واشنطن في لحظاتها الحرجة.. حصار خانق بسبب التشديدات الأمنية وعواصم الولايات الأمريكية في حالة استنفار
الثورة / إدارة التحقيقات
مع تصاعد حد توتر الوضع في واشنطن وبقية الولايات الأمريكية، تتأزم الحالة النفسية لترامب الذي بدأت تصرفاته تميل إلى الاختلال والتي لا ترقى إلى أن تكون من شخص كان يمثل دولة كأمريكا.
في واحدة من المعطيات المعبرة عن أزمة الموقف وهشاشة الهيلمان الأمريكي، ترامب يصر على الاحتفاظ بالحقيبة النووية ويؤكد انه لن يسلمها لبايدن، وأعلنت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس المنتهية ولايته ترامب سيحتفظ بـ”الحقيبة النووية” أثناء مغادرته واشنطن العاصمة صباح الأربعاء المتزامن مع تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
إلا إن مصدر أفاد لشبكة (CNN) بأن المكتب العسكري للبيت الأبيض لديه حقيبة ثانية ستبقى في واشنطن العاصمة ليستخدمها بايدن.. مشيرا إلى أنه وأثناء تنصيب الرئيس الجديد سيتم إلغاء تنشيط رموز الحقيبة النووية التي يحملها ترامب.
المثير الآخر هو بدء ترامب بتمزيق وثائق رسمية، يذهب محللون إلى أنها ربما توثق بعضا من «شطحاته» غير العقلانية والتي قد تقف به في موضع المساءلة يوما.
القانون الأمريكي الذي يلزم الرئيس بالحفاظ على كافة الوثائق الرسمية خلال فترة رئاسته في حالة ترامب سيضطر موظفون في أرشيف البيت الأبيض لقضاء ساعات على إعادة تجميع ما تم تمزيقه. حسب وكالة “أسوشيتد برس” التي نقلت عن المحلل السابق في أرشيف البيت الأبيض سلمون لارتي قوله: “طلبوا منه -ترامب- التوقف عن فعل ذلك، لكنه لم يرغب”.
وكشف لارتي أن أول وثيقة مزقها ترامب كانت رسالة من زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بشأن الإغلاق الحكومي.
كما صادر الرئيس- حسب الوكالة- مذكرات مترجم مفاوضات أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى توبيخ محاميه على تسجيله الملاحظات خلال لقاء مع المحقق الخاص روبرت مولر الذي كان يقود التحقيق في تواطؤ حملة ترامب المزعوم مع روسيا.
وذكرت الوكالة إلى أن إصرار ترامب على مدى أسابيع على رفض الاعتراف بفوز الرئيس المنتخب جو بايدن تسبب في تأجيل عملية أرشفة الوثائق المتعلقة بولايته الرئاسية في إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية الأميركية.
القادم أسوأ
في مشهد الترقب في الشارع الأمريكي انعكس التوتر على الحالة الأمنية التي ربما تعطي مؤشرات لحالات ربما تكون أعظم سوءاً مع تنصيب بايدن رئيسا أو حتى بعد ذلك، اذ تستعد الأجهزة الأمنية الأمريكية لمواجهة تجمعات مؤيدة للرئيس المنتهية ولايته ترامب في عواصم الولايات الأمريكية الخمسين.
وحذر مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) وكالات الشرطة من احتجاجات مسلحة محتملة في جميع عواصم الولايات، بدءا من اليوم وحتى موعد تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير، سيؤججها أنصار ترامب المؤمنون بتزوير الانتخابات.
وبين الولايات التي قامت بتعبئة حرسها الوطني لتعزيز الأمن، ميشيغان وفرجينيا وويسكونسن وبنسلفانيا وواشنطن، بينما قامت تكساس بإغلاق مبنى كونغرس الولاية اعتبارا وحتى يوم التنصيب.
وينتشر الآن آلاف من أفراد الحرس الوطني المسلحين في شوارع واشنطن في استعراض للقوة لم يسبق له مثيل في العاصمة الأمريكية، كما سيتم خلال الأيام المقبلة منع الزيارات إلى عدد من المعالم الشهيرة بأنحاء البلاد.
وفرضت السلطات الأميركية حصارا أمنيا على العاصمة واشنطن وشددت إجراءات الأمن بصورة غير مسبوقة استعدادا لتنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن غداً الأربعاء، في حين يحقق مكتب التحقيقات الفدرالي في تقديم جهات أجنبية دعما ماديا لأحداث اقتحام الكونغرس.
في هذه الأثناء، تم حشد عناصر الشرطة في كل أنحاء الولايات المتحدة استعدادا لهذا اليوم، وأغلق آلاف من عناصر الحرس الوطني والشرطة الشوارع في العاصمة واشنطن، ومنعوا حركة السير فيها، وانتشرت القوات المدججة بالسلاح في محيط الكونغرس والبيت الأبيض ووزارة الخارجية، وشوهدت شاحنات كبيرة تغلق شوارع بالمدينة.
وذكرت وكالات إعلامية إن العاصمة الأميركية تخضع لحصار أمني مشدد من الخارج والداخل، حيث تنتشر قوات الأمن بكثافة عند المداخل المؤدية إليها، وحول الكونغرس والمقار الفدرالية الحساسة، ولوحظ انتشار آلاف من جنود الاحتياط وعناصر الحرس الوطني مع قوة نارية هائلة للتعامل مع أي حدث أمني قبل وأثناء وبعد تنصيب بايدن.
فيما أعلنت ولاية فرجينيا أنها ستغلق 4 جسور رئيسة تربط الولاية بواشنطن العاصمة بدءا من اليوم الثلاثاء عشية حفل التنصيب، في وقت ذكرت شبكة “سي إن إن” أن قوات الأمن أوقفت رجلا قدم إلى واشنطن من فرجينيا وبحوزته مسدس وذخيرة حية ووثيقة مزورة لحضور حفل التنصيب.
كما تشهد ولايات عدة إجراءات مشددة مشابهة تشمل وضع الحواجز ونشر قوات الحرس الوطني، وذلك بعد نشر مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” مذكرة تحذر من أن جماعات يمينية مسلحة قد تزحف إلى المجالس التشريعية في هذه الولايات.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها وافقت على نشر 25 ألف جندي لتأمين حفل التنصيب، فضلا عن نشر أفراد الحرس الوطني في جميع الولايات والعاصمة واشنطن، في حين قال متحدث باسم الحرس الوطني إنه تم حتى أمس الأول نشر 9500 عنصر من هذا الجهاز بالعاصمة.
إلى ذلك حذر مكتب التحقيقات الفدرالي من احتمال وجود عبوات ناسفة أثناء المظاهرات المرتبطة بتنصيب بايدن. ويأتي هذا التحذير في وقت تحاول فيه وكالات الأمن الأميركية رصد أي إشارات على إعداد جماعات يمينية متطرفة لهجمات أثناء مراسم التنصيب.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين في الاستخبارات ووكالات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة تخوفهم من صعوبة رصد محادثات مجموعات محلية متطرفة عبر منصات التواصل قبل أيام من التنصيب.
إذ شهدت سان فرانسيسكو، إطلاق نار ووقعت اصابات حسب شرطة المدينة التي لم تقدم أية تفاصيل أخرى عن أسباب وملابسات الحادث، “حسب موقع نوفوستي الذي أورد الخبر”.