رفض دولي لقرار الإدارة الأمريكية المنتهية صلاحيتها

الاتحاد الأوروبي وروسيا وباكستان وإيران يرفضون القرار الأمريكي ويعتبرونه سلوكاً غير سليم

 

 

تعيش إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في آخر لحظاتها حالة من التخبط والفشل والغطرسة في العديد من الملفات على المستوى الداخلي والخارجي فالقرار التي اتخذته هذه الإدارة حول تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية كشف حجم الأزمة التي تمر بها إدارة ترامب فما تشهده واشنطن اليوم من اضطرابات وحالة أمنية غير مستقرة واعتداءات متكررة لم تشهده أمريكا في تاريخها هو نتيجة لفشل هذه الإدارة الداعم الأكبر للإرهاب في العالم والتي سعت من خلال هذا القرار تصدير أزماتها الداخلية الأمر الذي يكشف أن القرار لم يكن سوى “صفقة” بين ترامب وقادة دول العدوان، خاصة السعودية ،إلا أن القرار قوبل برفض دولي وعربي واسع النطاق

الثورة  /قاسم الشاوش

خطوة إجرامية
وفي هذا السياق عبرت جمهورية إيران الإسلامية عن ادانتها ورفضها للقرار ورأى متحدث خارجيتها سعيد خطيب أن محاولة وضع أنصار الله على قائمة المجموعات الإرهابية دليل إفلاس ترامب في أيامه الأخيرة .
وقال خطيب زادة، إن “إطلاق صفة الإرهاب على حركة أنصار الله من قبل أمريكا، سيؤثر على الحل السلمي للأزمة في اليمن كما يعيق وصول المساعدات الإنسانية ومهام الأمم المتحدة لإرساء السلام في هذا البلد”، مؤكداً أن “هذا القرار يمثل آخر جهود حكومة ترامب لاستكمال دورها المخرب في الحرب المشينة المفروضة على اليمن، والتي ستضع الحل السياسي ومفاوضات السلام في هذا البلد أمام طريق مسدود”، موضحا أن أمريكا كانت، منذ بداية الحرب ضد اليمن، الداعمة الرئيسية لجرائم الائتلاف الذي تقوده السعودية ضد هذا البلد”.
وفي لبنان دان حزب الله بشدة العقوبات الأمريكية على حركة أنصارالله وقائدها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، معتبراً الخطوة إجرامية تستهدف النيل من معنويات الشعب اليمني.
وقال الحزب في بيان له “لم تكتف الولايات المتحدة الأمريكية بالمشاركة ودعم وتأييد العدوان الظالم على اليمن العزيز، بل أعلنت ‏الخارجية الأمريكية عزمها على تصنيف حركة أنصار الله منظمة إرهابية أجنبية، إضافة إلى القائد العزيز ‏السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي واخوانه المجاهدين السيد عبد الخالق بدر الدين الحوثي والسيد عبد الله ‏يحيى الحاكم، في خطوة إجرامية تستهدف النيل من معنويات الشعب اليمني المجاهد وصموده وقيادته ‏استكمالا للحصار الظالم والعدوان الإجرامي الذي تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عنه وعن ‏نتائجه الانسانية والصحية وعلى كافة المستويات”‎.‎
واعتبر حزب الله “أن هذه الإجراءات الأمريكية وما سبقها من خطوات عدوانية مماثلة استهدفت حركات المقاومة في ‏المنطقة، تهدف إلى معاقبة كل من يرفض الهيمنة والتسلط الأمريكي على مقدرات المنطقة وثرواتها ‏وخيارات شعوبها الحرة ويرفض الاحتلال الصهيوني لفلسطين والانخراط في حركة التطبيع المشؤومة ‏والمرفوضة‎.”‎
ودان حزب الله واستنكر بشدة هذه الخطوة العدوانية الظالمة ويؤكد تضامنه مع حركة أنصار الله ‏وقيادتها الشريفة والشجاعة، مشدداً على أن حركة أنصار الله التي حملت لواء الدفاع عن الشعب اليمني ‏المظلوم طيلة سنوات طوال وصمدت بوجه آلة العدوان والدمار الأمريكي – السعودي، لن تزيدها هذه ‏الخطوة إلا ثباتاً وتمسكا بحقها المشروع والمقدس في الدفاع عن الشعب اليمني وأرضه الغالية وموارده ‏وخياراته الوطنية‎.‎
وفي العراق أدانت حركة النجباء القرار الأمريكي بتصنيف حركة أنصارالله “منظمة إرهابية” وعبرت عن تضامنها الكامل مع الشعب اليمني وقيادته.
تداعيات هدامة
إلى دلك دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة النظر في قرارها تصنيف “أنصار الله” في اليمن منظمة إرهابية.
وأشار نيبينزيا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي ، إلى أن هذا القرار “قد تكون له تداعيات هدامة بالنسبة لعملية السلام في اليمن”، وأن ذلك “لا يهدد بتعقيد الوضع الإنساني في اليمن فحسب، بل وبإحباط الجهود الأممية الرامية إلى إطلاق المفاوضات بين أطراف النزاع”.
وأضاف المندوب الروسي: “نظرا لعدم دخول هذا القرار حيز التنفيذ بعد، ندعو الولايات المتحدة إلى إعادة النظر فيه”.
وقال: “إذا ارتكبنا أخطاء لا تغفر الآن، سيهدد ذلك التسوية لاحقا وستفشل الجهود المبذولة منذ سنوات في هذا الاتجاه”
من جانبها قالت صحيفة ”نيوز ويك” الأمريكية: إن ما يقوم به الرئيس الأمريكي ترامب ورقة أخيرة لدعم السعودية التي تقود حربًا على اليمن منذ أكثر من خمس سنوات، وبالمقابل تهدف هذه الخطوة إلى إعاقة الرئيس المنتخب جو بايدن في مهامه السياسية القادمة والمتراكمة.
ورقة أخيرة وعقاب جماعي
واعتبر كبير محللي شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية ،بيتر سالزبري ، إن القرار الأمريكي يهدد بمعاقبة جميع اليمنيين بشكل جماعي من خلال التسبب في مجاعة لها عواقبها الكارثية.
ولفت إلى أن النظام السعودي قدم دعماً للجماعات المتطرفة في الخارج واتهم ترامب بالوقوف إلى جانب محمد بن سلمان في قضية قتل خاشقجي ، حتى أنه وقف إلى جانب ولي العهد بشأن استنتاجات وكالة المخابرات المركزية على الرغم من الإدانة الدولية الواسعة، وروج ترامب لصفقات أسلحة كبيرة مع السعودية وعرقل جهود الكونجرس لإنهاء الدعم الأمريكي لحرب المملكة في اليمن.
وقالت صحيفة ” الغارديان”البريطانية: إن قرار ترامب بتصنيف انصا رالله في اليمن منظمة إرهابية خطوة ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد التي مزقتها الحرب.
تعقيد الحل السلمي
إلى ذلك اعتبر الاتحاد الأوروبي، أن تصنيف واشنطن لحركة “أنصار الله” في اليمن “منظمة إرهابية”، سيؤدي إلى “تعقيد جهود الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية للنزاع في البلاد”.
وأوضح الاتحاد في بيان له، أن “تصنيف الولايات المتحدة لأنصار الله كمنظمة إرهابية خارجية مع ثلاثة من قياداتها، يهدد بجعل جهود الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية شاملة للنزاع في اليمن أكثر صعوبة”.
وأضاف: “سيؤدي ذلك إلى تعقيد التواصل الدبلوماسي الضروري مع أنصار الله، وعمل المجتمع الدولي على القضايا السياسية والإنسانية والتنموية”.
وأعرب الاتحاد عن قلقه بشكل خاص “إزاء تأثير هذا القرار على الوضع الإنساني في اليمن، الذي يواجه في الوقت الراهن الخطر الوشيك المتمثل في مجاعة واسعة النطاق”.
وقال: “يمكن لهذا التصنيف أن يكون له تأثيرات تعرقل إيصال المساعدات الإنسانية الممولة من قبل المجتمع الدولي، وأن يفاقم الأزمة الاقتصادية التي نتجت عن خمس سنوات من الصراع”.
ولفت الاتحاد إلى أن رفضاً دولياً للقرار “سيظل مقتنعا بأن الحل السياسي الشامل فقط يمكنه إنهاء النزاع في اليمن، وسيواصل تعزيز الحوار بين جميع الأطراف”.
وأكد أنه “بالتنسيق مع المجتمع الدولي، يقف على أهبة الاستعداد لدعم جهود تخفيف أثر ذلك التصنيف على إيصال المساعدات وعلى الاقتصاد مع التركيز بشكل خاص على قدرة القطاع الخاص على العمل”

قد يعجبك ايضا