيف متأخر
وترى فاطمة محمد – إعلامية – أن هذا التصنيف لا يسمن ولا يغني من جوع، أي أنه لن يؤثر على واقع اليمن واليمنيين، وهو قرار متأخر جدا حيث أن أمريكا إذا أرادت أن تحتل أو تضرب بلداً فإنها تقول إن ذلك البلد فيه إرهابيون ثم تقوم بضربه، لكن ما حصل هو العكس، وهذا التصنيف يدل على أن أنصار الله أصبحوا في نظر النظام الأمريكي قوة عالمية تحتل أولوية لديهم.
تصنيف كل اليمنيين
وأخيراً تقول الشاعرة وفية العمري: لقد أعطينا الموضوع أكثر مما يستحق، فمن هي أمريكا؟!
العالم بأسره يعلم أن أمريكا هي أم الإرهاب، وهي منبع الإرهاب، وما الجرائم التي ترتكبها في كل الدول التي تحتلها إلا أكبر دليل على إرهابها وإجرامها، وتصنيف أمريكا أنصار الله بالإرهابيين هو تصنيف لكل اليمنيين، لأن جميع اليمنيين الأحرار يرفضون هيمنة دول الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا، ولأن اليمنيين الأحرار يأبون الضيم ويرفضون العبودية والذل.
وتساءلت: من الذي يرتكب شتى أنواع الجرائم في اليمن منذ ست سنوات من قتل وتدمير وانتهاك لكل القوانين الدولية والشرائع السماوية؟ من غيرها أمريكا أم الإرهاب، فأمريكا تصنف كل من يقاوم ويرفض هيمنتها واستكبارها بأنه إرهابي ، فمن وجهة نظرها كل دول محور المقاومة إرهابية، ولذلك لا يجب أن نهتم بهذا التصنيف لأننا مع الله تعالى الذي قال (إن ينصركم الله فلا غالب لكم ).
تصوير/عادل حويس