الأمم المتحدة ومنظمات ووكالات الإغاثة والحل الإنساني:

القرار الأمريكي كارثة إنسانية وتعطيل لجهود السلام

 

 

أثار قرار إدارة الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته دونالد ترامب _الذي حبكه وزير خارجيته بومبيو في الأيام الأخيرة لرحيل ترامب عن السلطة – بتصنيف أنصار الله جماعة إرهابية ، ردود أفعال واسعة من قبل المنظمات الأممية والدولية والإنسانية .. والتي حذرت جميعها من تبعات هذا القرار وتداعياته الخطيرة على كافة المستويات الإنسانية والاقتصادية والسياسية .

الثورة  /افتكار القاضي

وأكدت أن هذا القرار سيعمق من معاناة اليمنيين بشكل غير مسبوق ..ودعت الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في هذا القرار ، كما دعت أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى رفضه ، وتعطيل قانونيته .
الأمم المتحدة تحذر
وفي هذا الصدد حذرت الأمم المتحدة، ، من أن القرار سيؤدي إلى “تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة”.وأيدت طلب مبعوثها إلى اليمن بإلغاء هذا القرار في أسرع وقت ممكن .
حيث أعلن، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة الماضية، عن تأييده دعوة مبعوثه مارتن غريفيث، ومنسق الإغاثة مارك لوكوك، بالعزوف عن قرار الخارجية الأمريكية تصنيف جماعة أنصار الله منظمة إرهابية أجنبية.
فيما قال المتحدث باسم مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان ديوجاريك، في تصريح صحفي في وقت سابق، إن تنفيذ خطة الولايات المتحدة لإدراج أنصار الله وقادتها في قائمة الإرهاب الأمريكية “سيؤدي إلى تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة.
وأعرب المسؤول الأممي عن قلق الأمم المتحدة من “أن هذا التصنيف قد يؤثر سلبا على «واردات المواد الغذائية الأساسية وعلى الجهود الرامية إلى استئناف العملية السياسية في اليمن، ويؤدي إلى مزيد من الاستقطاب في مواقف أطراف النزاع”. مؤكداً مواصلة العمل مع جميع الأطراف لاستئناف العملية السياسية الجامعة للتوصل إلى حل شامل لإنهاء الصراع في اليمن، رغم التداعيات السياسية المحتملة.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث قدم الخميس الماضي إحاطة إلى مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية حول الحالة في اليمن بمشاركة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، ومدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي،قال فيها ان قرار الإدارة الأمريكية بتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية سيكون له تداعيات كارثية ، وخصوصا في الجوانب الإنسانية ، وسيعرقل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإعادة السلام والاستقرار في اليمن.
وأعرب عن مخاوفه من أن هذا القرار سيساهم في إحداث مجاعة في اليمن وينبغي التراجع عنه لأسباب إنسانية في أقرب فرصة ممكنة”. مضيفا “نخشى في بعثتي أن يؤدي هذا القرار حتماً إلى تثبيط الجهود المبذولة لجمع الأطراف وإحياء مفاوضات السلام .حيث سيعيق المسار الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء هذه الحرب على اليمن، وسيؤدي إلى تفاقم الأزمة».
برنامج الأغذية العالمي
من جهته قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي : نحن نكافح الآن بدون (تصنيف جماعة أنصار الله منظمة إرهابية أجنبية). ومع التصنيف، سيكون الأمر كارثيا.و سيكون حرفياً حكماً بالإعدام على مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين، من الأبرياء في اليمن.” وينبغي التراجع عنه».
وحمّل دافيد بيزلي مدير عام برنامج الغذاء العالمي، السعودية المسؤولية عن المجاعة التي تحدق باليمن ودعاها إلى تحمل العبء المالي لمنع استفحالها.
وقال بيزلي في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي: “العالم يواجه مجاعة لا نظير لها بعد تضاعف عدد المحتاجين جراء جائحة كورونا من 135 مليوناً إلى 270 مليوناً في وقت تتقلص فيه المساعدات المالية».
وأكد بيزلي أن المجاعة اليمنية “هي من صنع البشر لذلك يتعين على السعودية ودول خليجية أخرى تحمل تبعاتها المالية ووقفها فوراً».
الاتحاد الأوروبي
من جانبه ندد الاتحاد الأوروبي بالقرار الأمريكي. وقال المتحدث الخاص بالشؤون الخارجية جوزيب بوريل: إن تصنيف الولايات المتحدة جماعة أنصار الله منظمة إرهابية سيقوض جهود السلام الدولية ويفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن،
وقال بيان باسم الاتحاد الأوروبي انه “يمكن لهذا التصنيف (الأمريكي) أن تكون له تأثيرات تعرقل إيصال المساعدات الإنسانية الممولة من قبل المجتمع الدولي، وأن يفاقم الأزمة الاقتصادية التي نتجت عن أكثر من خمس سنوات من الصراع” في اليمن.
وأبدى مخاوفه من أن ذلك القرار سيسهم في “تعقيد التواصل الدبلوماسي الضروري مع أنصار الله وعمل المجتمع الدولي على القضايا السياسية والإنسانية والتنموية”.
الصليب الأحمر الدولي
فيما اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تصنيف واشنطن لـ»أنصار الله» على أنه «تنظيماً إرهابياً» سيكون له تداعيات مخيفة على الأوضاع الإنسانية في اليمن.
وأشارت اللجنة إلى أنها تشعر بالقلق إزاء التداعيات التي قد يحدثها هذا التصنيف في العمل الإنساني، “ما يؤدي إلى عرقلته أو تأخيره”.
وقال دومينيك شتيلهارت، مدير العمليات باللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن “اللجنة الدولية تشعر بالقلق إزاء الأثر السلبي المحتمل لهذا التصنيف على الوضع الإنساني في اليمن، وكذلك على تقديم المساعدات الإنسانية غير المتحيّزة للمحتاجين. وعلى وجه الخصوص، تشعر اللجنة الدولية بالقلق إزاء “حالة الجمود” التي قد يحدثها هذا التصنيف في العمل الإنساني، كما قد يؤدي إلى تقييد أنشطة الاستجابة الإنسانية في اليمن في نهاية المطاف”.
وأضاف “وينبغي للدول التي تقرر فرض مثل هذه التدابير أن تضع في اعتبارها العواقب الإنسانية وأن تتخذ خطوات، من قبيل منح استثناءات للأعمال الإنسانية، للتخفيف من أي أثر سلبي على السكان المتضررين وعلى الأعمال الإنسانية”.
منظمة هيومن رايتس ووتش
بدورها انتقدت منظمة هيومن ورايتس ووتش خطوات الإدارة الأمريكية الساعية لتصنيف “انصار الله” جماعة إرهابية
وقالت “أفراح ناصر” المختصة في الشأن اليمني بمنظمة “هيومن رايتس ووتش” إن التصنيف سيزيد الطين بلة في الوضع اليمني، مشيرة إلى أن “ترامب” هدف من خلال هذه الخطوة تقديم هدية فراق لحلفائه الخليجيين، الذين ثبت تورطهم بانتهاكات جسيمة في اليمن معظمها بأسلحة أمريكية.
ولفتت إلى أن التصنيف سيكون له تأثير كارثي على الاستجابة الإنسانية في اليمن، وسيجعل الولايات المتحدة متواطئة في وفاة مئات الآلاف من المدنيين بالرغم من إمكانها تجنب ذلك من خلال إلغاء هذا التصنيف.
اوكسفام
وفي بريطانيا اعتبرت منظمة أوكسفام الخيرية الدولية القرار الامريكي «سياسة خطرة وغير مُجدية، تعرض حياة الأبرياء للخطر». وذكرت المنظمة في بيان صادر عنها بأن القرار الأمريكي ستترتب عليه عواقب تطال كل أنحاء البلاد التي تعاني من الجوع والأوبئة.
وقال سكوت باول، مسؤول السياسات الإنسانية في أوكسفام:”إن تصنيف الوزير بومبيو للحوثيين كمنظمة إرهابية يعتبر سياسة خطرة وغير مُجدية، كما انها ستُعرّض حياة الأبرياء للخطر.
وأكد أن هذا التصنيف لن يساعد في حل النزاع، ولا في تحقيق العدالة بخصوص الانتهاكات والتجاوزات التي اُرتكبت أثناء الحرب؛ لن يؤدي ذلك إلا إلى تصعيد المعاناة بالنسبة لملايين اليمنيين الذين يصارعون من أجل النجاة.”
وأضاف “أن الخيار الذي اختار وزير الخارجية بومبيو تطبيقه، على أنصار الله ، يُعتبر إلى حد كبير الخيار الأكثر قسوة – والأكثر فتكًا بالأسر اليمنية.
وتابع باول بالقول : بسبب هذا القرار، ستُمنع المساعدات الإنسانية وكذلك السلع والأفراد القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية من دخول شمال اليمن، حيث يعيش 70٪ من السكان، كما ستُقلص ذلك بشكل كبير في بقية أنحاء البلاد.
مشيرا إلى أن ” العواقب لمثل هذا القرار ستظهر بشكل ملحوظ في جميع أنحاء البلاد التي قد لحقها اسوأ أنواع الأضرار مُسبقاً بسبب الجوع الحاد والامراض، لاسيما وان البنوك والشركات والجهات المانحة الإنسانية ستصبح غير راغبة أوغير قادرة على تحمل مخاطر العمل في اليمن.”
المجلس النرويجي
من جانبه قال المجلس النرويجي للاجئين إن إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عن توجه إدارته لتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية، سيكون له تأثير بعيد المدى على الوضع الإنساني المتردي بالفعل في اليمن وستعيق العقوبات قدرة وكالات الإغاثة على الاستجابة .
وأضاف المجلس في بيان ، أنه وبدون ضمانات إضافية، وإعفاءات أوسع للقطاع التجاري، فإن الاقتصاد اليمني المتعثر ، سيتعرض لضربة مدمرة أخرى. وسيصبح إدخال الغذاء والدواء إلى اليمن – وهو بلد يعتمد بنسبة 80٪ على الواردات – أكثر صعوبة.
وقال رئيس «المجلس النرويجي للاجئين» يان إيغلاند: إن منظمته انضمّت إلى مجموعات إنسانية أخرى «في الإعراب عن القلق العميق إزاء احتمال خلق عقبات إضافية لا يمكن تجاوزها أمام تقديم المساعدات الحيوية في اليمن». لأن من شأن ذلك أن يفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد ، في حال لم يتم اتخاذ تدابير واستثناءات لاستمرار تدفق المساعدات الإنسانية .
كما حذرت منظمات إنسانية دولية من تداعيات هذا القرار في حال نفاذه ، وما سيترتب عنه من نتائج وخيمة على الجوانب الإنسانية والاقتصادية في اليمن ، لأنه سيحكم على ملايين اليمنيين ، الذين يعيشون أوضاعاً بائسة منذ ست سنوات ، بالموت . ودعت الدول الكبرى والمجتمع الدولي إلى التدخل بصورة مباشرة للضغط على الإدارة الأمريكية لإلغاء هذا القرار المجحف وغير الأخلاقي .

قد يعجبك ايضا