المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية لـ “الثورة”: المؤسسة ستدعم الطاقات الإبداعية لدى الشباب في مختلف الميادين العملية والعلميّة
المبادرات المجتمعية أنجزت العديد من المشاريع الحيوية وبجهود وإمكانات ذاتية
حماس الشباب وانتماؤهم لمجتمعهم كفيلان بنجاح العمل الطوعي والرقي بمستواه ومضمونه
الاستمرار في العمل التنموي سيسهم في تفعيل الموارد الذاتية والوصول إلى الاكتفاء وعدم الارتهان للخارج
أكد المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية المهندس محمد المداني في تصريح لـ “الثورة” أن العمل التطوعي هو ذلك العمل المنظم والدائم والذي لا يرتبط بظرف معين بل يرتبط بقناعة وإيمان بالفكرة والأهداف بعيداً عن الإكراه والإلزام، وهو كذلك التضحية بالوقت والجهد والمال والخبرة والمعلومات دون انتظار عائد مادي، وهو نشاط تنموي يقوم به أفراد المجتمع بشكل فردي أو جماعي من خلال “بيوت المبادرة” في المجتمعات المحلية، التي من مهمتها تأصيل المرتكزات الأساسية في العمل الاجتماعي التطوعي والتي من أهمها توفرّ القناعة بجدوى ” المشاركة المجتمعية” في تنمية المجتمع وخدمة الإنسان من خلال ممارسة نوع العمل التطوعي والاستعداد للتضحية بالوقت والمال والجهد والخبرة وكذلك توفر درجة من الثقافة والاطلاع على أداء العمل التطوعي لدى الشخص المتطوع .
الثورة / يحيى الربيعي
وقال “المشاركة المجتمعية” تقوم بدور كبير في الشأن التنموي وهي الآن وعبر مؤسسة بنيان التنموية وبشراكة الجهات الحكومية ذات العلاقة في المقدمة عند معالجة قضايا المجتمع ورسم الخطط وتنفيذ البرامج التي تدعم عمل الحكومة في مختلف مجالات التنمية الوطنية الشاملة وتعتمد المشاركة المجتمعية على الإنسان وما تتوفر لدى المجتمع المحلي من إمكانات ذاتية مضافة إلى إمكانات الإدارة المحلية كجزء أساسي وهام في نجاح عملها.
مشيرا إلى أن مؤسسة بنيان التنموية هي ركيزة أساسية وهامة في مجال العمل التطوعي وبناء المجتمع والنهوض به وتطويره وتنميته خاصة في الظروف الحالية، حيث يكتسب العمل التطوعي أهمية متزايدة يوماً بعد يوم، إذ أن الحكومة والمؤسسات العامة في البلاد تحت وطأة العدوان والحصار الذي تتعرض لهما البلاد منذ ست سنوات غير قادرة على القيام منفردة بدورها التنموي وسد حاجات كوادرها فضلا عن تطلعات المجتمع، بالإضافة إلى أنه ومع صعوبة الظروف المعيشية والاقتصادية والمادية ازدادت الاحتياجات التنموية فهي تغير مستمر وبشكل متسارع ولذلك كان لا بد من وجود جهات مكملة لجهود الجهات الحكومية تقوم بمساعدة القطاع العام وتكمل الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في تلبية الاحتياجات.
وأضاف المداني “يعتمد العمل المجتمعي على عدة عوامل لنجاحه، ومن أهمها المورد البشري وخاصة العنصر الشبابي فكلما كان المورد البشري متحمساً للقضايا التنموية ومدركاً لأبعاد العمل التنموي فإن حماس الشباب وانتماءهم لمجتمعهم كفيلان بدعم ومساندة العمل الطوعي والرقي بمستواه ومضمونه، فضلاً عن أن العمل التطوعي سيراكم الخبرات وقدرات ومهارات الشباب وسيكونون بأمس الحاجة لها خاصة في مرحلة تكوينهم ومرحلة ممارستهم لحياتهم العملية، مشددا على ضرورة أن يتمتع الشباب بمستوى عال من الثقافة والوعي والانتماء وأن تعمل المؤسسات على تشجيع ودفع الشباب نحو المشاركة بشكل فاعل في تنمية مجتمعهم.”
وأردف “تحقق لدى فئات المجتمع روح المشاركة في بناء المجتمع عند تنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية العلمية والعملية من خلال انتشار ورش التدريب والتأهيل، وهذا ما تركز عليه بنيان في برامجها واستراتيجياتها التدريبية حيث تتيح المؤسسة للشباب التعرف على أبرز نقاط الضعف في نظام الخدمات لدى المجتمع كما توفر فرصة القيام بالخدمات لدى المتطوعين برغبتهم وحل المشاكل بجهدهم واقتراحاتهم الشخصية، بالإضافة إلى أنها توفر للشباب فرصة أكبر للمشاركة في تحديد الأولويات التي يحتاجها المجتمع وكذلك المشاركة في صنع القرار.”
وأشار المداني إلى أن مؤسسة بنيان التنموية ستركز في استراتيجية عملها للعام 2021م، والذي اطلقته عاما للتطوع والإحسان على تنمية روح العمل الجماعي والطوعي لدى الشباب من خلال تعميق الإيمان بمفهوم العمل بروح الفريق الواحد وبيان قيمة العمل الطوعي ومردوده على المتطوعين وأثره في تنمية وبناء المجتمع، مشيرا إلى أن المؤسسة ستتبني تدريب وتأهيل تجمعات مبادراتية على أسس التنظيم وترتيب الأولويات، واختيار الكفاءات المؤهلة بالخبرة والعلم والأخلاق، وتعزيز روح الانتماء والانضباط الواعي للعمل الطوعي والمشاركة المجتمعية لدى المتطوعين، كما تعمل المؤسسة على إطلاق الطاقات للمنافسة الشريفة في الإبداع والابتكار بتوفير بعض الحوافز المعنوية واعتماد مبدأ التكريم التشجيعي، ودعم وتطوير الطاقات الإبداعية والمواهب والملكات الكامنة لدى الشباب في مختلف وشتى الميادين العملية والعلمية والفنية وغيرها، وتبنيها واعطائها فرصتها الكاملة لكي تعطي وتبدع وتطور، بما من شأنه تفعيل دور الشباب في الخدمة العامة والخدمة الريفية والأحياء الشعبية من خلال الأعمال التطوعية.
وعن نشاطات المؤسسة للعام 2020م والأعوام السابقة في دعم المبادرات المجتمعية أوضح المداني أنه، وعلى سبيل المثال، حصلت المعاناة عند هطول الأمطار والسيول التي جعلت الطريق بعزلة أسلم ناشر بمديرية كعيدنة، شبه مشلول والسير فيه شبه معدوم، وترتب على ذلك آثار سلبية كبيرة لم يكن بمقدور الإدارة المحلية معالجتها نظرا لما تعانيه البلاد من عدوان وحصار، مشيرا إلى أنه لم يكن من أبناء المجتمع سوى إدراك المسؤولية من خلال استشعار أنهم السبيل الوحيد والمسؤول الأول لإيجاد حلول حسب إمكانياتهم المتاحة، فتحرك مبادرون إلى جانب السلطة المحلية في المنطقة عقب عقد ورشة عمل حيث تكفل كل مبادر بما يستطيع في سبيل إنجاز المهمة، فكانت النتيجة مثمرة بسواعد المبادرين، والمفارس والمجارف اليدوية والثقاب الآلي كلها كانت حاضرة استمرت لفترة تزيد عن شهر، فكانت النتيجة تمكين المبادرين من إصلاح وتوسعة وردم وصيانة الطريق وشق مصارف للسيول وبناء جدران مساندة بطريق عقبة الملاكد الممتد عبر وادي السلطان والقعسا والمجمع والخلافية والمسارحة والخريرة الرهيف وبني نشر، والتي تقدر بطول يصل إلى 8 كم تقريبا بجهود وإمكانات ذاتية.
وأضاف: نفس المشكلة حصلت في المحويت، مديرية بني سعد، عزلة بني علي، حيث عانى سكان العزلة من صعوبة التنقل إلى العزل والقرى المجاورة ونقل الأمتعة والمواد الأساسية مما اضطر البعض منهم إلى النزوح إلى مناطق أخرى نظرا لوعورة الطريق الوحيدة في منطقتهم والتي تسمى عقبة الشق ويبلغ طولها 5 كم، فبوصول استراتيجية المؤسسة التدريبية في تفعيل المشاركة المجتمعية إلى المنطقة نهض أبناء العزلة من تحت ركام المعاناة، وتوجهوا إلى صيانة الطريق وإزالة الصخور التي تساقطت بفعل الأمطار وبالإمكانات المتاحة لديهم صنعوا واقعاً جديداً ينهي معاناتهم، فكانت النتيجة أن تمت صيانة الطريق وعادت إلى الخدمة، وبات التنقل متاحا وسهلا عبر طريق عقبة الشق بالسيارات بعد ما كان سكان القرى على وشك النزوح وترك منازلهم.
وأشاد المدير التنفيذي لبنيان “المجتمع ومن خلال المشاركة المجتمعية في رفع المعاناة رسم صورة عظيمة في قهر التحديات وتحويلها إلى فرص نجاح بجهود ذاتية وإصرار مجتمعي منقطع النظير وتحرك جاد استنهض المبادرون الهمم وشمروا السواعد وبدأوا بتوزيع المهام فمجموعة تقطع الأحجار وأخرى تنقلها وثالثة تحفر قبل وصولها ورابعة تقوم برصها، لتكمّل الجرافة الآلية المهام المتبقية، تضافرت الجهود حتى كتب النجاح للمبادرين بإنجاز المهمة، فكانت الثمار أن أصبح العبور عبر الطريق المؤدي إلى بيت المعبوش سهلا دون تعثر بعد أن تم تنفيذ مبادرة إصلاح ورصّ الطريق التي تمتد بطول يصل إلى 1 كم، وكذلك فعل المجتمع في مبادرة صيانة طريق شهارة حين تحرك أبناء المجتمع بروحية عالية لإنهاء معاناتهم فأخذوا بتوفير المعدات اللازمة حسب إمكانياتهم، وقد توقف دور مؤسسة بنيان التنموية عند مهمة التحفيز والتشجيع عبر برامج وورش التدريب والتأهيل التي وصل خيرها بحمدالله إلى كل قرية يمنية تقريبا.”
وكانت مؤسسة بنيان قد أعلنت في وقت سابق عن إطلاق مشروع زراعة مليون شتلة عنب بأمانة العاصمة بالشراكة مع الوزارات المعنية، وتنفيذ 2000 مبادرة تنموية بالجامعة والقرى والعزل، مؤكدا الاستمرار في العمل التنموي بما يسهم في تفعيل الموارد الذاتية والوصول إلى الاكتفاء وعدم الارتهان للخارج، كما أكد أن العام 2021م سيكون عاماً للتطوع والإحسان والجهاد التنموي لتحويل المستضعفين إلى منتجين والتحديات إلى فرص.