إذا تغاضى الجميع عن مرض الايدز وأخلوا مسؤوليتهم سيصل إلى كل منزل
> ) 160(حالة سجلت هذا العام و (0293) حالة معلنة
> ينتقل الايدز من رجل إلى رجل بشكل أسرع من العلاقة بين الرجل والمرأة
> مصابات بالايدز يتزوجن من أصحاء ويعيشون بشكل طبيعي مع العلاج وطرق الحماية
كم تصبح الحياة جحيماٍ لا يطاق لدى مريض الايدز فزيادة على فاجعته بمرضه الذي تهد كيانه يسن المجتمع تجاهه أسنانهم وسيوفهم وسياطهم ويحاصرونه بنظراتهم ويفرغون نحوه جام عضبهم وعقدهم وقهرهم ولا يجد هذا المسكين مفراٍ سوى الانتحار أو العزلة في أحسن الظروف ويظل يحمل انكساره حتى لو كان بريئاٍ براءة الذئب من دم يوسف متى يغادر الحياة غير مأسوف عليه وكأن المجتمع لا يخطئ ولا يذنب فأي عدالة هذه.. »الأسرة« التقت بالأخ خالد الحاجبي نائب رئيس جمعية »آيد الاجتماعية الصحية« وعضو آلية التنسيق الوطني لمكافحة الايدز . ولمست جهودهم في كسر جدار عزلة المتعايشين مع فيروس الايدز:
> ما الهدف من إنشاء هذه الجمعية وكم عدد أعضائها¿
- أولاٍ تأسست الجمعية في 2007م والهدف منها إزالة الوصم والتمييز الذي يعاني منه مريض الإيدز والمطالبة بحقوقه كمواطن وإنسان له الحق في الحياة بشكل طبيعي والعلاج كما أي مريض ويبلغ عدد أعضائها 350 شخصاٍ أغلبهم من الرجال.
> من 2007م إلى اليوم ما الذي تم إنجازه عملياٍ¿..
- الحمدلله تغيرت أمور كثيرة فمن قبل لم يكن المتعايشون يندمجون في المجتمع ولا يتلقون أي رعاية ولا علاج فبدأنا باستقطابهم وإخراجهم من عزلتهم التي فرضها المجتمع عليهم ودربناهم وعززنا قدراتهم في مجال القيادة وأصبح منهم الآن مدربين وأهلناهم على المستوى المحلي والعربي لاكتساب خبرات أكثر. وبقية المتعايشين مع مرض الإيدز قدمنا لهم المشورة والعلاج المجاني وأصبح كل منهم يعيش حياته بشكل طبيعي ويندمج في المجتمع.
ونفذنا دراسات علمية على المستوى الوطني والآن في الجمعية عدة مشاريع منها مشروع القروض الصغيرة لمساعدة المتعايشين على بداية حياة جديدة وكذلك مشروع التدريب على الخياطة للمتعايشات كما أننا نمتلك في الجمعية معمل خياطة متكتامل ونقدم السلة الرمضانية للمرضى بمساعدة جهات محلية وعربية ومنظمات خارجية نوفر أدوية للأمراض الانتهازية وهي التي تنتهز فرصة
الضعف الشديد لجسم المريض فتهاجمه ومن هذه الأمراض الحزام الناري والطفح الجلدي والتحسسات من الأدوية المضادة للفيروسات ويوجد بالجمعية مجموعة الدعم والمساندة الخاصة بالمتعايشين مع الفيروس ولدينا فريق في الرعاية الاجتماعية مختص بمرافقة المرضى في المستشفيات فأغلبهم يتخلى عنهم الأهل بمجرد معرفتهم بحقيقة المرضى ويتركونهم في المستشفيات لذا خصصنا فريقاٍ يرافق المريض ويتابع حالته حتى يخرج من المستشفى واستهدفنا مستشفيات كثيرة ودربنا كوادرهم وبعض المستشفيات نظراٍ لكونها قريبة من الأماكن التي يتجمع فيها المتعايشون استهدفناها بشكل مباشر ومكثف.
ونفذنا كثيراٍ من الدراسات بالشراكة مع البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز ومنظمة الصحة العالمية
وتنفيذ دراسات حول الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس. ولدينا بالجمعية مركز مشورة وفحص طوعي لعامة الناس فأي واحد يرغب بالفحص يأتي وسيكون ذلك بسرية تامة فلن يسأل عن الاسم أو البيانات الشخصية ولا أحد يعرف بالنتيجة سوى الإنسان نفسه وهذا تابع للبرنامج الوطني ويعتبر فحصاٍ سرياٍ وسريعاٍ.
تفاعل كبير
> هل تتوجهون بتوعيتكم إلى المواطنين مباشرة وما هي ردود فعلهم تجاه المتعايشين¿
- لدينا الخيمة التوعوية السنوية في أربع حدائق عامة نقدم فيها المعلومات والنصائح والحمدلله التفاعل والتجاوب كثير يصل إلى ٩٩٪ ومع ذلك لا يخلو الأمر من استفزازات بعض المواطنين فمنهم من يقول «أحرقوا المتعايشين أو اعزلوهم حتى لا يضروا المجتمع» لكن بالصبر وتقديم المعلومات الصحيحة تتغير الكثير من المفاهيم الخاطئة.
> هل تتقبل المستشفيات المرضى للعلاج¿
- لا زلنا نعاني من الجانب الحكومي في كثير من المستشفيات التي لا تقبل المريض لديها فمنهم من يستغله مادياٍ ويستغل حاسية المرض ومنهم من يرفضه كلية ويطرده من المستشفى وللأسف فإن المستشفيات التي تتعاون معنا تعد بالأصابع.
> ألا ترى معي أن سبب تخوف المجتمع فيه شيء من المنطقية فبعض المرضى لديهم نوازع في الانتقام ونقل العدوى لغيرهم¿
- أولاٍ يجب أن نعرف السبب في تولد العدوانية فحين ننظر إلى المريض باحتقار وازدراء ونرفضه بشكل كامل ونحكم عليه أنه بشكل مسبق أن المرض انتقل إليه عن طريق ممارسته الجنس ونتناسى أننا جميعنا بشر نخطئ ونصيب وتتخلى عنه أسرته حتى لو كان بريئاٍ من هذه الممارسات فهناك عدة طرق لانتقال المرض وليس الجنس فقط فماذا تتوقعين من المريض وأنا لا أبرر هذه التصرفات إنما أوضح من أين تتولد هذه العدوانية فالمجتمع يحول المريض إلى شيء هامشي لا حق له في الحياة ولا العلاج لذا لا بد أن نحتوي المريض ونقف بجانبه وأقول للأمانة من خلال عملنا بالجمعية لم تصادفنا حالة عدوانية تجاه المجتمع بل يكون المريض ناقماٍ على نفسه يعاقبها وهناك حالات انتحرت بسبب نظرة المجتمع ومعاملته السيئة.
الأمل
>هل تستقطبون المرضى إلى الجمعية بسهولة¿
- نحن نعاني في هذا الخصوص ونواجه صعوبة في إقناعهم بالحضور والاحتكاك بأناس آخرين لكن بعد أن يقتنعوا بالمجيء إلى الجمعية يروا عالماٍ آخر مليئاٍ بالأمل فيلتقون بمرضى آخرين ويستمعون إلى تجاربهم ويتلقون التوعية والتدريب والمعاملة الإنسانية الصادقة فيتقبلون مرضهم ثم نعمل لكل متعايش إحالة للموقع العلاجي في المستشفى الجمهوري ويفتح له ملف وتكون الفحوصات والتسجيل والعلاج مجاني وهذا العلاج من وزارة الصحة مدعوم من الصندوق العالمي لمكافحة الايدز لكن بعض المرضى الذين لا نعلم عنهم يرفض الذهاب إلى أي جهة حكومية لاعتقاده إنها ستحجر عليه في مكان معزول حتى يموت أو ستقتله ومع أن هذا الاعتماد خاطئ إلا أنه بالرغم من ذلك هناك جمعيات يديرها شباب أغلبهم متعايشون مع الفيروس ولا دخل للجهات الحكومية بها يستطيع أن يذهب إليهم ويأخذ ما يحتاجه من معلومات .
> كم عدد الحالات المعلن عنها¿
- حسب تصريح مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز الأستاذ/عبدالحميد الصهيبي فالحالات وصلت إلى »3920« إصابة والحالات في ازدياد مستمر وهذا الرقم اكتشف جميع المصابون به بالصدفة البحتة فإما أن يكون المصاب مرحلاٍ أو أنه عمل فحص واكتشف الإصابة أو أن المرض وصل إلى مرحلة متقدمة واكتشفت الإصابة في المستشفى وتعلمين أنه وراء كل حالة معلنة عشر حالات مخفية يعني تقدر عدد الحالات إجمالاٍ »40000« ألف حالة إصابة.
وإذا لم ندق ناقوس الخطر ونشترك كلنا في التوعية لأن المسؤولية ليست فردية أو تخص جهة دون أخرى أو وزارة بعينها إذا سكتْ أنا وأنت وغيرنا فيسنتقل الإيدز إلى كل منزل لأن المعلن من نسبة المرضى كجبل الجليد لا يظهر منه إلا جزء قليل وما خفي كان أعظم وإذا استمررنا في ممارسة الوصم والتمييز ونبذ المرضى وطردهم من المستشفيات ومن الحياة الاجتماعية فسينتشر الإيدز بصمت ولا تستغربي حين أقول أن في هذا العام سجلت 160 حالة إصابة ألا يستدعي ذلك التحرك.
سلوك
> إلى أي درجة سهلت التكنولوجيا الإصابة بهذا المرض¿
- أرى أن السلوك أولاٍ هو السبب فالشاب يكون مقبلاٍ على الحياة لديه طاقات مكبوتة ولديه الرغبة في أن يجرب أشياء غريبة فالشاب حين يرى شيئاٍ غير أخلاقي على النت أو التلفون أوالتلفاز ويصادق شباباٍ يشجعون على التجربة فيقع في المحظور.
> هل ينتقل الإيدز من رجل إلى رجل¿
> هل هناك مصابون تزوجوا من نساء سليمات ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي.
نعم أعرف أكثر من حالة وقد انجبوا عدة أطفال دون أن تصاب الزوجة والأبناء وذلك باستخدام أدوات الوقاية »العوازل« بل هناك مصابات بالإيدز تزوجن من أصحاء ويمارسون حياتهم بشكل اعتيادي المهم أن يعملوا بالنصائح ويستخدموا الأدوية وما يمنع انتقال المرض.